رنا الحمدان :
تتسع رقعة المتسولين في مدينة طرطوس من دون حلول ملموسة، فها هم ينتشرون تحت أشعة الشمس وفي زوايا الأسواق وعلى إشارات المرور، في مشهد بات مألوفاً جداً في المدينة، وسط عجز الجهات المعنية عن كبح هذه الظاهرة التي تتفاقم يوماً بعد آخر.
تبين آلاء هاشم، وهي أم لثلاثة أطفال، أن شارع هنانو الرئيسي بات مركزاً رئيسياً للمتسولين، يلاحقون المارة، ويتركون أطفالهم حفاة متسخين، وكلّ واحد له مكان محدد، لا يسمح لغيره بالاقتراب منه، وكأن هناك من ينظم وجودهم.
احتيال أم حاجة..؟!
فيما يرى محمود إبراهيم، وهو موظف، أن الظاهرة تجاوزت مفهوم الحاجة إلى “مهنة مربحة”، و بعض المتسولين يحصلون على دخل يومي، يفوق راتب موظف حكومي بثلاثة أضعاف، ومع ذلك يثيرون الشفقة بملابسهم وكلماتهم المحسوبة.
دلال علي تروي حادثة مختلفة: “استوقفتني سيدة أنيقة، طلبت المال لشراء دواء، تحدثت بلطف واحترام، أعطيتها ما استطعت، لكنني بقيت حائرة، هل كانت فعلاً بحاجة أم أنها تمارس نوعاً جديداً من التسول المقنع؟.
حاجة لمعالجة مؤسساتية
أما المدرس أحمد حسن، فيؤكد أن الظاهرة بحاجة إلى معالجة مؤسساتية جذرية، تبدأ بتأمين فرص عمل وتفعيل دورالجمعيات الخيرية، فما نراه اليوم نتيجة طبيعية للبطالة والغلاء وضعف الرقابة الاجتماعية بعد سنوات طويلة وقاسية من الحرب.
قبل أيام، أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عن قرب إطلاق حملة وطنية للحدّ من التسول، عبر برامج تأهيل اجتماعي وأسري، تهدف إلى انتشال المتسولين من الشوارع، وتوفير بدائل معيشية تحفظ كرامتهم، في خطوة متأخرة، لكنّها مطلوبة.
أسبوعين بلا رد..!
ومع غياب وجود إحصائية دقيقة عن عدد المتسولين في سوريا، أشارت تقارير وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل إلى وجود خمسة مراكز فقط لرعاية المتسولين في دمشق، ومركز واحد في حلب، بينما تفتقر طرطوس حتى اليوم إلى مركز متخصص لإيواء وتأهيل هذه الفئة، رغم تزايد أعدادهم في الشوارع.
وعن طرق المعالجة ومقترحاتها في طرطوس، لم يأتنا أي رد على أسئلة وجهناها لمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل منذ أكثر من أسبوعين.
أخبار سوريا الوطن١-الثورة
syriahomenews أخبار سورية الوطن
