آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » التجريب ليس قدرًا أو واجبًا أو مزاجًا أو هوايةً..!

التجريب ليس قدرًا أو واجبًا أو مزاجًا أو هوايةً..!

 

 

غسان كامل ونوس

 

 

يصحّ إطلاق التجريب على أيّ عمل جديد على القائمين به؛ في الموضوع والظرف المكانيّ والزمانيّ؛ وفي الغالب يكون مقصودًا ومطلوبًا؛ لاكتشاف واختراع، وللوصول إلى الأفضل في الأحوال والمحصّلات؛ وربّما كان مفروضًا، أو خيارًا، أو طموحًا، أو مغامرة… لكن التجريب ليس قدرًا أو واجبًا أو مزاجًا أو هواية أو لعبة أو أُلهية؛ كما أنّه ليس غاية في حدّ ذاته؛ ولاسيّما حين يكون التجريب في الشعوب؛ مصائرها، وأمنها، وأرزاقها، ومكوّناتها.. والأوطان؛ حاضرها ومستقبلها؛ فتجريب المجرّب تخريب مؤكّد، وفي التجريب الفاشل وقت يهرق، وجهد يبدّد، ومال يضيع، وخيبات تسود، وآمال تتبخّر… وليس من المنطق والحكمة أن نعود دائمًا إلى الصفر، أو إلى ما تحت الصفر، وأن نبدأ بما – ومن – هو جديد، وغريب على الواقع، وحاقد، وبعيد عن الظرف… ولا بدّ من مراجعة التجارب السابقة لنا ولسوانا؛ حتّى الفاشلة منها؛ كي نتعلّم، ولا نقع في العثرات ذاتها.. وهناك تجارب مماثلة أو مقاربة لآخرين قريبين أو بعيدين؛ يفترض أن نستفيد منها؛ مع احترام الخصوصيّة والاستقلاليّة؛ بعيدًا عن التقليد والاستنساخ والتبعيّة.. المهمّ ألّا تقتصر معرفتنا على ما لا نريد، وعاطفتنا على ما نكره، ومن نكره، وإرادتنا على من نتّهم، وننتقم منه؛ بل أن نعرف ما نريد، ونقتنع بما نبتغي، وما يؤمّن السلامة والكفاية والعدل والطمأنينة للناس؛ بمختلف انتماءاتهم؛ وأن نسعى إلى إنجازه؛ بحماسة، وحرص، وجدّيّة.. وهذا يستلزم وعيًا عامًّا وخاصًّا، ومواطنة سليمة، وعلمنة؛ وهذا يتطلّب اختصاصات، وخبرات، ومسؤوليّات، وتخطيطًا، وبرمجة، وموضوعيّة، وحداثة، وانفتاحًا، وإيجابيّة، ومصالحة، وشفافيّة، ومصداقيّة، ومشاركة، وتعاونًا، وثقة بالنفس وبالآخر، وأمنًا، وأمانًا؛ وهذا يحتاج إلى إعلام مسؤول وميدانيّ؛ وإلى موارد مستدامة، تعتمد على الإنتاج؛ لا على التغريم والمحاصصة والاستدانة والاستيراد…

(اخبار سوريا الوطن 1-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رسالة مفتوحة إلى اللجنة العليا للانتخابات في سوريا

  بقلم:م.نضال رشيد بكور السادة رئيس واعضاء اللجنة العليا للانتخابات المحترمون: نقدم لكم قراءتنا للمرسوم الصادر عن السيد رئيس الجمهورية ، المتضمن تنظيم المسار الانتخابي ...