اختتم البابا فرنسـيس بابا الفاتيكان زيارة إلى البحريــن استمرت أربعـة أيام بالدعــوة إلى الصلاة من أجل الشـعوب «المتألمة» في منطقة الشرق الأوســط.
وجاءت زيارة البابا فرنسيس في وقت يشهد فيه عدد من دول المنطقة أزمات ومحناً نتيجة تدخلات قوى خارجية في شؤونها ولاسيما عبر دعم الإرهاب في هذه الدول ومن بينها سورية التي تتعرض لحرب إرهابية منذ أكثر من 11 عاماً جندت لها دول غربية وإقليمية عشرات آلاف الإرهابيين من شتى أصقاع الأرض بهدف النيل من استقلالية قرار سورية الوطني وخنق شعبها عبر دعم الإرهاب وفرض إجراءات اقتصادية قسرية أحادية الجانب جائرة وظالمة استهدفته بلقمة عيشه ومستلزماته الأساسية اليومية وأثرت في مختلف القطاعات الحيوية ولاسيما الاقتصادية والصحية.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، أن البابا فرنسيس غادر ظهر أمس البحرين، بعد زيارة استمرت أربعة أيام، بسط خلالها يده للحوار مجدداً مع المسلمين، ودعا إلى احترام حقوق الإنسان الأساسية والصلاة من أجل الشعوب «المتألمة» في الشرق الأوسط، وتوجه ظهراً إلى روما، بعد مراسم وداع في قاعدة الصخير الجوية الملكية.
وأعرب البابا في كلمة ألقاها خلال لقاء مع الأساقفة والكهنة والعاملين الرعويين في كنيسة «القلب المقدس» في العاصمة البحرينية المنامة عن تضامنه مع «كل الشعوب التي تتألم في الشرق الأوسط» ، مشيرا إلى ما يتعرض له لبنان من محنة في الوقت الراهن، ومؤكدا صلاته من اجل زوال محن المنطقة .
وجدّد البابا صلاته من أجل إرساء السلام والاستقرار، داعياً إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا. ودعا في خطابه العلني الأخير قبل عودته إلى روما رجال الكنيسة إلى أن يكونوا «حراساً وبنّائي وحدة». وأضاف: «لنفعل ذلك أيضاً في المجتمع متعدد الأديان والثقافات الذي نعيش فيه: دائماً من أجل الحوار وناسجين للشركة والوحدة مع الإخوة في المعتقدات والطوائف الأخرى».
وأول من أمس دعا البابا فرنسيس في كلمة خلال قداس جماهيري في المنامة لنشر المحبة والسلام بين شعوب العالم، وقال «علينا أن نجسد العيش المشترك والتنوع في عالمنا الذي يتسم بشكل متزايد بالهجرة الدائمة للشعوب وبتعددية الأفكار والعادات والتقاليد».
وشكر البابا فرنسيس السلطات البحرينية والملك حمد بن عيسى آل خليفة على حسن الضيافة والاستقبال وكل من ساهم في نجاح زيارته، وهي الأولى لحبر أعظم إلى البحرين، التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليون نسمة، بينهم قرابة ثمانين ألف كاثوليكي من العمال المهاجرين وخصوصاً من الهند والفيليبين.
وشهدت عدد من الدول خلال السنوات الماضية ولاسيما سورية موجات هجرة لمواطنيها بسبب الإرهاب المدعوم خارجياً وفرض عقوبات قسرية أثرت في حياة الشعوب اليومية وخاصة مع منع وصول الدواء والاحتياجات الأساسية ومشتقات الطاقة إلى شعوب هذه الدول.
وأقيم القداس في اليوم الثالث من زيارة البابا فرنسيس للبحرين، حيث تجمع قرابة ثلاثين ألف شخص في إستاد البحرين الوطني لاستقباله، على حين سبق وأقام البابا قداساً مساء الجمعة في كاتدرائية سيدة العرب بالبحرين.
وشارك البابا في الجلسة الختامية لملتقى البحرين للحوار «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني» الذي افتتح أعماله الخميس الماضي بحضور مسؤولين وشخصيات من دول عدة وناقش أهمية الحوار بين الأديان، والتعايش السلمي، ودور رجال وعلماء الأديان في معالجة تحديات العصر كالتغير المناخي وأزمة الغذاء العالمي، إلى جانب تبادل التجارب في مجال تعزيز التعايش العالمي والأخوة الإنسانية.
وندد البابا خلال زيارته بمنطق «الكتل المتعارضة» بين الشرق والغرب والتي تجعل العالم في «توازن هشّ»، مؤكداً إصراره على خيار الحوار كبديل من «المواجهة».
وهذه الزيارة هي الثانية للحبر الأعظم إلى شبه الجزيرة العربية منذ رحلته التاريخية إلى الإمارات عام 2019.
وفي 20 حزيران الماضي، جدد البابا فرنسيس خلال لقائه أعضاء سينودس أساقفة الكنيسة البطريركية للروم الملكيين الكاثوليك في القصر الرسولي في الفاتيكان دعوته المجتمع الدولي إلى حل الأزمة في سورية وقال: إن «مآسي الأشهر الأخيرة، والتي تجبرنا للأسف على تحويل أنظارنا إلى شرق أوروبا، يجب ألا تنسينا ما يجري في أرضكم منذ اثني عشر عاماً، فآلاف القتلى والجرحى، وملايين اللاجئين الداخليين وفي الخارج، واستحالة البدء في إعادة الإعمار الضرورية»، وذلك في إشارة إلى الحرب الإرهابية التي تشن على سورية منذ عام 2011.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن