نشرت صحيفة التايمز مقال رأي لمايكل كلارك، بعنوان: “لماذا يعد شهر سبتمبر الشهر الحاسم في أوكرانيا”.
يقول الكاتب إن الشتاء قادم وتأتي معه تغييرات في ديناميكيات الحرب بالنسبة للروس والأوكرانيين، كما للدول الغربية التي تدعم كييف.
ويشير الى أن أوكرانيا بدأت هجومها المضاد الذي طال انتظاره الأسبوع الماضي وتركت الكرملين متشبثاً بطقس أكثر برودة من شأنه إبطاء المهاجمين.
ويتابع أن روسيا في موقف دفاعي للتأكد من أنها لن تخسر المدينة المهمة الوحيدة التي تسيطر عليها، خيرسون، في الجنوب ويقول إنها ليست متأكدة تماماً من قدرتها على الاحتفاظ بجميع الأراضي التي استولت عليها مؤخراً في دونباس أيضاً.
ad
ويقول الكاتب : إذا كان بوتين يريد هجوماً ثانياً كبيراً لإعادة العملية إلى مسارها الصحيح، فهو بحاجة إلى الشتاء للاستعداد لها.
ويعتبر الكاتب أن الفوز في خيرسون قبل الشتاء هو موعد نهائي عسكري لأوكرانيا على وجه التحديد لأنه موعد نهائي سياسي في علاقات كييف مع الغرب. إذ بدون زيادة الدعم العسكري الغربي، لا يمكن لأوكرانيا أن تتقدم من “الخسارة ببطء في كل مكان” إلى “الفوز في مكان ما”.
وبدون الدعم المالي الغربي الذي يقترب من 9 مليارات دولار شهرياً، لا تستطيع الحكومة الأوكرانية ببساطة الاستمرار في العمل بينما تخوض أيضاً حربها من أجل البقاء.
ويشير الكاتب إلى أن الولايات المتحدة تقدم أكثر من 70 في المئة من جميع مساعدات أوكرانيا العسكرية، لكن الوحدة الأوروبية ضرورية للحفاظ على العقوبات وسحب الاستثمار في الاقتصاد الروسي.
ويقول أيضا إن أوروبا تواجه شتاء قاتماً: الطاقة بأسعار مرتفعة جداً والانقطاعات الصناعية التي تقلل الإنتاج والركود الاقتصادي وربما الاضطرابات الاجتماعية والصناعية نتيجة لذلك.
ويضيف أن بوتين يتمنى تقسيم أوروبا وخرق نظام العقوبات في دول عدة بسبب الضغط في قطاع الطاقة الذي يمكن لروسيا أن تضعه على أوروبا وخاصة على ألمانيا وإيطاليا والتنازلات التي يمكن أن تقدمها روسيا لأصدقائها والمترددين مثل المجر واليونان وبلغاريا وصربيا.
ويعتبر الكاتب إن هذا الشتاء هو أفضل فرصة. نظراً لأن أوروبا ستشتري كميات متناقصة باستمرار من الطاقة الروسية اعتباراً من العام المقبل.
لكنه يقول إن قادة الغرب يواجهون صراعاً حول أمن أوروبا. إذ يبرر بوتين غزوه بالقول انه “يتعلق بالنازيين في أوكرانيا وتوسيع الناتو وتخريب المثليين للثقافة الروسية وتصحيح أخطاء نهاية الحرب الباردة”، ويعتبر الكاتب أن بوتين يقول أي شيء إلا الحقيقة.
ويضيف أن الأمر لم يقتصر على بوتين فحسب، بل “إن المؤسسة الروسية والكرملين ومجلس الدوما وكثير من مجتمع السياسة وقطاعات كبيرة من الرأي العام، يبدو الآن أنهم يؤمنون بحق روسيا التاريخي في استعادة إمبراطوريتها الأوروبية”.
ويقول الكاتب إن الصراع الحالي قد يتحول إلى صراع متقطع بين موسكو وكييف لسنوات عديدة. ويشير الى أنها الحرب الثانية بين روسيا وأوكرانيا منذ العام 2014. ويقول إنه من المحتمل أن يكون هناك وقف هش لإطلاق النار في وقت ما قبل أن يكون هناك صراع ثالث، وهكذا دواليك.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم