شذى حمود
واقع التجربة الوطنية السورية في مجال الترجمة وسبل النهوض بها محاور تطرقت لها الندوة الوطنية للترجمة 2021 التي انطلقت فعالياتها اليوم في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق بمشاركة مترجمين سوريين ذوي خبرة في نقل العلوم والمعارف والنتاجات الأدبية من وإلى العربية.
الندوة التي دأبت الهيئة العامة السورية للكتاب على إقامتها منذ عام 2017 تزامناً مع الاحتفال بيوم الترجمة العالمي قرأت في مستهلها الدكتورة زبيدة القاضي كلمة المترجمين السوريين التي تناولت دور المترجم في سورية بنقل قيم الخير والعدالة والجمال التي قدمها بلادنا للعالم مناشدة كل المترجمين في العالم للوقوف إلى جانب سورية في مواجهة العدوان الإرهابي عليها ورفع العقوبات غير القانونية وغير الأخلاقية التي تستهدف الشعب السوري في حياته اليومية والثقافية والأدبية.
وخلال كلمة ألقتها وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح اعتبرت أن الترجمة فعل إنساني يخاطب المتلقي واحتياجاته التواصلية وتوقعاته ليعزز مدى معرفته بالعالم داعية كل المعنيين بالترجمة أفراداً ومؤسسات إلى عدم الاستسهال أو التساهل بهذا الباب واختيار ما يلبي حقاً حاجات التنمية ومتطلباتها.
وقرأ الدكتور غسان السيد مدير التأليف في هيئة الكتاب جملة من التوصيات التي ألقاها نيابة عن الدكتور ثائر زين الدين مدير الهيئة تضمنت العمل على استصدار قرار لرفع تعرفة الترجمة وحل أشكال حقوق دور النشر الأجنبية بوضع آليات قانونية معينة لشراء الحقوق بشكلها النظامي إضافة إلى تأكيده على ضرورة النهوض بدور النشر الخاصة واتحاد الكتاب العرب والجامعات في إغناء المشروع الوطني للترجمة وغيرها.
المقدمة التي يضعها المترجم في كل كتاب ينقله للعربية كانت محور مداخلة الدكتور وائل بركات مبيناً أهميتها باعتبارها عصارة أفكار المترجم لجذب القارئ ومساعدته في فهمها ليكون صلة الوصل بين العمل المترجم والمتلقي إضافة إلى أهميتها في التعبير عن امتلاك المترجم للغة والمعرفة والإدراك الكافي لفهم النص الذي يشجع القارئ لتلقيه.
واستعرض المترجم حسام الدين خضور واقع وآفاق الترجمة في سورية عن طريق إنشاء مركز وطني للترجمة وكيان نقابي لها على غرار ما هو سائد عالمياً إضافة إلى توفير الموارد البشرية للترجمة في اللغات الصينية واليابانية والكورية والهندية وغيرها من قبل الجامعات الوطنية مقترحاً بعض التوصيات كالفصل بين التأليف والترجمة واستحداث كليات جديدة لتعليم اللغات التي تلعب شعوبها دوراً فاعلاً على الصعيد الدولي وإنشاء رابطة للمترجمين السوريين للعاملين في ميادين الترجمة كافة.
وتناول الدكتور جهاد بكفلوني في محوره حركة الترجمة في اتحاد الكتاب العرب التي اعتبرها مقبولة قياساً إلى الظروف الصعبة التي نمر بها إضافة إلى وجود مجلة متخصصة تعنى بترجمة النصوص الأدبية وبعض الموضوعات العلمية عن اللغات الحية إضافة إلى جمعية الترجمة التي تحاول النهوض بالمنتسبين من خلال معاملتهم معاملة الكتاب ولكنه وجد أن عدد الكتب التي ترجمت من اللغات الأجنبية إلى العربية خلال مسيرة الاتحاد عبر خمسين عاماً هو عدد متواضع.
وتناقش الندوة التي تقام بالتعاون مع جمعية الترجمة في اتحاد الكتاب وجامعة دمشق والمعهد العالي للترجمة واتحاد الناشرين السوريين ومؤسسات الترجمة الخاصة يوم غد دور جامعة دمشق في الترجمة وتجربة دور النشر الخاصة فيها إضافة إلى واقع ترجمة المسرح في سورية والعقبات التي تعترض عمل الترجمة في المؤسسات العامة والخاصة وبعض التجارب الفردية في هذا المضمار.
يشار إلى أن اليوم العالمي للترجمة مناسبة يحتفل بها عالمياً في الثلاثين من أيلول من كل عام بعيد القديس جيروم مترجم الكتاب المقدس أطلقها لأول مرة الاتحاد الدولي للمترجمين عام 1991.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا