طالبت الولايات المتحدة الخميس إيران بالإفراج “فورا” عن ناقلة نفط احتجزتها في بحر عمان ردا على مصادرة واشنطن العام الماضي منها، شحنة من النفط تعود للجمهورية الإسلامية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتل للصحافيين “على الحكومة الإيرانية أن تفرج عن السفينة وطاقمها فورا. هذه المصادرة غير المشروعة هي التصرف الأحدث من إيران أو المُسهَّل من إيران بهدف عرقلة التجارة الدولية”.
وأعلنت البحرية الإيرانية الخميس أنها صادرت ناقلة نفط في بحر عُمان بناء على “أمر قضائي”، وفق الإعلام الرسمي.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية “إرنا” أن “القوات البحرية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية أوقفت ناقلة نفط أميركية في مياه بحر عمان بأمر قضائي”.
وأتى ذلك بعد ساعات من تأكيد وكالتي أمن بحري بريطانيتين بأن مسلّحين صعدوا الى متن سفينة في بحر عُمان على مقربة من إيران، ثم فقد الاتصال بها.
وقالت شركة “إمباير نافيغايشن” اليونانية في بيان إن ناقلة النفط تابعة لها و”تحمل طاقماً مكوناً من 18 فيليبينياً ويوناني واحد”. وأوضحت أنها “كانت حمّلت في الأيام الماضية في البصرة (العراق) شحنة من حوالى 145 ألف طن من النفط الخام متجهة إلى آليا (تركيا) عبر قناة السويس”.
وقالت شركة “أمبري” لأمن الملاحة البحرية “صعد على ناقلة سانت نيكولاس للنفط الخام التي ترفع علم جزر مارشال، أربعة إلى خمسة أشخاص مسلحين بينما كانت على بعد حوالى 50 ميلاً بحرياً إلى شرق ولاية صحار العُمانية”.
وأوضحت أن المسلحين ارتدوا “زياً عسكرياً أسود اللون وأقنعة سوداء” و”أقدموا على تغطية كاميرات المراقبة على متن السفينة”، مشيرة إلى أن الناقلة نفسها قبل تغيير اسمها لوحقت قضائيًا سابقاً لنقلها نفطاً إيرانياً خاضعاً للعقوبات صادرته الولايات المتحدة وفرضت عليها غرامة.
وفي بيانها الخميس، أكدت البحرية الإيرانية أنه “في أعقاب الانتهاك المرتكب من السفينة السويس راجان في أيار/مايو 2023 وسرقة النفط الإيراني من قبل الولايات المتحدة، تم توقيف الناقلة المذكورة، واسمها الجديد سانت نيكولاس، صباح اليوم”.
وأشار البيان الى أن الناقلة كانت قد “سرقت شحنة النفط العائدة للجمهورية الإسلامية الإيرانية بتوجيه من الولايات المتحدة ونقلتها الى موانئ ذاك البلد وأعطت النفط الى الولايات المتحدة”.
وشددت على أنها قامت بتوقيف الناقلة بناء على “أمر قضائي… ردا على سرقة النفط (الإيراني) من النظام الأميركي، ويتم نقلها الى موانئ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتسليمها الى السلطات القضائية”.
وكانت واشنطن أعلنت في أيلول/سبتمبر 2023 أنها صادرت في نيسان/أبريل من العام ذاته، شحنة نفط إيرانية كانت على متن ناقلة تديرها شركة يونانية ومتّجهة إلى الصين، في واقعة تلاها بعد ذلك بأيام، استيلاء طهران على ناقلتين في منطقة الخليج.
وأكدت وزارة العدل الأميركية في حينه أن الناقلة كانت “السويس راجان”.
وفي السنوات الأخيرة، تبادلت واشنطن وطهران الاتهامات على خلفية سلسلة حوادث في مياه الخليج بما في ذلك هجمات غامضة على سفن وإسقاط طائرة مسيّرة ومصادرة ناقلات نفط.
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على تصدير النفط الإيراني، وتتهم طهران باللجوء الى وسائل شتى للتحايل على هذه العقوبات وبيع الخام في الأسواق.
وكانت وكالتا أمن بحري بريطانيتان أفادتا صباحا بأن مسلّحين صعدوا الى متن سفينة في خليج عُمان على مقربة من إيران، ثم فقد الاتصال بها. وقالت شركة “إمباير نافيغايشن” اليونانية إن ناقلة النفط تابعة لها.
