باسل علي الخطيب….
نعم، العداد لا يبدأ من الصفر، كل من تقدم للانتخاب يسبقه كتابه، اقرؤوا كتبهم كفى بكم أيها الناخبون شهوداً على كتبهم…
قد نشرت مقالاً قبل أيام طالبت فيه المرشحين ببيان ذمة مالية، كلامي لم يكن موجهاً إلى المرشحين بالدرجة الأولى، كلامي موجه للناخبين، أن ضعوا معيار (من أين لك هذا؟) أساساً لحسن الاختيار، فمن لا يؤتمن على مال الناس و الدولة لا يؤتمن أن يكون يحمل هذه الصفة : ممثل الشعب العربي السوري قولاً واحداً.
الأمور بينة و واضحة و ليس هناك أي حجج يمكن أن تساق….
خذوا علماً، ليس هناك أي توجيهات بانتخاب أحد، ليس هناك أية ضغوط لانتخاب أحد، أو عدم انتخاب أحد ما، التوجيه الوحيد الذي صدر قد جاء من قبل الأمين العام السيد الرئيس انه وجه بانتخاب الأفضل و الأكفأ و الأكثر إخلاصاً لوطنه و دولته، و قد أكد الأمين العام المساعد على ذلك عندما قال أن البعثي الحقيقي هو من يتمثل نهج السيد الرئيس قدوة و نهجاً و طريقة حياة….
عدا ذلك ليس هناك توجيهات…
نعم، كما قلت لكم (كتاب) كل مرشح بين و واضح، ليست جولات ووعود هذا المرشح أو ذاك المرشح هي من تقرر أو تحسن الخيار، إنما تاريخه وسيرته…..
لا حجة لأحد، و كما يقول المثل (حارتنا ضيقة) و كلنا يعرف كلنا، هذا الذي نحمله جميعاً في أعناقنا هو أمانة، سنُسأل عنها يوماً أمام الله و أمام الناس و أمام أولادنا و أمام المخدة عندما نغفو إليها و أمام سجادة الصلاة أو الركن الذي نناجي فيه ربنا…
لا تقولوا هذا من عشيرتي أو هذا من مذهبي أو ذاك من طائفتي أو هذه من منطقتي عندما تختارون، هذه معايير الجاهلية، و معايير ما قبل العقل، و قد حبانا الله العقل معياراً في الحكم على الأشخاص و الأشياء و الأمور…
للا يجب أن نكون كالأمعات ننقاد وراء وعد شخصي من هنا أو رشوة من هناك، هل قرأتم رواية فاوست؟ لا تكونوا فاوست، يبيع روحه للشيطان لأجل بعد حطام هذه الدنيا، نحن عندما نبيع صوتنا لأجل بعض ذاك الحطام، فنحن لا نبيع صوتنا فحسب، فنحن نبيع أهلنا و أبنائنا و شهدائنا و جرحانا و علمنا و ترابنا.
قد كنت كتبت عدا مقالات عن هذه الانتخابات، و كانت ترد الكثير من التعليقات أنه لا فائدة من هذا الكلام و هو كالصراخ في واد عميق، أن الأسماء موضوعة و جاهزة مسبقاً، أنتم جداً مشتبهون هذا الكلام إما تثبيط و تحبيط مقصود، أو أنه عن جهالة، أو أنه ناتج عن يأس من الصدمات السابقة، كلا و قولاً واحداً الأسماء غير موضوعة، هذه الانتخابات مختلفة، الخيار لكم و لكم فقط، إياكم أن تركنوا إلى هذه القناعة كشماعة، و تلقوا عن أنفسكم المسؤولية، المسؤولية الحصرية الوحيدة هي مسؤوليتكم…
يقول أمير المؤمنين: قيمة المرء ما يتقنه…
اتقنوا اختياراتكم….
(سيرياهوم نيوز ١-صفحة الكاتب)