بيروت ـ كمال خلف:
تبدأ اليوم الاتنتخابات الرئاسية السورية في الخارج مصحوبة بعوائق وعراقيل متصلة بدوام اغلاق عدد من الدول السفارات السورية ومنع دول اخرى اجراء عملية الاقتراع على اراضيها، بينما يستمر الضغط على اللاجئين السوريين والجاليات السورية لعدم الاقبال على الانتخابات.
ففي لبنان مثلا التي شهدت اكبر نسبة مشاركة في انتخابات عام 2014 انبرى رئيس حزب القوات اللبنانية عشية الاقتراع بتهديد اللاجئين السوريين بالطرد من لبنان اذا شاركوا في الانتخابات في محاولة لمنع تكرار مشهد الاقتراع الكثيف في السفارة السورية في بيروت والذي احرج حينها القوى اللبنانية المناوئة لسورية والتي بنت خطابها على طول سنوات على ان مليوني لاجئء سورس لبنان هم ضد النظام.
وقال “جعجع” في منشور على صفحته الرسمية على موقع”فيسبوك”: “يظهر أن عشرات آلاف النازحين السوريين في لبنان يتحضرون للمشاركة غداً في المهزلة والمأساة المسماة انتخابات رئاسية سورية في مقر السفارة السورية في الحازمية”.
وأضاف: “نطلب من رئيس الجمهورية وحكومة تصريف الأعمال إعطاء التعليمات اللازمة لوزارتي الداخلية والدفاع والإدارات المعنية من أجل الحصول على لوائح كاملة بأسماء من سيقترعون للأسد غداً، والطلب منهم مغادرة لبنان فوراً والالتحاق بالمناطق التي يسيطر عليها الأسد طالما أنهم سيقترعون له ولا يشكل خطراً عليهم”.
وأشار “جعجع” إلى أن تعريف النازح واضح ومتعارف عليه دولياً، وهو الشخص الذي ترك بلاده لقوة قاهرة وأخطار أمنية تحول دون بقائه فيها، مؤكداً أن المشاركة في انتخابات الرئاسة السورية تعني أنه لا يشكل خطراً على المشاركين ويجب إعادتهم إلى المناطق الواقعة تحت سيطرته.
وأعلنت وزارة الخارجية السورية أن كلا من تركيا وألمانيا رفضتا إجراء التصويت في الانتخابات الرئاسية السورية على أراضيهما. وقال معاون وزير الخارجية السوري أيمن سوسان إن الدولتين أبلغتا دمشق بذلك.
تركيا تعتبر معقل المعارضة السورية والداعم الاكبر للفصائل المسلحة ضد دمشق، وعلى اراضيها النسبة الاكبر من اللاجئين السوريين ومنعها اجراء الانتخابات بالقنصليات السورية في تركية مثير للاستغراب، فاذا كانت تركية تعتبر كل السوريين على ارضها هاربين من النظام فاجراء الانتخابات في تركية يفترض انه لن يلقى تجاوبا وهذا يعزز وجهة النظر التركية من الصراع في سوريا، الا ان المنع قد يفسر ان تركية تخشى من تكرار المشهد في بيروت، واقبال سوريين على الاقتراع من داخل تركية قد يحرج تركية ويضعف موقفها ويعتبر انتصارا لدمشق.
واذا كانت تركية لا تعترف بشرعية النظام رغم انه ما زال ممثلا لسورية في الامم المتحدة، فلماذا تقبل تركية عمل القنصليات السورية في تركية. واذا كانت تركية تعتبر الانتخابات الرئاسية غير شرعية كما صرح وزير الخارجية التركية” مولد تشاويش اوغلو”. فعدم اعتراف انقرة هذا موقف تركي لا ينبغي ان يفرض على السوريين في تركية ومصادرة حقهم في الانتخاب او المقاطعة بارادة حرة.
كما تعتبر المانيا كذلك مثل تركيا مركز ثقل للاجئيين السوريين، وقرار البلدين منع الانتخابات واضح انه يهدف التاثير على نسب اقتراع السوريين في الخارج، لان نسب التصويت في الخارج حيث لا سيطرة للحكومة السورية مؤشر هام جدا و اذا ما جاءت مرتفعة نسبيا فانها تسبب حرج كبير للدول التي تطعن بشرعية النظام السوري ولذلك لابد من اغلاق هذا الباب عبر قرار المنع بدلا من ترك الامور للاحتمالات غير المضمونه.
وعلقت السفارة السورية في برلين على قرار المنع في بيان جاء فيه “تاسف سفارة الجمهورية العربية السورية في برلين لاضطرارها إلى الاعتذار من أبناء الجالية السورية الكريمة في جمهورية ألمانيا الاتحادية لعدم تمكنها من استقبالهم للمشاركة في انتخابات منصب رئيس الجمهورية العربية السورية لعام 2021 بسبب عدم موافقة السلطات الألمانية على إقامة هذه الانتخابات في سفارتنا في برلين. وأضافت تتقدم السفارة بخالص الشكر والتقدير لكل من تواصل معها وعبّر عن رغبته الصادقة والوطنية للمشاركة في هذا الاستحقاق الدستوري الهام”.
وخصصت السلطات السورية يوم 20 من ايار (مايو) للاقتراع في الانتخابات الرئاسية السوري التي يتنافس فيها ثلاثة مرشحين بينهم الرئيس السوري الحالي بشار الاسد، بينما تبدأ عملية الاقتراع في داخل يوم 26 من الشهر نفسه.
(سيرياهوم نيوز-رأي اليوم٢٠-٥-٢٠٢١)