بهدف تلبية حق كل طفل بالتعليم وتمكينه من متابعة دراسته وتجاوز أي صعوبة تعوق ذلك، يحضر المركز الوطني لتطوير مناهج التربية في وزارة التربية لإطلاق منهاج التعليم التمكيني الذاتي كجزء من المناهج التربوية وفق مديرة المركز الدكتورة ناديا الغزولي.
وفي تصريح لـ سانا أوضحت الغزولي أن المنهاج يستهدف الأطفال خارج المدارس وغير القادرين على الوصول إليها ،ومنهم المقيمون في مخيمات اللجوء أو المناطق التي تقع تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية، إضافة إلى طلاب من ذوي الإعاقة، حيث سيتم توزيعه بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والمنظمات الإنسانية العاملة في سورية.
وحسب الغزولي فإن التعليم الذاتي هو اكتساب الفرد للمعلومات والمهارات والخبرات بصورة ذاتية وبدوافع داخلية، تحثه على تحسين وتطوير شخصيته وقدراته ومهاراته عن طريق ممارسة مجموعة من الأنشطة التعليمية بمفرده، عبر كتب إلكترونية تناسب إمكانياته.
وأشارت الغزولي إلى أن المنهاج يتوجه لصفوف مرحلة التعليم الأساسي، مبينة أن إعداد المناهج يتم على مراحل حيث تم الانتهاء من منهاج الصف الأول للتعليم الأساسي، ومن المتوقع الانتهاء من كل المراحل خلال ستة أشهر بإشراف تربويين ومختصين.
ولفتت الغزولي إلى أن البرنامج الذي وضع بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) يشمل مواد العلوم العامة والرياضيات واللغة العربية واللغتين الإنكليزية والفرنسية، وتم وضعها من قبل اللجان الاختصاصية وفق استراتيجية في تأليف الأنشطة وآلية تنفيذها وكيفية حساب الوقت للدروس والوصول للمعلومة ذاتيا وطريقة استنباطها من قبل المتعلم من خلال الأنشطة.
وأوضحت أنه سيتم تزويد هذه المناهج بفيديوهات توضيحية وتسجيلات صوتية وأنشطة تساعد المتعلم على كيفية البدء بالتعليم بمفرده، بإشراف مقدم الرعاية في دور الرعاية الاجتماعية أو المنظمات الدولية.
بدورها أوضحت معاون مدير مركز القياس والتقويم الدكتورة نداء علي أن دور المركز هو دراسة الأسئلة التي يمكن وضعها ضمن اختبارات الدارسين بهذا المنهاج، بشكل تكون واضحة ومبسطة ومناسبة لآلية التعليم الذاتي.
من جانبه لفت عضو لجان تأليف المنهاج اختصاصي مادة الرياضيات ميكائيل الحمود إلى أن التعليم التمكيني قريب من المنهاج العام، ولكنه مزود بأنشطة ذاتية منوعة ،فيما أشار الموجه الأول لمادة اللغة العربية ناصر بحصاص إلى أنه تم تأليف المنهاج وفق معايير تستند إلى منهاج الفئة (أ)، وهو المنهاج الأساسي في المدارس والتركيز على المعارف الأساسية والأنشطة التي يجب أن ترافق المتعلم.
وكانت وزارة التربية أطلقت في الإطار ذاته منذ عام 2013 منهاج الفئة (ب)، الذي يستهدف التلاميذ المتسربين من المدارس لمدة سنتين فأكثر ممن تجاوزوا سن الثامنة وعادوا إلى المدارس، حيث يجري تعويضهم ضمن منهاج مطور يختصر كل عامين دراسيين بعام واحد مع التركيز على المواد الأساسية.
يشار إلى أن حق الطفل بالوصول إلى التعليم جاء في المادة 28 من اتفاقية حقوق الطفل الدولية، والتي كانت سورية من أوائل الدول التي وقعت عليها عام 1993، وصدقت على البروتوكولين الاختياريين لاحقاً عام 2008.
سيرياهوم نيوز 1-سانا