سلمان عيسى
السوريون جميعا على بعد ساعات من واحدة من أهم الاستحقاقات الديمقراطية والتي تتمثل بانتخابات أعضاء الدور التشريعي الرابع لمجلس الشعب..
بعد أن حدد حزب البعث قوائم الوحدة الوطنية في كل الدوائر الانتخابية مع ما عليها من ملاحظات فإن تلك القوائم تضمنت اسماء يمكن التعويل عليها كثيرا في ان تكون صوتا جريئا وتتحمل الكثير من المسؤولية الأخلاقية والوجدانية وآلوطنية.. فإن اختيار المستىقلين لا يقل أهمية على الإطلاق عن قوائم الوحدة الوطنية.. بل على العكس فإن الاختيار الدقيق للمستقلين سيساهم في زيادة عدد الأعضاء الذين يعول عليهم أيضا في الدفاع عن حقوق ألمواطنين وتطلعاتهم ولا نتحدث هنا عن دائرة انتخابية بعينها، بل يشمل ذلك كافة الدوائر في عموم البلاد..
لا ننكر أهمية تمثيل التجار الذين ترشحوا بكثافة لهذا الدور.. ولا ننكر أيضا أهمية تمثيلهم في المجلس لأنهم بالمحصلة شريحة لا يستهان بها ويجب أن يكون لهم ممثلين يدافعون عن مصالحهم.. وما كثرة قوائم التجار في دمشق وحلب على سبيل المثال الا دليل على ما نقول.. صحيح ان بعضهم يسعى إلى الحصانة او الوجاهة لكن هذا ستكشفه الصناديق بعد كلام الناخبين..
ولأن هذا الدور سيكون أمام استحقاقات كبرى مثل مناقشة واقرار الدعم الذي نجهل الى أين تتجه به الحكومه فهذا يفرض ان يكون من المستىقلين الكثير من الحقوقيين وأصحاب الخبرة بالقانون.. اكادميين في الاقتصاد في مقدمة الأعضاء.. وفوق ذلك هناك الكثير من القوانين ومشاريع المراسيم في اولوية عمل المجلس.. وهذا كله يحتاج إلى آراء قانونية واقتصادية تنصف المواطن _ الناخب اولا واخيرا طالما هو الهدف والبوصىلة..
عند تشكيل قوائم حزب البعث لخوض الانتخابات اصدرت القيادة المركزية للحزب بيانا حملت فيه القواعد الحزبية مسؤولية خياراتها.. قد يعبر ذلك عن عدم رضاها عن النتائج و انها غير راضية عن هذه الخيارات.. وقد يكون مؤشرا ديموقراطيا.. لكنه بكل الاحوال احترام لرغبة المستأنسين.. على ابعد تقدير..
واليوم قد ينسحب ذلك على اختيار المستىقلين.. لكن هنا ستكون المسؤولية على عاتق جميع الناخبين في مختلف الدوائر الانتخابية.. ومن حق قيادة الحزب السماح بانتقاد أعضاء مجلس الشعب ودورهم تحت قبة البرلمان.. على مبدأ ( يدكا اوكتا وفوك نفخ)
بالتأكيد سيمتثل الجميع على ما ستعلنه الصناديق.. لكن ما نخشاه هو أن يندم الناخبون على اختيارهم.. وسيكونون مثل الكسعي الذي كسر سهامه لسوء تقديره…؟!
اذا شبعتم يوما .. ستجوعون اربعة اعوام .. والنصيحة بجمل ..؟!
(موقع سيرياهوم نيوز-١)