آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » «البندقية» يختتم دورته الثمانين: عذابات اللجوء على أبواب أوروبا

«البندقية» يختتم دورته الثمانين: عذابات اللجوء على أبواب أوروبا

شفيق طبارة

 

أول من أمس، اختتم «مهرجان البندقية السينمائي الدولي» عروضه التي استمرت حوالي عشرة أيّام، ليثبت نجاحه بكل المقاييس رغم الغياب الأميركي الملحوظ هذه المرة. تميّزت هذه الدورة بسيطرة أفلام السير، والإنتاجات الإيطالية السيئة، والحضور الهوليوودي، فيما عكس توزيع الجوائز مزاج لجنة التحكيم الذي راوح بين المشاغل الأوروبية الراهنة… والمناخات القوطية الغريبة على طريقة يورغوس لانثيموس!

 

 

 

ad

البندقية | بعد إسدال الستارة على الدورة الثمانين من «مهرجان البندقية السينمائي الدولي» أول من أمس، وتوزيع الجوائز على مستحقّيها مع بعض التحفظات، اتّضحت صورة المواضيع والأفكار والقضايا التي مالت إليها لجنة التحكيم برئاسة المخرج الأميركي داميان شازل، ووزّعت جوائزها على المشاركين وفقها.

 

الدورة الثمانون كانت ناجحة بكل المقاييس. وكما عودتنا الـ«موسترا»، فهي تتغلّب دوماً على العواقب والتحديات. وهذه السنة، تمثّل التحدي الأكبر في إضراب الممثلين والكتّاب الأميركيين. لم نشاهد عدداً كبيراً من نجوم هوليوود على السجادة الحمراء، لم يأت عدد كبير منهم، لكنّ المهرجان ظل ناجحاً حتى في غيابهم.

 

 

 

 

جائزة أفضل ممثلة حصدتها كايلي سبيني عن دورها في «بريسيلا» للأميركية صوفيا كوبولا

 

 

 

نال فيلم «أشياء مسكينة» جائزة «الأسد الذهبي»

 

أما بالنسبة إلى الأفلام، فقط لاحظنا أن هذه السنة هي سنة أفلام السير، والمهاجرين على أبواب أوروبا، والأفلام الإيطالية السيئة، وطبعاً هوليوود الحاضرة دائماً. أما جائزة «الأسد الذهبي»، فقد ذهبت إلى المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس عن فيلمه «أشياء مسكينة». ستة أفلام سير شاركت في المسابقة الرسمية: فيلمان عن المهاجرين، وحصد منها اثنان جوائز في النهاية، بالإضافة إلى عدد من الأفلام الإيطالية التي كانت الأضعف في المسابقة، وأفلام أخرى من عدد من الدول مثل هنغاريا واليابان وألمانيا وفرنسا.

 

فيلم «أشياء مسكينة» الذي نال جائزة «الأسد الذهبي»، هو بلا شك الأهم والأجمل في المسابقة الرسمية. كانت النتيجة واضحة بعد عرض الفيلم في ثالث أيام المهرجان. «أشياء مسكينة»، مقتبس من رواية بالعنوان نفسه للروائي ألسدير غراي، صادرة عام 1992. في الفيلم، بنى يورغوس لانثيموس عالماً غريباً من صفحات الأدب القوطي الفيكتوري. غاص مع بطلته بيلا باكستر (إيما ستون) في معنى الحياة من خلال عقل طفلة تعيش في جسد امرأة بالغة وتكتشف الحياة والجنس من دون حواجز.

 

 

جائزة أفضل سيناريو كانت من نصيب «الكونت» لبابلو لارين

 

 

 

حصلت البولندية أنيسكا هولاند على جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن شريطها «الحدود الخضراء»

 

أيضاً، فاز الإيطالي ماتيو غاروني بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه الدرامي «أنا الكابتن» الذي يضيء على مكابدات الهجرة واللجوء، بينما فاز الممثل الجديد سيدو سار بجائزة أفضل ممثل شاب عن أدائه في الفيلم، حيث لعب دور مراهق سينغالي يغادر وطنه صوب أوروبا. شريط غاروني هو من هذه الأفلام التي لا تقدم جديداً في موضوع الهجرة. هو يعرض فقط ما يتعرض له المهاجرون من مصاعب خلال رحلتهم إلى أوروبا. نشاهد في الفيلم كل العذاب الذي تعرّض له بطلنا حتى وصوله إلى إيطاليا. نشاهد سجنه وتعذيبه في ليبيا، وبعد ذلك شراءه كعبد ليعمل بالسخرة. فيلم غاروني مؤلم للنظر طبعاً، ولكنه، في الوقت نفسه، يقدم موضوع الهجرة من منظور الرجل الأوروبي، نافضاً عنه الإحساس بالذنب تجاه من يحاول الوصول إلى شواطئهم. فيلم آخر عن المهاجرين قدمته المخرجة البولندية أنييسكا هولاند، فحصدت جائزة لجنة التحكيم الخاصة. إنّه «الحدود الخضراء»، دراما تدور حول اللاجئين العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا. فيلم هولاند أفضل بكثير من فيلم غاروني، قدمت فيه بطريقة صادقة من دون استغلال قصص اللاجئين من الشرق الأوسط وأفريقيا ممن يحاولون الوصول إلى الاتحاد الأوروبي، فيجدون أنفسهم محاصرين في أزمة جيوسياسية دبّرها الرئيس البيلاروسي، في محاولة لاستفزاز أوروبا. فيلم هولاند يتحدث معنا مباشرةً، مع قلبنا، ويتحدانا لاتخاذ الخيارات الأخلاقية. يذكر هنا أنّ أعضاء في الحكومة البولندية اليمينية المتطرفة، بما في ذلك وزير العدل البولندي، هاجموا هولاند بسبب الفيلم وقارنوه بـ«الدعاية النازية». وقالت المخرجة في المهرجان إنها سترفع دعوى تشهير إذا لم يعتذر الوزير رسمياً ويتراجع عن تعليقاته.

