مع بدء العد التنازلي للانتخابات النصفية التي ستجرى في الثامن من الشهر الجاري، تعالت أصوات التحذير من العنف السياسي وترهيب الناخبين، في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي حتى الآن إلى تقارب بين الحزبين المتنافسين الديمقراطي والجمهوري مع انزياح طفيف لصالح كفة الجمهوريين.
الرئيس الأميركي جو بايدن أعرب خلال تنقله بين الولايات الأميركية في محاولة لإنقاذ حزبه، عن تفاؤله بأن الحزب الديمقراطي يمكن أن ينتصر في الانتخابات النصفية الأميركية، لكنه استدرك محذراً من صعوبة العامين المقبلين إذا صحت توقعات استطلاعات الرأي التي تؤشر حتى الآن إلى فوز محتمل للجمهوريين، وقال: «إذا خسرنا الكونغرس ومجلس الشيوخ، فسيكون أمامنا عامان مروعان»، مضيفاً إن «النبأ السار هو أنني سأمتلك حق الفيتو» الذي يتيح للرئيس عرقلة أي تشريعات جمهورية مستقبلية، وشدد بايدن على أن «الديمقراطية على المحك حقا».
من جانبه، انتقل الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب الذي لا يزال يتمتع بقبضة قوية على الحزب الجمهوري، إلى مرحلة الهجوم، وخلال تجمع في ولاية أيوا لم يُبقِ ترامب الكثير من الشكوك في ما يتعلق بخططه السياسية وقال لمؤيديه «سأترشح على الأرجح» للانتخابات.
الحرب الأوكرانية يبدو أنها ستشكل العقبة الأساسية أمام تقدم الديمقراطيين، يميل الأميركيون من أصول شرق أوروبية إلى التصويت عادة للمحافظين، ولكن هذا قد يتغير في هذه الانتخابات لأن الجمهوريين يريدون تقليل دعمهم لأوكرانيا إذا فازوا في الانتخابات النصفية.
ويتنافس الديمقراطيون والجمهوريون للفوز بانتخابات الكونغرس، سعياً للاستحواذ على تمرير القرارات والتشريعات، حيث يتمتع الديمقراطيون بالأغلبية داخل مجلس الشيوخ، رغم أن نصف المقاعد يملكها الجمهوريون بالتساوي معهم، لكنهم يملكون ورقة طلب تصويت نائبة الرئيس المحسوبة عليهم، وبالتالي ترجح كفتهم في تمرير الأصوات.
بدورهم يحتاج الجمهوريون لإضافة مقعد واحد ليكونوا أصحاب الأغلبية؛ وبالتالي يكون الرئيس الأميركي جو بايدن مكبلا بأوامر الحزب المعارض، إذا فقد أغلبية الحزب الذي ينتمي له، وبالتالي يصعب مهمته في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وينظر الأميركيون لخمس ولايات سيكون لها كلمة الحسم في الانتخابات، بالتزامن مع تراجع شعبية بايدن والديمقراطيين بعد تداعيات حرب أوكرانيا الاقتصادية، وهذه الولايات هي بنسلفانيا نيفادا جورجيا أوهايو إضافة لإريزونا.
استطلاعات الرأي أظهرت أن الناخبين الأميركيين أكثر اهتماماً بالأوضاع الاقتصادية، وهم يحملون بايدن تداعيات دعمه للحرب في أوكرانيا السبب حيث يقول أكثر من نصف المستطلعة آراؤهم في المسح الذي أجرته جامعة كوينيبياك: إن أسعار الغاز والسلع الاستهلاكية هي القضية الاقتصادية الأكثر إلحاحاً بالنسبة إليهم.
زعيم الجمهوريين في مجلس الكونغرس كيفين مكارثي اتهم الرئيس برفض «معالجة مخاوف الأميركيين الرئيسية»، وكتب مكارثي على تويتر «بعد ستة أيام، سيفوز الجمهوريون بشكل مقنع وسيساعدون في إعادة وضع أميركا على المسار الصحيح».
سيرياهوم نيوز3 – الوطن