سليمان خليل
يطوي طلاب الشهادة الثانوية العامة مع انتهاء امتحاناتهم- اليوم – مرحلة من أهم مراحل العمر ، مرحلة ٌمفصلية وتاريخية.. ومفترق طرق باتجاه هوية المستقبل..
بكلِّ تأكيد كان هذا العام مختلفاً عن كل السنوات الماضية بالتحولات التي شهدها ، بالظروف الاستثنائية التي مرت ، بالتفكير ، بالتعب ، بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي شئنا أم أبينا لايمكن فصلها عن مسار العملية التعليمية وأنَّ الطالب في محيط أسرتهِ وحيّه وقريته ومدينته ووطنه معنيّ بها .. عواملٌ بكل مافيها من مدٍ وجزر أثرتْ على مستوى التحضير والاستيعاب والدراسة وصولاً للامتحانات النهائية وتركت ندباتها على جبين كل طالبٍ ورب أسرة وأم ..
قد يبدو للبعض أن طرح هذه الأسئلة هو مقدمة للمطالبة بدورةٍ تكميلية تعوّض بعضاً من الفاقد ، وقد يبدو للبعض الآخر أنها استرضاءٌ لوضع سلالم تصحيح مريحة وغير ذلك ..
إلا أن النظرة الشمولية الأكثر أهمية وأولوية التي تعيد النقاش في معادلة “البكالوريا” بحد ذاتها هي نظام امتحانات الشهادة الثانوية العامة ككل ، وكيف يمكن التطلع لإعادة تقييم وتحديث هذه الآلية بما يتناغم مع تطورات العصر والمستقبل والتوافق العالمي الذي ابتعدنا عنه خلال السنوات الماضية واليوم نحن مطالبين بأن نكون ضمن منظومته وملبين لمتطلباته ومعاييره حتى لا نغرّد خارج السرب..
من المهم أن تلحظ الجهات المعنية وعلى رأسها – وزارتي التربية والتعليم ، التعليم العالي والبحث العلمي – ذلك في خطة وطنية متكاملة تستمزج فيه آراء المختصين والنخب العلمية تحاورهم تجاه هذه المرحلة المفصلية في الحياة وتستقي الأفضل والمفيد سواء أبقت عليها أم غيرت بها وصولاً لحالة نموذجية عصرية بعيداً عن التجريب والاستنساخ والتقليد ..
هذه مهمة وطنية كبيرة تستحق أن نفرد لها مساحات حوار وأن تأخذ حقها في النقاش والعمل الجاد من المعنيين بكل الخبرات المتراكمة والرؤى والتطلعات التي ستكون مخرجاتها تحديد وجهة الطالب ، وأسرته ومجتمعه ، وهوية المستقبل الذي على أساسه سيختار مصيره المهني والعملي والعملي ..
وبالتوفيق لكل الطلاب .
(موقع اخبار سوريا الوطن-1)