آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » “البابا” يصلب المسيح من جديد

“البابا” يصلب المسيح من جديد

*طوني حداد
 قلتُ في منشوري السابق بأن قداسة البابا -بقصد أو غيره- قام بتغطية من هجّر مسيحيي العراق بعد أن دمّرمنازلهم وأحياءهم وكنائسهم وأوغل في سفك دمهم , ولذلك لاننظر -غيري وأنا- من جمهور المقاومة بعين الارتياح لزيارة “الحبر الاعظم” بلاد الرافدين .
لنتذكّر من فضلكم :
قبيل تحرير غوطة دمشق نيسان 2018 أصاب القلق “بابا الفاتيكان” على “أبرياء دوما” سفّاحي مايسمى “جيش الإسلام” الذين لسنوات ستة كانوا يمطرون العاصمة دمشق بقذائف حقدهم الأعمى, يحرقون البشر والحجر مخلّفين آلاف الضحايا بين شهداء ومصابين بعاهات دائمة ,وقد نالت المناطق “المسيحية”المتاخمة لمنطقة “جوبر”-ريف دمشق-أسوة بغيرها من المناطق الحصّة الأكبر من هذا السعار الطائفي الحقير بذريعة عقاب المسيحيين السوريين لوقوفهم -وكنيستهم- مع الدولة الشرعيّة السوريّة وجيشها الوطني, لم يستثنوا روضة أطفال أو مدرسة أو جامعة أو دار عبادة من هذا الحقد الأسود  .
وقتذاك كتبتُ انتقاداً  ل”قلق” سيّد “الفاتيكان” على هؤلاء السفّاحين هو بمثابة “التصويب” لسيادة الحبر الأعظم – لعلّه لايعلم – فكانت النتيجة أن أوقفت إدارة “فيس بوك” حسابي لمدة ثلاثة أشهر, فضلاً عن تذمّر كنيستي المارونيّة اللبنانية من مقالي هذا-وأبلغتني تذمرها رسمياً- وجعلتني وكأنني “صلبتُ المسيح” من جديد علماً بأنني لم أغلظ القول في “قداسته” وقتذاك ليس احتراماً لشخصه – فهو بالنسبة لي شخص غير محترم انطلاقاً من مواقفه المشينة السابقة  – بل احتراماً للكرسي الرسولي المقدس الذي يمثله والذي أنا -المسيحي – أحد رعاياه .
العام الماضي وكان الجيش السوري وحلفاؤه في محور المقاومة و”الحزب” يعدون العدّة  لمعركة تحرير “ادلب” ,عاود “البابا”القلق من جديد ,ولكن هذه المرة على من؟
على “ذئاب” جبهة النصرة”وأفاعي الصحارى “الوهابيّة” وشركائهم من قاطعي الرؤوس آكلي الأكباد ونابشي القبور في مدينة وأرياف “ادلب” السوريّة  .
في المرة الأولى قلنا : لعلّ قداسة “البابا” لايعلم بواطن الأمور ووقع ضحية التضليل الإعلامي الغربي الذي كان وقتذاك-ولايزال- يشنّ حملة مسعورة “لأبلسة” الدولة السورية وحلفائها و”أنسنة” ذئاب الارهاب القاعدي المتأسلم خدمة لمصالح محور العدوان الأميركي الصهيوني الوهابي في مواجهة محور المقاومة ولذلك لم نغلظ فيه القول كما أسلفنا إنما فقط أوضحنا وذكّرنا لعلّ الذكرى تنفع المؤمنين .
لكن في معركة “ادلب” لم تعد الأمور تحتمل الاشتباه ولا الالتباس أقلّه لأن “دولة الفاتيكان” ملتزمة ومقتنعة -أو هكذا يفترض- بالقرارات الدولية الصادرة عن “هيئة الأمم” والتي تعتبر “جبهة النصرة” بمسمياتها المختلفة مثل “هيئة تحرير الشام ” هي منظمات ارهابية اجرامية يجب اجتثاثها , وهذه الجبهة هي العمود الفقري وأكبر العصابات في “ادلب”.
 فعلامَ  قلقتم وتقلقون ياقداسة “البابا” ؟
وعلى من تقلقون؟
هل حقاً أنكم قلقون
أم باختصار أنتم متواطئون؟
ولهذا اسمحوا لنا ألّا نهلل ونفرح ونطبّل ونزمّر كثيراً لزيارتكم “التاريخيّة” لبلاد الرافدين الجريحة واسمحوا لنا أن نسألكم بكثير من الريبة و”القلق” :
ماذا جئتم -بعد خراب البصرة- تفعلون؟!
(سيرياهوم نيوز-صفحة الكاتب7-3-2021)
x

‎قد يُعجبك أيضاً

اليوم التالي بعد الحرب…..

  باسل علي الخطيب دعونا نتفق اولاً ان عاموس هوكشتاين ليس وسيطاً، انا لا اناقش هنا المضمون وأقصد النزاهة من عدمها، أنا اناقش من حيث ...