 

 

 

فاز الإيطالي ماتيو غاروني بجائزة أفضل مخرج عن «أنا الكابتن»

 

 

 

جائزة أفضل ممثل ذهبت بجدارة للأميركي بيتر سارسغارد عن دوره في «ذاكرة» للمكسيكي ميشال فرانكو

 

جائزة لجنة التحكيم الكبرى ذهبت للمخرج الياباني ريوسوكي هاموغوتشي. في جديده «الشر غير موجود»، يأخذنا هاموغوتشي إلى قرية ميزوبيكي بالقرب من طوكيو، حيث يعيش تاكومي وابنته هانا مثل الأجيال التي سبقتهما، حياة متواضعة وفقاً لدورات الطبيعة ونظامها. في أحد الأيام، أصبح سكان القرية على علم بخطة لبناء موقع تخييم بالقرب من منزل تاكومي يوفّر لسكان المدينة «ملاذاً» مريحاً في الطبيعة. عندما يصل ممثلان عن الشركة من طوكيو إلى القرية لعقد اجتماع، يصبح واضحاً أنّ المشروع سيكون له تأثير سلبي على إمدادات المياه المحلية، ما يسبّب الاضطرابات. «الشر غير موجود» يحوي كل الشر الذي يمكن أن نتخيله ويمكن أن يفعله الإنسان بنفسه وبالآخرين، فيلم مؤلم وحزين وثقيل، رحلة شاعرية عن معنى التوازن مع الطبيعة، والذكريات والإحساس المتعبة الرابضة على القلب، مع نهاية مفاجأة مروعة لم تكن متوقعة أبداً. جائزة أفضل سيناريو كانت من نصيب فيلم «الكونت» لبابلو لارين. هنا، يقدم المخرج التشيلي قصة الجنرال الديكتاتور أوغستو بينوشيه حيث ظله لا يزال يخيم على تشيلي. اختار لارين أن يقدم الجنرال باعتباره مصاص دماء حتى بعد سقوط نظامه السياسي. «الكونت» فيلم كوميديا سوداء ورعب يتخيل فيه لارين عالماً موازياً مستوحى من التاريخ الحديث لتشيلي. النصف الأول من الفيلم هو مهزلة قوية ذات قصة رمزية سياسية، وفي نهايتها حلم مزعج. لجأ لارين إلى الكوميديا ليروي ألم بلد وجيل ونجح في ذلك.

 

جائزة أفضل ممثلة حصدتها الممثلة كايلي سبيني عن تأديتها دور بريسيلا بريسلي في فيلم «بريسيلا» للمخرجة الأميركية صوفيا كوبولا. جائزة مستحقة لهذه الشابة التي نجحت في تقديم الشخصية بكل صدق. في بعض لحظات الفيلم، كانت عيون ووجه كايلي هي التي تتحدث، رأينا ألم وحيرة وحب بريسيلا، وهي مسجونة في قصرها الذهبي. أخذتنا كايلي سبيني في رحلة مليئة بالمشاعر، رأينا من خلالها براءة مراهقة تتحول مع السنين القصيرة إلى امرأة اتخذت قرار مصيرها بيدها.

جائزة أفضل ممثل بجدارة أيضاً ذهبت للأميركي بيتر سارسغارد. سارسغارد لعب دور رجل يعاني من التدهور العقلي أو الخرف في فيلم «ذاكرة» للمخرج المكسيكي ميشال فرانكو. برع سارسغارد في أداء الشخصية وقدم مع فرانكو فيلماً مؤلماً وحزيناً، مزعجاً، ومدمّراً، وجميلاً للغاية. فرانكو كما دائماً، مهتمّ بالأشخاص المدمّرين، بالأسر المفككة، وفي فيلمه الجديد ازداد كرهه للأمومة!

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المؤسسة العامة للسينما تعيد تأهيل صالات الكندي

تماشياً مع رغبة المؤسسة العامة للسينما في تقديم أفضل ما يمكن من أساليب العمل السينمائي، وتأكيداً لضرورة تأمين حالة عرض متقدمة ومتميزة لجمهورها، فإنها عملت ...