العفو عند المقدرة من شيم الكرام، وهو أجمل هدية نقدمها للآخرين، والعلاقات الاجتماعية تتطلب التواصل الدائم بين الناس والتعاون المتواصل لما فيه مصلحة الجميع والنفس البشرية تميل تلقائياً لحب من يحسن إليها بلطف وحكمة.
لكن بعض الناس لا يحسنون التعامل الطيب المفروض والمتعارف عليه بل عندهم نزعة غير مستحبة وينفر منهم الكثيرون ويبتعدون عنهم لعدم تعاملهم السوي والمقبول وأعمالهم وأفعالهم فيها التجريح والإساءة.
وهذا هو الإزعاج بعينه وحبهم يوصف بالأحمق والأحمق كما عرفوه يريد أن ينفعك فيضرك ويؤذيك بكل معنى الكلمة، وهؤلاء لا يعرفون إلا الإساءة بالكلمة أو بالفعل وهؤلاء بمنطق العدل يجب محاسبتهم بما يستحقونه من عقوبة.
لكن هنا تتجلى التربية والأخلاق والتعقل والحكمة التي تقول العفو عند المقدرة فلا للانتقام ورد الكيل بمكيالين بل بالعفو والمسامحة وفعلاً إن أجمل هدية للمسيء هي مسامحته والقول له :”عفوت عنك”.
وقد عبر العقلاء عن هذا العفو فقالوا: “العفو عند المقدرة” ويندرج هذا التسامح تحت قول: “والصلح خير” فمن نسامحه ونعفو عنه نستطيع أن نكسبه في المجتمع إنساناً سوياً.
فمن خلال اعترافه بذنبه واعتذاره عما فعله من إساءة ولما وجده فينا من عفو ومسامحة يمكن أن يتحول إلى شخص إيجابي، ونكون قد زرعنا في نفسه قيمة تربوية هو بحاجة إليها وهي عدم الإساءة للآخرين بل حبهم والإحسان إليهم.
ونعلم جميعاً بأن الإحسان لمن أساء إلينا هو قمة الأخلاق والسمو في النفس أما الانتقام فنتائجه سلبية وتترك الضغينة في النفوس وتزيد الخلافات وتؤجج نوازع الشر في النفوس. وختام القول أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم لطالما استعبد الإحسان إنساناً.
سيرياهوم نيوز 2_الثورة