آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » الترابط بين الضغوط لنزع سلاح المقاومة ومشروع «إسرائيل الكبرى»…

الترابط بين الضغوط لنزع سلاح المقاومة ومشروع «إسرائيل الكبرى»…

 

 

حسن حردان

 

يبدو من الواضح لأيّ مراقب للتطورات في المنطقة، التزامن أو الترابط بين الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية لأجل تجريد المقاومة، في قطاع غزة ولبنان، من سلاحها، وبين سعي القادة الصهاينة الى تحقيق حلمهم التوسعي في الأرض العربية، بإقامة “إسرائيل الكبرى”.. انّ مشروع “إسرائيل الكبرى” أو “أرض إسرائيل الكاملة” يُعدّ مصطلحاً جيوسياسياً ودينياً وسياسياً، يستند إلى تفسيرات توراتية مزعومة لحدود ما يُسمّى “أرض الميعاد” التي تشمل مناطق واسعة تمتدّ “من نهر النيل في مصر إلى نهر الفرات في سورية”. والمشروع، بحسب بعض التفسيرات، يشمل فلسطين التاريخية، لبنان، سورية، الأردن، أجزاء من العراق، السعودية، مصر، وحتى الكويت والإمارات، وجنوب تركيا…

ويُعتبر رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الجيل الذي يؤمن بهذا المشروع ويسعى لتحقيقه.. ويُنظر إلى تصريحاته وخطواته، مثل التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، والتحالف مع اليمين المتطرف، كجزء من رؤية استراتيجية لتحقيق هذا الحلم الصهيوني، الذي تحدث عنه بشكل واضح في كتابه “مكان تحت الشمس”…

فالمشروع ليس مجرد خطاب دعائي، بل هو جزء من رؤية يرى فيها نتنياهو أنّ “المشروع لا يكتمل الا بتحقيقها”.

غير أنّ نتنياهو ومعه الإدارة الأميركية، يرى انّ العقبة الفعلية التي تحول دون تحقيق حلمه بإقامة “إسرائيل الكبرى”، إنما تتمثل بوجود المقاومة المسلحة في لبنان وقطاع غزة، ولذلك بات هدفه الأساسي الذي يسعى اليه، بعد تحقيق هدف إسقاط الدولة الوطنية السورية، هو العمل على نزع سلاح المقاومة في غزة ولبنان.. لأنّ استمرار وجود حركات مقاومة مسلحة يمثل عائقاً رئيسياً أمام التوسع الإسرائيلي، سواء كان ذلك بضمّ الأراضي أو بفرض السيطرة الأمنية، لذلك…

1 ـ يعتبر نتتياهو انّ نزع سلاح حماس والفصائل الفلسطينية في غزة هدفاً معلناً لـ “إسرائيل”، وذلك للقضاء على أيّ قوة عسكرية يمكن أن تهدّد “التفوق الأمني” الإسرائيلي. هذا يمهّد الطريق لفرض سيطرة كاملة على القطاع وإعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية التي كان قد فككها ارييل شارون عام 2005.. ودمج القطاع في الرؤية المستقبلية للمنطقة.. لذا يربط نتنباهو موافقته على ايّ اتفاق لوقف الحرب بالموافقة على نزع سلاح المقاومة وخروج قيادات المقاومة من قطاع غزة إلخ…

2 ـ يرى نتنياهو انّ وجود حزب الله المقاوم في لبنان وسلاحه، انما يشكل تهديداً استراتيجياً يمنع “إسرائيل” من التوسع شمالاً أو فرض نفوذها. لذلك، فإنّ الهدف من الضغوط الإسرائيلية الأميركية لنزع سلاح المقاومة إنما هو محاولة لإزالة العائق الأكبر أمام تحقيق “أحزمة أمنية في عمق” لبنان، كتوطئة لتوسع لاحق في إطار الهدف الأكبر وهو تحقيق خلم “إسرائيل الكبرى”.

ثالثا، هل سينجح نتنياهو في تحقيق حلمه؟

إنّ تحقيق نتنياهو لمشروع “إسرائيل الكبرى” ليس بالأمر السهل، ويواجه العديد من التحديات والعقبات:

العقبة الأولى، صمود المقاومة المسلحة: تُشكل قوى المقاومة المسلحة في غزة ولبنان عائقاً رئيسياً. فصمودها في وجه الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية يُفشل المخططات الهادفة إلى نزع سلاحها.

العقبة الثانية، الموقف العربي والدولي: على الرغم من بعض مظاهر التطبيع، فإنّ الإعلان الصريح عن مشروع “إسرائيل الكبرى” أثار ردود فعل غاضبة ومُدينة من الدول العربية. كما أنّ الحكومات الغربية، وإنْ كانت داعمة لـ “إسرائيل”، إلا أنها تجد صعوبة في تجاهل القوانين الدولية التي تحظر ضمّ الأراضي بالقوة.. خصوصاً في ظلّ انتفاضة الرأي العام في بلدانها ضدّ الجرائم النازية الإسرائيلية التي ترتكب في غزة.

العقبة الثالثة، الوضع الداخلي الإسرائيلي: يواجه نتنياهو ضغوطاً داخلية كبيرة، سواء من المعارضة السياسية أو من الحراك الشعبي، الذي يطالب بإسقاط حكومته. هذه الأزمات الداخلية قد تعيق قدرته على المضيّ قدماً في مخططاته.

العقبة الرابعة، الواقع على الأرض: يرى بعض المحللين أنّ الحديث عن “إسرائيل الكبرى” قد يكون مجرد دعاية سياسية أو محاولة للهروب من الأزمات الداخلية، وأن الواقع على الأرض يثبت صعوبة تحقيق هذا الحلم، في ظل استمرار الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة.

باختصار، انّ سعي نتنياهو لنزع سلاح المقاومة في غزة ولبنان إنما هو جزء لا يتجزأ من مخططه التوسعي لتحقيق مشروع “إسرائيل الكبرى”. ومع ذلك، فإنّ نجاحه في تحقيق هذا الحلم ليس مضموناً، بسبب صمود المقاومة، والرفض العربي والدولي، والضغوط الداخلية التي يواجهها.. على خلفية فشله في إنهاء وجود المقاومة المسلحة في غزة ولبنان.

(أخبار سوريا الوطن1-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

قمتان وزعيمان..العالم يتغيّر

    ميخائيل عوض     ١   قمة ألاسكا طوّبت ترمب وبوتين زعيمين عالميين، عارفان إلى أين يذهبان، وكيف يُديران الصراعات ويدوران الزوايا.   ...