التدخين السلبي، أو ما يُعرف بالتعرض غير المباشر لدخان السجائر، يمثل خطراً صحياً كبيراً يصيب الأشخاص الذين لا يدخنون بأنفسهم، لكنه يعرضهم لمجموعة من المواد الكيميائية السامة المنبعثة من دخان السجائر، تُظهر الدراسات أن التدخين السلبي ليس مجرد مصدر إزعاج أو مشكلة سطحية، بل هو عامل خطر رئيس للإصابة بالعديد من الأمراض الخطرة، وعلى رأسها سرطان الرئة.
وعلى الرغم من أن التدخين بحد ذاته هو السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة، فإن الأبحاث أثبتت أن الأفراد المعرضين للتدخين السلبي لديهم أيضاً احتمالية عالية للإصابة بهذا النوع من السرطان، إذ يتعرض هؤلاء إلى مزيج معقد من المواد المسرطنة والسموم التي يمكن أن تضر بالخلايا الرئوية على المدى الطويل. في هذا السياق، يصبح من الضروري فهم عمق العلاقة بين التدخين السلبي وسرطان الرئة، وآلية تأثير الدخان غير المباشر في الجسم، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الآثار الاجتماعية والصحية لهذا التهديد غير المرئي الذي يؤثر في ملايين الأشخاص حول العالم.
وفي هذا الصدد، يشير الدكتور أندريه نيفيدوف اختصاصي الأورام إلى أن سرطان الرئة ينسب إلى المشكلات المرتبطة بالجهاز التنفسي و90 % من الحالات سببها التدخين.
ونقلت صحيفة «إزفيستيا» الروسية عن الدكتور نيفيدوف قوله: يحتوي دخان السجائر على أكثر من 7 آلاف مادة كيميائية، منها 70 مواد مسرطنة، لذلك حتى استنشاق هذه المواد بصورة غير نشطة يؤثر على كامل الجسم، أي إن التدخين السلبي يمكن أن يسبب سرطان الرئة وأمراض القلب والأوعية الدموية المختلفة.
ويضيف نيفيدوف: يبقى الكثيرون على الرغم من معرفتهم بمخاطر التدخين السلبي بالقرب من المدخنين، لاعتقادهم أن البقاء فترة قصيرة إلى جانب المدخن ضرره ضئيل، ولكن هذا خطا لأنه خلال هذه الفترة القصيرة يمكن أن يستنشق الشخص كمية كبيرة من المواد الضارة الموجودة في دخان السجائر مثل النيكوتين وأول أكسيد الكربون والبنزول والمواد المسرطنة، التي يمكن أن تسبب ارتفاع مستوى ضغط الدم والسعال وحتى الحساسية.
ووفقاً له جميع الأشخاص الذين يقضون وقتا طويلاً بجانب المدخنين هم معرضون لخطر الإصابة بسرطان الرئة، ناهيك بالمدخنين الشرهين، لأنهم يعرضون أنفسهم ومن حولهم لهذا الخطر، حيث تبين أن سرطان الرئة يتطور لدى الزوج المدخن ولدى زوجته في الوقت نفسه.
ويشير الطبيب إلى أن أفضل وقاية من سرطان الرئة هو الإقلاع عن التدخين ومساعدة الآخرين على الإقلاع عن هذه العادة السيئة التي هي السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة.
في سياق متصل، وجدت دراسة حديثة تم نشر نتائجها مؤخراً في مجلة«Substance Use & Misuse» أن العيش في أحياء خطرة يمكن أن يؤدي إلى ضرر صحي غير مقصود، يتمثل في ارتفاع معدلات التدخين بين السكان.
وتشير الدراسة التي أجرتها جامعة هيوستن إلى أن المزيد من الناس يدخنون، ويواجهون صعوبة في الإقلاع عن التدخين، في الأحياء التي يشعرون فيها بعدم الأمان.
وقال الباحث مايكل زفولينسكي أستاذ علم النفس في جامعة هيوستن: إن المستويات العالية من تهديد الحي تشكل تصورات للعجز بين السكان، ما يزيد من الشعور العام بعدم الثقة، ويمكن أن يعزز سلوكيات صعوبة التكيف مثل التدخين.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين