آخر الأخبار
الرئيسية » منوعات » البراكين السبب في الاحترار العالمي.. هل صحيح؟

البراكين السبب في الاحترار العالمي.. هل صحيح؟

هل حقًا البراكين هي المتهم الأول في الاحترار العالمي الذي نشهده اليوم؟ أم أنها شائعة من صنع بني آدم؟

غالبًا ما يبحث المذنب عن أي شيء لإلقاء ذنبه عليه، وهذا ما يفعله الإنسان للهروب من مسؤوليته تجاه إصلاح الآثار المترتبة على التغيرات المناخية، ومن ضمن الأشياء التي يحاول إلقاء اللوم عليها، هي البراكين، التي تلفظ من باطنها إلى الغلاف الجوي حممًا بركانية، مصحوبة بغازات دفيئة. لكن هل حقًا هذه الغازات التي تُطلقها البراكين، هي المتسبب الرئيسي في التغيرات المناخية؟

البراكين عادةً ما تُطلق البراكين غاز ثاني أكسيد الكربون عن طريق:

الانفجارات البركانية: وفي أثناءها تندفع الغازات للخارج نحو الغلاف الجوي.
الصهارة: وهي عبارة عن الصخور والمواد المنصهرة، وهي أيضًا مصدر لغاز ثاني أكسيد الكربون، الذي ينطلق عبر الفتحات والصخور المسامية.
ومن ضمن الغازات الأخرى التي تنطلق في الغلاف الجوي مع انفجار البراكين، هو غاز ثاني أكسيد الكبريت، الذي يتفاعل مع الغلاف الجوي، ويتحول إلى حمض الكبريتيك، وهو يتفاعل مع المواد الكيميائية الأخرى، مثل: الأمونيا والماغنيسيوم والكالسيوم؛ فتتكون الأملاح، وتذوب بعض جزيئات الحمض في المطر أو الثلج أو السحب، ما يؤثر في النهاية على البيئة، ومن ضمن الآثار المحتملة هي خفض درجات الحرارة على الأرض، وتؤدي إلى التبريد العالمي. وفي نفس الوقت، عندما تساهم البراكين بكميات كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى، قد تتسبب في حدوث ظاهرة الاحترار العالمي.

هل تخلصنا البراكين الخاملة من ثاني أكسيد الكربون؟
أيهما الجاني؟
حسنًا، هذا يأخذنا للبحث في عدة جوانب، والخروج بالقياسات والتقديرات التي خلص إليها العلماء، والتي تؤكد أنّ الأنشطة البشرية هي السبب الرئيسي في تغير المناخ الذي نشهده اليوم، وليست البراكين، كما يدّعي البعض، من ضمن هذه الأدلة:

مساهمات الإنسان أكبر
اتضح من قياسات العلماء أنّ مساهمات الإنسان في نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون المنطلقة للغلاف الجوي، أكبر من الانبعاثات التي تُطلقها انفجارات البراكين بمقدار 100 مرة.

الماضي يخبرنا
يفترض بعض علماء الجولوجيا أنه قبل 250 مليون سنة، أطلقت البراكين على الأرض كميات كبيرة جدًا من الحمم البركانية والغازات، التي تسببت في ارتفاع درجات الحرارة، وحصل الاحترار العالمي، لكن الاحترار العالمي الذي حصل وقتها، كان نتيجة تدفقات تلك الحمم البركانية على نطاق واسع من الأرض، واستمرت تدفقاتها لآلاف السنين. وهذا طبعًا كفيل بإطلاق كميات كبيرة جدًا من الغازات الدفيئة بما فيها ثاني أكسيد الكربون، ما يؤدي في النهاية إلى الاحترار العالمي.

أما في ظل الوضع الراهن، وبناء على تسجيلات انفجارات البراكين حول العالم؛ فلم يشهد سكان الأرض فيضانات من الحمم البركانية، مثل التي اندلعت قبل 250 مليون سنة مضت، وفي هذه الحالة؛ فالبراكين قد تؤدي للتبريد وليس نحو الاحترار.

شائعة وحقائق.. هل الشمس مسؤولة عن التغيرات المناخية؟
نحو التبريد العالمي
عادةً ما يتسبب الهباء البركاني في عكس ضوء الشمس إلى الفضاء الخارجي، ما يساعد في خفض درجات الحرارة، ما يؤدي إلى تبريد المناخ العالمي، لكن ما نشهده اليوم ليس التبريد وإنما الاحترار العالمي، وهناك حدث تاريخي يؤكد ذلك، عندما ثار بركان جبل تامبورا على جزيرة سومباوا في إندونيسيا في مطلع القرن التاسع عشر، تحديدًا في عام 1815، وسُجل على أنه أكبر ثوران بركاني في التاريخ، وأطلق كميات كبيرة جدًا من الهباء، ما تسبب في خفض الحرارة، ولم يأتِ الصيف الدافئ في العام التالي -1816- في أوروبا وأمريكا الشمالية. وصار عامًا بلا صيف.

من ذلك، نجد أنّ ثوران البراكين في عصرنا الحالي، لا يؤدي إلى الاحترار العالمي، لكنه قد يتسبب في التبريد، وما نشهده هو الاحترار. لكن يظل الإنسان على وضعه، يُلقي بذنبه على أي شيء؛ هروبًا من المسؤولية، التي ستتحملها الأجيال القادمة أكثر منا.

 

 

سيرياهوم نيوز 4_الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كيف تمنع العث من تدمير منزلك

كشف الخبراء عن أهم النصائح لمنع الحشرات من الاستيلاء على منزلك، فمن أجهزة إزالة الرطوبة إلى أكياس اللافندر والملابس المعبأة بالتفريغ، نصائح بسيطة يمكن أن ...