| محمود الصالح
كشفت مديرة المناهج والتوجيه في وزارة التربية إيناس ميا أن أهم ميزة في أسئلة الدورة الامتحانية الأولى هو شمول الأسئلة لجميع أقسام الكتاب المدرسي وبشكل مدروس، بعيداً عن كل التوقعات التي كانت تطرح بشكل دائم قبل العملية الامتحانية، والتي كانت تعقد من أجلها جلسات خاصة بمئات آلاف الليرات.
وبينت ميا في تصريح لــ«الوطن» أن نسبة دقة التوقعات في هذه الدورة تكاد تقارب الصفر، وهذا ما أدى إلى تراجع مصداقية كل مدرس كان يعطي للطلاب توقعات في الأسئلة، وكذلك تميزت الأسئلة بأنها كانت في إطار ممنهج يراعي الفروق الفردية بين الطلاب، ويراعي كذلك جوانب المهارات التراكمية للطالب، لأن العملية التعليمية هي سلسلة متكاملة، ولا يمكن أن نفصل المعلومات التي تلقاها الطالب في المرحلة الابتدائية عما هو مطالب به في المرحلة الثانوية، لأن التعليم سلسلة متكاملة، ولا يمكن الاستغناء عن أي حلقة منها، وبالتالي يجب أن نتعلم ألا نهمل أي مرحلة من المراحل الدراسية ونقول إنها غير مفيدة، وألا نعلم الطلاب التركيز على دراسة منهاج الشهادات فقط، لأن هذا المبدأ يسبب الفشل الأكيد لطلابنا، فمن لا يتقن مهارات الصف الثامن فلن يستطيع حل أسئلة الصف التاسع، وكذلك الحال في الشهادة الثانوية.
وأضافت مديرة المناهج: للأسف إن بعض المدارس الخاصة وأيضاً مدرسو الدروس الخصوصية طلبوا من الطلاب حذف وحدات كاملة من الكتاب، والمفاجئة كانت أن هناك أسئلة جاءت من هذه الوحدات، لذلك سنجد أن طلاباً يعتبرون أنفسهم من الأوائل لكنهم لم يتمكنوا من حل سؤال معين لأن مدرس المادة الخاص حذف الدرس، ولذلك كانت أسئلة الدورة متوازنة، وشملت أقسام الكتاب، واعتمدت بشكل أساسي على مهارات الطالب أكثر من اعتمادها على العملية الحفظية.
وعن نسب النجاح في العينات العشوائية التي تم أخذها أوضحت ميا أن نسبة النجاح الوسطية في المواد التي تم تصحيحها لا تقل عن 70 بالمئة وهناك مواد كانت نسبة النجاح فيها 90 بالمئة لكن هذه العينة ليست مقياساً لأن نسبة النجاح في المناطق النامية تعليمياً أقل من باقي المحافظات، وكذلك نسبة النجاح في الدراسة الحرة هي أقل من الدراسة النظامية.
وعن مدى دقة التزام المصححين بالسلم بينت ميا أن سلالم التصحيح في هذه الدورة كانت دقيقة جداً وتهتم بأدق تفاصيل الإجابة، ولا تضحي بمصلحة الطالب في أي جزء من الإجابة، لكنها في الوقت ذاته لا تهدر المستوى العلمي للشهادة السورية، التي تعتبر من أكثر الشهادات موثوقية في العالم.
وعن أسئلة الكيمياء أشارت مديرة المناهج إلى أنها كانت غير متوقعة بالنسبة للطلاب، ولكنها كانت لمصلحة الطلاب الذين لا يعتمدون على التوقعات ودرسوا كامل المنهاج بشكل متوازن، وكانت بشكل عامل شاملة وتحاكي مهارات الطالب التراكمية.
من جهته أوضح مكتب الإشراف الأول في وزارة التربية لمادة الكيمياء أن أسئلة المادة للشهادة الثانوية العامة الفرع العلمي دقيقة ومتناسبة مع المستويات المعرفية والمهارية كافة، وركزت على قياس مهارات التفكير العليا مثل الترتيب، والتصنيف، وتحليل المعطيات الكيميائية.
بدوره مكتب الإشراف الأول لمادة التربية الدينية الإسلامية أشار إلى أن أسئلة مادة الفقه وأصول الفقه للشهادة الثانوية الشرعية شاملة لمفردات المقرر، وتحقق المستويات المعرفية والمهارية كافة، وتناولت مفاهيم مهمة مثل الأسرة، والعدل، والتيسير، والمحافظة على الحقوق، وعالجت قضايا حياتية معاصرة كالقضاء، والشهادات، والدعاوى.
أما مدير التعليم المهني والتقني في وزارة التربية المهندس غسان قباقيبو فقد أوضح أن أسئلة الامتحان النظري للمواد التخصصية للشهادة الثانوية المهنية (الصناعي-التجاري- النسوي) وهي: /تصميم موقع ويب-القياسات الحيوية الطبيعية -التحكم بالآلات الكهربائية (مهني وتعليم مزدوج)- الكهراطيسية وتطبيقاتها في الهوائيات والرادار- صيانة الأجهزة الإلكترونية- القيادة والتحكم الآلي -أنظمة الحقن والديزل- ميكانيك آلات النسيج -الرياضيات المالية -الفنون التشكيلية والتطبيقية/ تميزت بالشمولية والوضوح، وراعت مختلف مستويات الطلاب، وتنوعت بين أسئلة موضوعية ومسائل عملية، إضافة إلى أسئلة اختيارية.
ومع انتهاء الامتحانات العامة للشهادات كافة، قال مدير الامتحانات في وزارة التربية يونس فاتي: إن الامتحانات سارت بجو من الطمأنينة والهدوء وذلك نتيجة الإجراءات المتخذة من الوزارة، والمتابعة الحثيثة من القائمين على العملية الامتحانية، وخاصة باعتماد اللامركزية في المتابعة وتحمل المسؤوليات من رئيس الامتحان في المحافظة (مدير التربية) وحتى من رئيس المركز الامتحاني وأمين السر والمراقبين، مبيناً أنه بلغ عدد الطلاب والتلاميذ المتقدمين إلى الامتحانات العامة بفروعها كافة ٥٤٣٧١٨ تلميذاً وطالباً وزعوا على ٥٠٢٧ مركزاً امتحانياً، وأضاف فاتي: يجري العمل حالياً على إنجاز أعمال التصحيح والتنتيج لإصدار النتائج في الموعد المتوقع من الوزارة.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن