يسلط كتاب (التربية في مواجهات تحديات العولمة عند الشباب) للدكتور جبرائيل مخائيل بشارة الضوء على أزمة القيم والعلاقات الاجتماعية والإنسانية التي يواجهها الشباب في الوطن العربي، تحت تأثير النظام العالمي ومحاولات إلغاء الهوية في بيئة تتسم بالتقدم العلمي والتكنولوجي والتطور الحضاري.
وفي الكتاب يعالج الدكتور بشارة ما يعانيه الشباب من نتائج التغيرات المتسارعة التي تختلف من مجتمع لآخر في وسائل العيش على مختلف أنواعها، والتي تؤدي إلى تبدلات في السلوك الإنساني والنظم الاجتماعية وما ينتج عنها من أزمات.
وحسب المؤلف بشارة تأثرت القيم بالمستجدات والتغيرات العالمية بسبب أزمة القيم وانهيار الأخلاق، وانعكاس ذلك على المجتمع والثقافة وأساليب حياة الإنسان.
ورأى الباحث بشارة أن هناك حالة من التخبط ومن التحول الهائل في القيم والثقافة، بسبب العلاقات العابرة للدول والقارات.
وفي الكتاب أشار المؤلف إلى أن عددا من المفكرين يرون أن العولمة حضارة غربية لها معايير ومبادئ تترسخ في الأزمان، تسعى لتكون النظام العالمي الجديد، فيما يعتبر مفكرون وخبراء آخرون أن للعولمة آثاراً سلبية وخطيرة على المجتمعات العربية، وخاصة على الجانب الاجتماعي، وتسعى إلى تكوين إنسان يسير في فلك نظام عالمي تديره قوى طاغية، وتسعى إلى محو الشخصية العربية من خلال نشر القيم الغربية وصهر الحضارات الأخرى.
ورأى المؤلف بشارة أن الشباب هم العماد لحماية الوطن ونهوضه وبناء مستقبله، والبلدان التي تمتلك الشباب هي الأوفر قدرة على الدفاع والصمود أمام الحروب والأزمات.
وبين الباحث بشارة أن التربية لها دور كبير في تكوين المواطن، ومسؤولة على التكوين البشري الراقي، لذلك لابد من إيجاد نوع من التعليم الذي ينمي روح المواطنة والتسامح وقبول الآخر وترسيخ القيم الوطنية.
وأشار الباحث إلى ضرورة ديمقراطية التعلم والتعليم وتحديث المناهج والسعي التعليمي لذلك، وتنمية الوعي بأنواعه بما في ذلك مهارات الحياة.
وفي الكتاب مواضيع أخرى في مواجهة العولمة وتحدياتها، والدور الأمريكي في محاولة تخريب وضياع الشباب.
يذكر أن الكتاب الصادر عن الهيئة العامة للسورية للكتاب، والذي يقع في 112 صفحة، أسهم مؤلفه في العديد من النشاطات التربوية، وساهم في كثير من البحوث إضافة إلى النشاطات التربوية والندوات التي شارك فيها.
سيرياهوم نيوز 4_سانا