الرئيسية » كلمة حرة » “الاعلاف” وكذبة نيسان ..؟!

“الاعلاف” وكذبة نيسان ..؟!

 

سلمان عيسى

عندما قررت الحكومة في نهاية التسعينات وبداية الألفية الثانية نقل مقر مؤسسة الحبوب الى الحسكة، ومؤسسة الاعلاف الى الرقة .. كانت الحكمة من ذلك ليس فقط لتخفيف الضعط المروري في العاصمة، بل التوجه الى مراكز الانتاج الرئيسية التي يجب ان يكون القرار منها ويوليها الاهمية الكبرى .. ومعروف ان محافظة الحسكة هي سلة كبيرة جدا، اول ما يهمنا فيها هو القمح ..
اما لماذا الرقة لمؤسسة الاعلاف ..؟ فقد بقينا فترة طويلة لادراك ان الرقة هي الاولى في زراعة الذرة التكثيفية .. وهي تنتج كميات كبيرة من القطن والشوندر و عباد الشمس ..
اي ان الحالة الاقتصادية تفرض ان تكون الادارة في مراكز الانتاج الرئيسية مثل القمح ..
في تلك الاثناء كانت وفرة الاعلاف كفيلة لتوزيعها على الاغنام والابقار والجمال والماعز والدواجن بتدخل ايجابي حقيقي، مع عدم نكراننا لحدوث حالات من الفساد رافقت كل الادارات تقريبا، وكلها لم تسلم من اقلام الاعلام ..
هذه المقدمة الطويلة نسبيا هي للحديث عما آلت اليه مؤسسة الاعلاف .. والحديث صراحة عن جدوى بقائها ..؟
منذ اكثر من عام على توقف الاعلان عن الدورات العلفية ، اعلنت المؤسسة منذ فترة وجيزة عن دورة علفية .. لكن الغريب ان اسعار المواد وتصنيفها كان صادم حقا .. سعر الطن من الذرة الصفراء المحلية ( تجفيف بدائي ) ٤،٦ ملايين ليرة للطن الواحد .. وسعر طن كسبة الصويا ١١ مليون ليرة .. وللعلم فأن هذه الأسعار تزيد حوالي ١٠ – ١٥ % من اسعار القطاع الخاص ..؟!
ليس هذا فقط – بل ان المؤسسة اشترت الذرة من الفلاحين بسعر ٢٠٠٠ ليرة للكغ ولم تقدم اية تسهيلات او معونات للفلاحين، بل ان الكميات الكبيرة من الذرة التي انتجت في الموسمين الماضيين في الرقة والغاب وريف حلب هي اجتهاد شخصي من الفلاحين كان يحتاج فقط مجففات عجزت حكومة بأمها وابيها عن تأمينها .. وهذه لعمري اقرب الى كذبة نيسان .. صحيح ان الارهاب ادى الى تخريب كل المجففات تقريبا – لكن توفير ملايين الدولارات لاستيراد الذرة، كان يمكن ان تضحي الحكومة لأجله بملايين الليرات السورية ..
ليس هذا فحسب ، بل ان الحديث عن سرقة آلاف ليترات المازوت في معمل واحد فقط .. وقبله ضبط كميات من الاعلاف المخلوطة بأكثر من ٢٥ % من السيرك في ذات المعمل .. والحديث عن سيارات شاحنة تم تبديل حمولتها على الطرقات .. هي سرقات موصوفة يجب التوقف عندها اثناء معالجة وضع هذه المؤسسة .. هي عاجزة عن ايجاد مجففات كافية تنقذ الفلاحين والمواسم .. وهي بذات الوقت تقوم بابتزاز الفلاحين والمربين من خلال شراء الذرة بسعر ٢٠٠٠ ليرة وبيعه للمرببن بربح مقداره ٢،٦ مليون ليرة لكل طن .. وتدعي انها تتدخل ايجابيا وهذا كله على حساب الفلاحين وجهدهم ..
لدى المؤسسة مئات المستودعات والمقرات الادارية والمعامل على امتداد خارطة البلد .. مخازن وصوامع للتخزين .. اسطول من السيارات الشاحنة والسياحية .. وكل هذا يوفر في المزادات العلنية آلاف المليارات مع ضمان حقوق العمال والموظفين، على ان تتم ادارة منتجات الفلاحين من قبل مديريات الزراعة وتشديد الرقابة على القطاع الخاص .. واعفاء المربين من ( خسائر ) التدخل الايجابي .. اهون الف مرة من المتاجرة بحقوق الفلاحين والمربين .. اصحاب ( الثروة الحيوانية ) ..؟! هي دعوة حقيقة لايصال الدعم الى مستحقيه دون سرقات .. ورتوش تجميلية .. ( وزعوها كاش ) ..!؟

(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

حولَ الثّقافةِ وفاعليّتِها..!!

  أحمد يوسف داود   أعتقد أن الفعاليّةَ الثَّقافيَّةَ الحَقَّةَ هي فَعاليّةُ (صِناعةِ وَعيٍ عامٍّ) يستجيبُ للتّحدّياتِ الحَيويّةِ المَطروحةِ على مُجتمعٍ ما، في (شروطِ وجودِهِ) ...