صرّح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، بأنّ الأجهزة الأميركية المعنية لم تحدد بعد كيفية تسرب وثائق البنتاغون السرية، مشيراً إلى أنّ المسؤولين على اتصال بالشركاء في الأيام الأخيرة بشأن التسريب.
وقال كيربي خلال إحاطة إعلامية: “لم يجرِ التوصل إلى نظرية عملية بعد بشأن كيفية تسرب وثائق البنتاغون”، مؤكّداً أنّ “المعلومات تفيد بأنّ بعض الوثائق التي عُثر عليها في شبكة الإنترنت تم تعديلها”.
وأضاف: “في بعض الحالات، تم تعديل المعلومات المنشورة في الإنترنت بناءً على مقارنتها بالأصل، لكن لا يوجد يقين حتى الآن بشأن كيفية حدوث ذلك”، مشدداً على أنّ الوثائق “ما كان ينبغي قطعاً أن تصبح علنية”.
ورداً على سؤال عمّا إذا كانت واشنطن قد اتصلت بكييف بشأن التسريب، أجاب كيربي بأنّ المسؤولين الأميركيين “على اتصال بالشركاء في الأيام الأخيرة بشأن التسريب”.
وبذل مسؤولون أميركيون جهوداً حثيثة لتحديد مصدر تسريب وثائق عسكرية واستخباراتية شديدة السرية انتشرت في شبكة الإنترنت، وتضمنت تفاصيل يتعلق بعضها بالدفاعات الجوية الأوكرانية وبجهاز “الموساد” الإسرائيلي.
وقال خبراء أمنيون غربيون ومسؤولون أميركيون إنّهم يشتبهون في أنّ “شخصاً من الولايات المتحدة” قد يكون وراء التسريب.
وأشار المسؤولون إلى أنّ اتساع نطاق الموضوعات التي احتوت عليها الوثائق، والتي تتناول الحرب في أوكرانيا والصين والشرق الأوسط وأفريقيا، يشير إلى “تسريبها من أحد المواطنين الأميركيين”، وليس من أحد الحلفاء.
وأفادت وسائل الإعلام في وقت سابق بأنّ “البنتاغون” يحقق في تسرب مواد تصف حالة القوات الأوكرانية وخطط الولايات المتحدة وحلف الناتو لدعمها.
وشدّدت وزارة الدفاع على أنّ “الوثائق التي يتمّ تداولها عبر الإنترنت تشكّل خطراً جسيماً جدّاً على الأمن القومي، ولديها القدرة على نشر معلومات مضلّلة”.
وأشارت وزارة الدفاع إلى أنّ هذه المستندات يتم استخدامها من جانب مجموعة متنوعة من الأفراد والأقسام داخل وزارة الدفاع للإبلاغ عن عملهم داخل الوزارة وخارجها، مُصرّحاً بأن “هذه الصور تُظهر مستندات مماثلة في التنسيق لتلك المستخدمة لتقديم تحديثات يومية لكبار القادة في العمليات ذات الصلة بروسيا وأوكرانيا، إضافة إلى معلومات استخبارية أخرى”.
وفي السياق، كشفت صحيفة “بوليتيكو” أن كبار المسؤولين الأميركيين يتسابقون إلى إرضاء الحلفاء المحبطين والمربكين، من أوروبا، إلى الشرق الأوسط، إلى كييف، في أعقاب تسرب معلومات سرية للغاية بشأن الحرب في أوكرانيا وغيرها من القضايا العالمية.
يُذكَر أنّ عشرات الوثائق البالغة السرية، التابعة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، تسرّبت في مواقع التواصل، فيمايجري التحقيق لمعرفة كيفية تسرّبها.
وقال مسؤولون أميركيون إنّ “الوثائق المنشورة تشمل معلومات استخبارية بشأن مسائل داخلية لعدة دول”، وأنّ من بينها “وثائق تشمل معلومات استخبارية عن إسرائيل وبريطانيا وغيرهما”، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين