آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » الانسداد الفكري وسقوط المشروع التنويري ..!!

الانسداد الفكري وسقوط المشروع التنويري ..!!

 

 

سمير حماد

 

منذ قرون تعيش المنطقة , حالة من الانسداد الثقافي , نتجرع بسببه الكثير من الويلات ….هذا الانسداد تركنا متأخرين عن ركب الحضارة مسافات بعيدة جدا ….

السبب الحقيقي لهذا الانسداد هو الانغلاق الفكري والاسوار التي صنعها التعصب الديني , حول العقول وحرمها من عملها في التفكير والبناء والابداع ….منذ القرن العاشر الميلادي , حيث بدأت محاربة رجال الدين والسلطة , للمفكرين العرب من طراز ابن رشد وابن حزم وابن خلدون وغيرهم الكثير من الحكماء والفلاسفة العرب المتنورين …..وهذا ما خلق الانسداد الفكري والتقوقع وتكرار المقولات وعجز الفكر عن التنوير, والتوقف عن الابداع في كل العلوم ….

لقد عاشت اوروبا المحنة ذاتها في القرون الوسطى , لكنها استطاعت ان تخرج منها بعد حروب طاحنة …..رافقها نهوض فكري تنويري قلب المنطقة راسا على عقب ,,,, بعد أن كان رجال الدين والكنيسة لهم بالمرصاد ….

لقد سقط المشروع التنويري العربي سقوطا مريرا وفشل فشلا ذريعا …. نحن مازلنا نراوح في المكان ذاته منذ قرون كثيرة ….فلا يستطيع مفكر او كاتب , ان يكتب اي شيء عن الدين والسياسة , او يحاول نقدهما , او نقد بعض مسلماتهما , او عن البديهيات التي تربينا عليها , وان كانت خاطئة , حتى تقوم الدنيا ولا تقعد …… لقد تعاون رجال السياسة والدين على اسقاط المشروع التنويري , مما جعلنا متخلفين عن الغرب ثلاثة قرون على الاقل ….

اننا لن نستطيع ان نلحق بركب الحضارة , الا بانفراج هذا الانسداد الذي سببه الفهم الخاطئ للانتماء الديني والاثني والمذهبي وذلك بتفكيك المشكلة وتشريحها , من ثَم تنقيتها من الشوائب والمعيقات .. بهذا يتمّ البناء على أنقاض القديم, مانستطيع ان نسميه نهضة حقيقية عميقة نقدر من خلالها الانفتاح على العالم بثقة……وأمان ….

كم هو صعب على الانسان ان يُختصر في التعامل معه , على انه , ليس اكثر من منتج سياسي او ديني او حزبي او عشائري او قبائلي أو اثني ….وليس ذاتا لها استقلاليتها ……..

الانسان في عالمنا العربي , بحاجة إلى ثورة ثقافية , تعيد له الاعتبار في بلده , كإنسان ينتمي إلى نفسه أولاً , ليتمكّن أن يكون مواطناً , أو لبنة لها قوتها وخصوصيتها في بناء الوطن , الحرّ المستقلّ…..ولأن الديموقراطية لا يمكن تحقيقها من خلال الارتباطات التي تعتبر الانسان , مُنتجاً قبلياً او حزبياً او دينياً , قبل اي شيء آحر…وهنا تتحوّل إلى ديموقراطية مزيّفة , والأمثلة كثيرة ….

ما نحتاجه ثورة ثقافية فكرية , تعيد إلى المجتمع الوعي , بأهميّة الانسان ككائن , أو فرد له دور وأهمية وخصوصية لايجوز تهميشها , أو إلغاؤها , أو إقصاؤها والاستغناء عنها ….لأن في هذا اعتداء على حرية الانسان , وإنسانيته , وحرمان المجتمع من الراي الآخر المختلف , وحتى لايكون الناس جميعهم نسخة طبق الأصل عن زعيم العشيرة او القبيلة أو الطائفة او الحزب ….أو من ينوب عنه في المجالس والتجمّعات , وعلى المنابر وفي المحافل …. وأيّة قيمة للانسان بعد هذا !! ؟؟

(أخبار سوريا الوطن-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

 “كارثة مجتمعية تلوح في الأفق.. احذروها يا حكومة..!” 

  عامر إلياس شهدا الكثير من المواطنين يقرؤون ولكن القليل منهم يستوعبون ما يقرؤون.. لقد وحَّدَ قرار وزارة الطاقة الصوت المجتمعي الوطني. وهذا يتطلب الوقوف ...