آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » التسويات.. في بعدها الاجتماعي الهادف

التسويات.. في بعدها الاجتماعي الهادف

جمال الشيخ بكري

تحضرني، وأنا أكتب هذه السطور، وأتابع تهيئة الدولة الأجواء لإتمام عملية التسوية في مدينتي دوما وسائر الغوطة بعد غد الاثنين، وتلك التي تمت في دير الزور، وكذلك عودة أهلنا إلى معرة النعمان وقرى وأماكن كثيرة من وطننا الغالي إلى بيوتهم، تحضرني حكمة الدولة السورية في إطلاق المصالحات والتسويات، التي استمدت بريقها من فكر السيد الرئيس بشار الأسد، والتي فتحت قلبها وذراعيها لأبناء الوطن الذين غرر بهم وسلكوا طريقاً غير سوي، فقد كانت التسويات الممتدة على ساحة الوطن اللبنة الأساسية في عودة الطمأنينة إلى النفوس، والأمن والأمان إلى الساحات، والإنتاج والاستقرار لكل ربانا المعطاءة.
هذه الحكمة، التي رسختها الدولة، أنجزت الكثير في بعدها الاجتماعي، إلى جانب الأبعاد السياسية والاقتصادية التي خبرناها جيداً، فقد أعادت السكينة والطمأنينة إلى النفوس، ولاسيما بعد أن ترافقت مع إعادة تأهيل البنى التحتية والخدمية، وأطلقت العنان للزراعة والصناعة والإنتاج، وأعادت خدمات الكهرباء والمياه والهاتف ووسائل النقل وافتتاح المدارس والأفران.
وإذا كانت الدولة قد مدّت يدها وفتحت ذراعيها لكل أبنائها، واحتضنتهم إيماناً منها بأنها الأم الحنون لهم، فإن الأمر قد ساهم في عودة التفاؤل والأمل إلى نفوس الجميع، وعادت الابتسامة ترتسم على وجوه الكثيرين الذين دمر أرواحهم الإرهاب وإجرام عناصره ومشغليه.
ما أجمل الصورة إذاً عند عودة من غرر بهم إلى جادة الصواب وبناء أنفسهم وأسرهم والمجتمع لتكون حياتهم رغيدة، لأن أعداء الإنسانية لا يريدون لنا إلا التخلف والتراجع ليسهل كسرنا، ويسهل مرور المشاريع والمخططات التفتيتية والتقسيمية.
هذه القاعدة الحكيمة التي انتهجتها الدولة هي بالأساس مستمدة من طبيعة مجتمعنا وأعرافه وتقاليده وأخلاقه، المجتمع الذي طالما رفع مقولة “المصالحات سيدة الأحكام” إلى واجهة خطواته أثناء الخلافات العائلية، ولاسيما أن الناس بطبعهم يختلفون، لكن المنطق يقول بأن الخلاف يمكن تجاوزه بالحكمة والموعظة الحسنة.
وتأكيداً لهذه القاعدة البديهية أقول: بأنه في ظل قسوة الظروف الحياتية التي نعيشها نجد أكثر الناس يختلفون، ويظن كل واحد منهم أنه على حق، فيحصل الشقاق والتنافر في البيت الواحد، والأسرة الواحدة، وحتى ما بين الجيران، ودائماً ما يشتد الخلاف ويستعر أواره فتصل الأمور إلى حد القطيعة في كل شيء، وطبعاً هذا الخلاف ينعكس على الأشخاص في عملهم وأشغالهم وبالتالي تضعف حركة العلاقات الاجتماعية، وهنا الطامة الكبرى، فبعض المختلفين يلجؤون إلى إلحاق الأذى بالآخرين ليشفوا غليلهم وهذه قمة الإساءة التي تحصل نتيجة الخلاف، وهنا تتدخل الحكمة ولغة العقل والتروي، ويحضر أهل الإصلاح الذين ينطلقون من القول الحكيم “والصلح خير”.
نعم عودتنا إلى التراحم والتعاطف فيما بيننا، وسيادة لغة التسويات والمصالحات، هي التي تعيد السكينة والطمأنينة إلى النفوس، وتدفع بتطور المجتمع، فطوبى لكل وطني غيور شريف أخذ دور المصلح في مجتمعنا، وما أكثرهم اليوم، يقربون وجهات النظر، ويسدون منافذ الاختلاف والخلاف، ولو على حساب وقتهم أحياناً، بل ويبذلون المال من أجل تحقيق هذا الهدف السامي، ولتسود المحبة والطمأنينة والوئام.

سيياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

خمسة لا تناقشهم ..ولا تتعب نفسك بالحوار معهم فنقاشهم مضيعة للوقت 

      تجنّب النقاش مع هؤلاء الخمسة: ١_ المتعنت .. الذي يرى رأيه صواب واراء الآخرين خاطئة ..فلا تقنعه حقيقة ولا يرشده رأي ولا ...