آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » الانتهاكات لم تنقطع مع وصول قوانين حماية الملكية الفكرية إلى أوجها

الانتهاكات لم تنقطع مع وصول قوانين حماية الملكية الفكرية إلى أوجها

| ثناء عليان

بمناسبة اليوم العالمي للملكية الفكرية، ألقى الباحث محمد شاهين محاضرة بعنوان “الملكية الفكرية والتقدير الفكري” في المركز الثقافي في الشيخ بدر بيّن خلالها أن الملكية الفكرية- مصطلحاً؛ يعني كل ما أبدعه العقل الإنساني من اختراعات ومصنفات أدبية وعلمية، محمية بالقانون وتتضمن«حقوق النشر، براءات الاختراع، العلامات التجارية» .

ظهرت الملكية الفكرية –حسب شاهين- في العصر الروماني، لكن مفهومها تبلور عند الإنكليز في القرن السابع عشر للميلاد، وكان يقصد بالملكية الفكرية وقتها حماية المنتجات التجارية، ومع القرن العشرين دخلت حماية السلع الفكرية، حيث كان يحق لكل من يملك أرضاً حمايتها عن طريق بناء سياجٍ لها، وفيما يخص المنتج الفكري لم يكن بالإمكان فعل الكثير لحمايته من النسخ والبيع، لافتاً إلى أن مصطلح الملكية في البداية حمل اسم “الملكية الأدبية” ومع عام 1808م أصبح اسمه “الملكية الفكرية”.. ومن أشهر الاتفاقيات الدولية لحماية الملكية اتفاقية باريس لعام 1883م، وبرن لعام 1886م، وجنيف لعام 1960م، وكان هدف تلك الاتفاقيات يتمحور بشكل أساس حول تشجيع الاختراعات حصراً في عصر الثورة الصناعية الأوروبية، وفيما بعد تمت إضافة ما يعرف بـــ المنافسة غير العادلة أي إعطاء حق الملكية الفكرية للناشر وليس المؤلف.

وعن السرقات الأدبية وقانون حماية الملكية في سورية، بيّن شاهين أن كل من يقوم بسرقة الأبحاث العلمية، والكتب الأدبية، والروايات والقصص، اللوحات، والأشعار والقصائد يعاقب في سورية بالحبس من ثلاثة أشهر إلى سنتين مع غرامة مالية تبدأ بـ 100 ألف وتصل إلى المليون ، لافتاً إلى أن سورية انضمت إلى اتفاقية باريس لحماية الملكية الصناعية عام 1947م، واتفاقية برن للحماية الفكرية عام 2004م.

لم يكن التقدير الفكري وحماية المؤلفات –حسب شاهين- بالأمر السهل فقد عانت الدولة العربية الإسلامية من أسباب متنوعة أدت إلى إتلاف الكتب منها؛ السياسية و الشرعية مروراً بالاجتماعية والنفسية، فعلى سبيل المثال أمرَ سليمان بن عبد الملك خلال الخلافة الأموية سنة 83 هـ بإحراق كل كتاب لم يذكر فضائل الأمويين، بينما عمل الخليفة العباسي المهدي على حرق بعض الكتب الفارسية سنة 163 هـ، كما عمل بعض العلماء على حرق كتبهم لعدم اهتمام أحد بها أمثال أبو ذر الحافظ، وابن أبي السعود، وابن أبي الحوات، وشجاع بن فارس، وابن كردان النحوي الذي أحرق خمسة عشر كتاباً في النحو، وأبو مر بن العلاء الذي بلغت كتبه سقف منزله، فضلاً عن حرق مكتبة بيت الحكمة العباسية التي كانت تحوي أكثر من مليون كتاب، ومكتبة دار العلم الفاطمية التي بلغ عدد كتبها ثلاثة ملايين كتاب، ومكتبة ابن عمار التي ضمت مئات الآلاف من الكتب، وأكد أن جميع المؤلفين لم يحصلوا على التقدير.

وختم الدكتور محمد شاهين مشيراً إلى وصول قوانين حماية الملكية الفكرية إلى أوجها في البلدان العربية، ترافق مع عصر صُبغ بضعف التأليف الأدبي والعلمي، ففي القرن العشرين أخرجت بلادنا أكثر من ثلاثة آلاف شاعر، مع حفنة من العلماء، قد يقول البعض ما هذه السوداوية في تقديم تراثنا؟ الجواب؛ المشكلة أنه نرى أنفسنا في الماضي عوضاً عن أن نرى المستقبل، وتحول الماضي إلى صنم ذهبي، لذلك علينا تصوير الماضي كما كان، ومن ثم التوجه نحو حماية المؤلفين ومن بعدها كتبهم في ظل تقديس الماضي وآثار العولمة الثقافية التي تعصف بالعالم قاطبةً .

(سيرياهوم نيوز3-تشرين29-4-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

«حنين» و«حلم» يضيئان السماء لحناً ونغماً

تجري الاستعدادات النهائية لإقامة أمسية لكورال «حنين» وكورال «حلم» ضمن فعاليات ملتقى طرطوس الموسيقي الذي تقيمه مديرية ثقافة طرطوس، حيث يقدما «في يوم عاصي»، وهو ...