وأشارت الهيئة البريطانية، التي تتابع حركة السفن التجارية، إلى أنها لا تستطيع إجراء المزيد من الاتصالات مع السفينة في الوقت الحالي، لكنها قالت إن سلطات مسقط تتحرى الأمر.
وأوضحت الهيئة في وقت لاحق أن 4 أو 5 مسلحين، اعتلوا السفينة التي تحمل علم جزر مارشال، وهم يرتدون زياً أسود يشبه الزي العسكري وأقنعة سوداء.
وأشارت الهيئة إلى أن الناقلة اتهمت في السابق بنقل نفط إيراني خاضع للعقوبات صادرته الولايات المتحدة، موضحة أنها كانت تبحر في اتجاه بندر جاسك في إيران، وفق “الشرق”.
وذكرت الهيئة عبر منصة “إكس” أنه “عند نحو الساعة 0330 بالتوقيت العالمي المنسق (جرينتش)، أبلغ ضابط أمن السفينة بسماع أصوات غير معروفة عبر الهاتف (على متن السفينة).. لا إمكانية لمزيد من التواصل مع السفينة في الوقت الراهن، والسلطات تتحرى الأمر”.
وكثف اليمنيون الذين يسيطرون على أجزاء كبيرة من اليمن، في الأسابيع الأخيرة، هجماتهم في البحر الأحمر، على خلفية حرب إسرائيل على قطاع غزة، التي اندلعت في 7 أكتوبر.
وقالت منصة “تانكر تراكر” إن الحادث يتعلق بالسفينة “سانت نيكولاس”، التي كانت تعرف باسم “السويس راجان”، وكانت موضوع خلاف بين واشنطن وطهران.
ويستهدف اليمنيون سفناً تجارية يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، ويقولون إنّهم يشنّون هذه الهجمات تضامنًا مع قطاع غزة.
وتهدّد هذه الهجمات الملاحة في الممرّ المائي الذي يُنقل من خلاله حوالي 12% من حركة التجارة العالمية.
ودفع هذا الوضع الولايات المتحدة في ديسمبر الماضي، إلى تشكيل تحالف بحري دولي بقيادتها، يسيّر دوريات في البحر الأحمر لحماية حركة الملاحة البحرية من هجمات الحوثيين.
ورجح وزير الدفاع البريطاني، جرانت شابس، الأربعاء، استهداف السفينة الحربية “دايموند”، التابعة للبحرية الملكية، في هجوم شنه الحوثيون في البحر الأحمر، مضيفاً أن السفينة الحربية HMS Diamond، إلى جانب السفن الحربية الأميركية المتمركزة في المنطقة، نجحت في صد أكبر هجوم من الحوثيين المدعومين من إيران في البحر الأحمر حتى الآن.
وقال شابس للصحافيين: “ما أفهمه هو أنه من المحتمل أن تكون السفينة نفسها استهدفت.. ولكن هناك أيضاً هجوماً عاماً على جميع السفن (في المنطقة)”.
كانت القيادة المركزية الأميركية الوسطى “سنتكوم”، أعلنت، في وقت سابق، صدّ أكبر هجوم حتى الآن شنّه الحوثيون، واستهدف سفن الشحن في البحر الأحمر، فيما أكد الناطق باسم جماعة الحوثي أن الجماعة هاجمت سفينة أميركية “تقدم الدعم” لإسرائيل بعدد من الصواريخ، بينما أسقطت قوات التحالف الدولي في البحر الأحمر 18 طائرة مسيرة مفخّخة، و3 صواريخ جنوب البحر الأحمر.
رجح وزير الدفاع البريطاني، جرانت شابس، الأربعاء، استهداف السفينة الحربية “دايموند”، التابعة للبحرية الملكية، في هجوم شنه الحوثيون في البحر الأحمر.
واتّهم بلينكن، الأربعاء، إيران بـ”مساعدة وتحريض” الحوثيين، على استهداف السفن في البحر الأحمر.
وفي نيويورك، دعا مجلس الأمن الدولي في قرار، الأربعاء، إلى وقف “فوري” لهجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر، مطالباً كذلك كافة الدول باحترام حظر الأسلحة المفروض عليهم.
وطالب القرار بأن يضع الحوثيون بشكل فوري حدّاً للهجمات “التي تعرقل التجارة الدولية، وتقوّض حقوق وحريات الملاحة وكذلك السلم والأمن في المنطقة”.
وصاغت القرار الولايات المتحدة واليابان، واعتمده المجلس بأغلبية 11 عضواً وامتناع أربعة أعضاء عن التصويت، من بينهم الصين وروسيا والجزائر وموزمبيق.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم