بدأ سلاح البحرية الإسرائيلي، مساء الأربعاء، اعتراض أسطول الصمود المتجه نحو قطاع غزة، حيث صعد عدد من جنوده على متن عدة سفن في محاولة للسيطرة عليها، وفق إعلام عبري.
وقالت هيئة البث العبرية الرسمية: “جنود سلاح البحرية بدأوا بالسيطرة على أسطول الصمود المتجه نحو قطاع غزة”.
وأضافت الهيئة: “الجنود صعدوا بالفعل إلى عدد من السفن”.
وتابعت: “قبل بدء عملية السيطرة، وجّهت ضابطة من سلاح البحرية نداءً إلى المشاركين في الأسطول قائلة (أنتم تقتربون من منطقة قتال نشطة وتنتهكون حصارا بحريا قانونيا)”، وفق زعمها.
وعرضت الضابطة على القائمين على الأسطول تغيير مسارهم نحو ميناء أسدود غربي إسرائيل، حيث يتم هناك “استلام المساعدات وتوجيهها إلى غزة”، وفق ادعائها.
ومرار أكد المسيرون للأسطول وناشطون على متنه، أن لهم هدفا رمزيا أساسيا وهو كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، عبر الوصول بسفنهم إلى شواطئه، وليس هدفهم فقط إيصال المساعدات.
وعلى الصعيد الميداني أيضا، أعلن أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة، عبر حسابه بمنصة شركة “إكس” الأمريكية، تعرضه لهجوم من نحو 10 سفن إسرائيلية.
وأطلق الأسطول نداء استغاثة بعد اعتراض الجيش الإسرائيلي بعض سفنه في المياه الدولية، معتبرا هذا التصعيد “جريمة حرب.
بدورها، أفادت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، أنه “تأكد لنا اقتحام” بحرية الاحتلال الإسرائيلي لسفينتي “ألما” و”سيريس”، وهما السفينتان اللتان في مقدمة الأسطول الذي يتكون من نحو 50 سفينة، يفصل بين بعضها بضعة أميال بحرية، وربما تصل المسافة الفاصلة بين سفن المقدمة وسفن المؤخرة عشرات الأميال.
بدورها ندّدت حركة حماس باعتراض إسرائيل أسطول المساعدات لغزة، واصفة العملية الإسرائيلية بأنها “اعتداء غادر وجريمة قرصنة وإرهاب” ضد مدنيين.
وجاء في بيان للحركة “إن اعتراض بحرية الاحتلال الصهيوني لسفن أسطول الصمود في المياه الدولية، واعتقال النشطاء والصحفيين المرافقين لهم، يشكل اعتداء غادرا وجريمة قرصنة وإرهاب بحري على المدنيين. ندين بأشد العبارات هذا العدوان الهمجي”.
كما وصفت وزارة الخارجية التركية، الاعتداء الإسرائيلي على “أسطول الصمود” العالمي المتجه لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، بـ “العمل الإرهابي”.
جاء ذلك في بيان، مساء الأربعاء، إثر بدء سلاح البحرية الإسرائيلي اعتراض بعض سفن “أسطول الصمود” والسيطرة عليها في المياه الدولية.
وأكد البيان من أن الاعتداء الذي شنته القوات الإسرائيلية في المياه الدولية، على “أسطول الصمود” الذي يهدف لإيصال مساعدات إنسانية إلى غزة، هو “عمل إرهابي” يعرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر.
وأضاف أن الاعتداء الإسرائيلي يشكل انتهاكا صارخا للقانوني الدولي، لا سيما وأنه يستهدف مدنيين يتحركون لغايات سلمية دون استخدام العنف.
وشدد البيان على أن هذا الاعتداء يشكل دليلا واضحا على أن “السياسات الفاشية والعسكرية” لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يفرض حصارا مطبقا على غزة ويحكم عليها بالمجاعة، لا تقتصر على الفلسطينيين فحسب، بل تطال كل من يقاوم ظلم إسرائيل.
وأعربت الخارجية عن أمل أنقرة في ألا يلحق هذا الاعتداء الضرر بجهود تحقيق وقف إطلاق نار في قطاع غزة.
وفي سياق متصل، أشار البيان إلى أن تركيا ومنذ انطلاق رحلة “أسطول الصمود”، تنخرط في تنسيق وثيق مع الدول الأخرى التي يشارك مواطنوها في الأسطول.
وأكد أن أنقرة أطلقت المساعي اللازمة من أجل الإفراج في أسرع وقت ممكن عن المواطنين الأتراك وبقية الركاب الذين احتجزتهم القوات الإسرائيلية خلال الاعتداء، مؤكدا أنه سيتم اللجوء إلى المسارات القانونية لمحاسبة منفذي هذا الاعتداء.
واختتم البيان بالدعوة إلى أن تتحرك الأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية المعنية فورا من أجل رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وضمان حرية الملاحة في المنطقة.
ومساء الأربعاء، أعلن “أسطول الصمود”، أنه بات على بُعد 90 ميلا بحريا (نحو 166 كيلومترا) فقط من قطاع غزة.
وفجر الأربعاء، أعلن “أسطول الصمود” دخوله “منطقة الخطر الشديد”، مع الاقتراب من سواحل غزة، في إشارة إلى المنطقة التي تعترض فيها إسرائيل عادة السفن.
ودعت منظمات دولية، بينها “منظمة العفو”، إلى توفير الحماية لـ”أسطول الصمود”، فيما أكدت الأمم المتحدة أن أي اعتداء عليه “أمر لا يمكن قبوله”.
وسبق أن مارست إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال في فلسطين، أعمال قرصنة ضد سفن متجهة نحو غزة، إذ استولت عليها ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تُبحر فيها أكثر من 50 سفينة مجتمعة نحو غزة، وعلى متنها 532 متضامنا مدنيا من أكثر من 45 دولة.
وتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ 18 سنة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.
وفي 2 مارس/ آذار الماضي، شددت الحصار عبر إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مواد غذائية أو أدوية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وأحيانا تسمح إسرائيل بدخول مساعدات محدودة جدا لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 66 ألفا و148 شهيدا، و168 ألفا و716 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 455 فلسطينيا بينهم 151 طفلا.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات ،_راي اليوم