آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » التشكيلية الإماراتية فاطمة الحمادي لـ”النهار”: الرسم في المرسم وفي الشارع متكاملان عندي

التشكيلية الإماراتية فاطمة الحمادي لـ”النهار”: الرسم في المرسم وفي الشارع متكاملان عندي

تتحرّك فاطمة الحمادي بين عوالم متباينة من دون أن تفقد بوصلة التعبير الذاتي.

 

“الخط العربي هو روح ثقافتنا، وهويّة بصرية عميقة”؛ في لوحاتها، يطلّ الخط العربي بحضور خاصّ، وعند سؤالها عن رمزيته في أعمالها، تقول الفنانة التشكيلية الإماراتية فاطمة الحمادي إنّها ترى فيه لغةً فنيةً راقيةً تُعبّر عن الجمال والدقة: “أحرص على توظيفه بأسلوبي الخاص كجزء من موروثي البصري”.

ليس الخط وحده ما يميّز أعمال الحمادي، فهي تنتقّل بالرسم بين الألوان المائية وفن الخط ورسم الغرافيتي في الشارع، وقد اختارت الرسم بالألوان المائية لأنّها “خامة صادقة وحساسة جداً، تعكس المشاعر بعمق وشفافية وتمنحني مساحة للتعبير بأسلوب هادئ لكنه قويّ في تأثيره”، تقول لـ”النهار”.

 

 

الخط العربي بريشة الحمادي.

الخط العربي بريشة الحمادي.

 

 

لكن هذا التميّز في استخدام الألوان لا يأتي من دون ثمن، إذ ترى الحمادي أن التحدّي الأكبر يكمن في انعدام هامش الخطأ، موضحة: “الألوان المائية لا تمنح فرصة للتراجع أو التعديل كثيراً، فهي تتطلب قرارات دقيقة وتحكّماً كبيراً بالماء واللون. وهذا ما يجعلها تحدّياً جميلاً ومحفزاً دائماً للإبداع”.

تنتمي الحمادي أيضاً إلى الجيل الجديد من الفنانين الذين وسّعوا مفهوم اللوحة لتشمل الجدران العامة وهي أيضاً من مؤسسي فريق “فنانو جرافيتي الإمارات”، ويضم مجموعة من المواهب الشابة التي شاركت في رسم جداريات كبيرة في شوارع الإمارات، وأنجزت مشاريع تجميلية عدّة دخلت موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية، وكان أطولها اللوحة الجدارية التي أنجزت في 2017 في دبي.

 

 

 

لوحة بالألوان المائية بريشة الحمادي.

لوحة بالألوان المائية بريشة الحمادي.

 

 

وعن تجربتها مع فن الشارع تقول: “حرّية التعبير ومخاطبة الجمهور مباشرة هي أكثر ما جذبني. الغرافيتي يخرج الفن من الإطار التقليدي ويجعله جزءاً من الحياة اليومية والمكان”. أمّا عن الفرق بين الرسم في المساحات العامة والعمل داخل المرسم، فتؤكّد أنّ “الرسم على الجدران مليء بالتفاعل والنبض المجتمعي، بينما المرسم مساحة تأمّل وانعزال. كل تجربة تغذي الأخرى؛ الأولى تمنحني الانفتاح، والثانية العمق”.
فهل بدأت ملامح مدرسة إماراتية في فن الشارع؟ بالنسبة إلى الحمادي، نعم، بدأت ملامحها بالظهور، من خلال الجمع بين التراث البصري المحلي والأساليب العالمية المعاصرة، بروح تعكس البيئة الإماراتية والجيل الجديد من الفنانين.

 

 

شوارع الإمارات تنبض بالغرافيتي.

شوارع الإمارات تنبض بالغرافيتي.

 

 

لدى الحمادي 27 عاماً من الخبرة في حقل الفنون الجميلة، فهي تؤدي أدواراً متعددة كفنانة أكاديمية، ومدرّبة، ومؤسِّسة مدرسة فنون “زاوية فن” وفنانة شارع حتى وصلت إلى تأليف مناهج الفنون البصرية في وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة. ورداً على سؤال عما إن كانت هذه المسارات يُثري بعضها بعضاً أم تتعارض، أكّدت أنها تراها مكملة بعضها لبعض: “التدريس يرسّخ المعرفة، والشارع يمنحني الحرية، والعمل الأكاديمي يعمّق الفهم. هي مسارات مختلفة لكنها تصبّ في مجرى واحد: الشغف بالفن والتعبير الحقيقي”.

تتحرّك فاطمة الحمادي بين عوالم متباينة من دون أن تفقد بوصلة التعبير الذاتي. تجمع بين حساسية الألوان المائية، وانضباط الخط العربي، وحرية الغرافيتي، لتخلق لغة بصرية خاصة بها، لا تُشبه سواها.

 

 

الفنانة التشكيلية الإماراتية فاطمة الحمادي.

 

 

 

هي فنانة تؤمن بأن الفن ليس مهنة ولا وظيفة، بل حالة وجودية، تعيشها بصدق في كل لوحة، وكل حائط، وكل حوار. وبين جدران المرسم الصامتة وجدران الشوارع النابضة، تواصل الحمادي نسج سرديتها كفنانة إماراتية معاصرة، لا تخشى التجريب، ولا تنفصل عن جذورها.

 

 

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“حروف المعاني”.. تسليط الضوء على دقائق اللغة العربية وأسرارها

أقيمت في المكتبة الوطنية بدمشق، ندوة علمية بعنوان “حروف المعاني”، قدّمها الدكتور أيمن الشوا، ضمن سلسلة الندوات العلمية التي ترعاها وزارة الثقافة، والهادفة إلى تسليط ...