لم تعد أمس الدفعة الثانية من اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان إلى بلادهم حسبما كان مقرراً، على حين جدد هيكتور حجّار وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال التي وقع مرسوم إقالتها أمس الرئيس ميشال عون قبل انتهاء ولايته بيوم واحد، تأكيده أن ملف هؤلاء اللاجئين «وطني سيادي ويجب عدم إدخاله بأي زواريب سياسية».
والأربعاء الماضي، استؤنفت عمليات العودة الطوعية للنازحين السوريين في لبنان إلى بلدهم وفق خطة الحكومة اللبنانية وبموجب آلية متفق عليها مع الحكومة السورية، حيث عادت عشرات الأسر المهجرة، تقدر أعداد أفرادها بالمئات، عبر معبري الدبوسية بريف حمص والزمراني بريف دمشق، إلى قراهم وبلداتهم التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب، وسط تسهيلات وإجراءات ميسرة من الجانب السوري وتأكيدات رسمية لبنانية بأن العملية سارت من دون عوائق.
وباليوم نفسه جدد وزير المهجرين اللبناني عصام شرف الدين في تصريح نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية التأكيد على أن العرقلات والضغوطات الدولية وعملية التخويف التي حصلت عبر الوكالات الإعلامية أخرت كثيراً انطلاق قوافل العائدين، وأشار إلى أنه كان من المفترض أن تنطلق قافلة (الأربعاء) في أيلول الماضي، لافتاً إلى أن القافلة الجديدة «ستنطلق في الـ 31 الشهر تشرين الأول (يوم أمس) وستكون أكبر»، منوهاً في الوقت ذاته بـ«شفافية» الجانب السوري وتعاونه.
ولم يتم أمس تسيير الدفعة الثانية من اللاجئين السوريين التي أعلن عنها شرف الدين المقررة يوم أمس، وذلك بعدما تم الإعلان عن أن الرئيس عون الذي انتهت ولايته أمس وقّع الأحد، مرسوماً اعتبر فيه حكومة تصريف الأعمال مستقيلة.
ويوم أمس أشار حجّار في حديث إذاعي عبر «صوت لبنان» نقله موقع النشرة» الإلكتروني اللبناني إلى أنهم «غير راضين عن الوجود السوري» (وجود اللاجئين السوريين في لبنان)، داعياً الأمم المتحدة إلى إرسال لجنة تدقيق لأعمال منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في لبنان.
وقال حجّار: «بدأنا من 11 سنة بنظرة تفاوت لملف النازحين السوريين، فهذا الملف وطني سيادي يجب عدم إدخاله بأي زواريب سياسية»، متمنياً أن «تتم عودة الدفعة الثانية من النازحين».
وأضاف: إنه منذ استلامه مهامه، وضع ملف النزوح السوري ضمن أولوياته، وإنه «وضع القطار على السكة وهناك خطوات ستأتي تباعاً لعودة السوريين إلى بلادهم»، مشيراً إلى أنه «لدينا 2000 ولادة سورية في بلدة عرسال اللبنانية (الحدودية مع سورية)، حيث أصبحت أعدادهم كبيرة ومنتشرة بين المنازل من مستثمرين ومقاولين نتيجة استفادة بعض الجمعيات».
وختم حجار تصريحه بالقول: «عودة النازحين آمنة أما البقاء فهو قسري، وعرسال تئن من الفقر والوباء نتيجة النزوح السوري»!.
وتقوم الحكومة السورية، منذ سنوات، بجهود حثيثة لإعادة اللاجئين السوريين في دول الجوار والدول الغربية إلى وطنهم، حيث أكد المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين، الذي عقد في تشرين الثاني 2020 بدمشق في بيانه الختامي، مواصلة الحكومة جهودها لتأمين عودة اللاجئين من الخارج وتأمين حياة كريمة لهم، واستعدادها ليس لإعادة مواطنيها إلى أرض الوطن فحسب، بل مواصلة جميع الجهود لتوفير عيش كريم لهم.
لكن دولاً إقليمية وغربية داعمة للإرهاب في سورية، تعرقل عودة هؤلاء اللاجئين بهدف الضغط على الحكومة السورية من خلال هذا الملف في المفاوضات السياسية.
على خطٍّ موازٍ، تواصل التحريض ضد اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا، من خلال خلق سلوك مجتمعي لدى المواطنين الأتراك بأنه يجب الحذر من التعامل معهم أو مخالطتهم والاقتراب منهم، حيث بثت قناة «show tv» التركية مسلسلاً جديداً سعى منذ حلقاته الأولى إلى ذم هؤلاء اللاجئين واتهامهم بالتسبب بإدخال مرض خطير للبلاد، حسب ما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة أمس.
ونقلت المواقع عن ناشط حقوقي يدعى طه الغازي قوله في منشور له على صفحته في الـ«فيسبوك»: إن «قناة تركية نشرت مقطعاً من الحلقة الأولى لمسلسل (حياة بوغون) «Hayat Bugün» ظهر فيه طفلان سوريان في أحد المراكز الصحية، حيث اشتكى أحدهما من ارتفاع درجة حرارته ووهن كبير استلقى على إثره شبه مغمى عليه بالأرض.
ووفقاً للمشهد التمثيلي، حضر الكادر الطبي لمعاينة الطفل الصغير وصديقه، لكنهم عندما علموا أنهما سوريان طلبت إحدى الطبيبات من الكادر الصحي الابتعاد فوراً عنهما ووضع كمامات، في منظر يوحي للمشاهد أنهما يحملان وباء لا يمكن الوقاية منه (كالكوليرا والإيدز)، فيما قام طبيب آخر بتشخيص حالة الطفل السوري بأنه مصاب بـ«جدري القرود» الذي ينتشر في مجتمع الشواذ والمثليين!.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن