غصون سليمان
ما إن تخط الأقلام حبرها على صفحات التصحيح حتى يخرج من صدر الزمن هرم الواقع وعمق تلك المكاسب والإنجازات التي يصعب على المرء عدها وإحصاؤها والتي لطالما بنت وأسست وشيدت قلاعاً من الركائز والبنى التحتية في إطار استراتيجية الدولة القوية ..
فصروح التصحيح لايمكن لعاقل نكرانها كانت ومازالت وستبقى دعائم حقيقية مهما حاول الإرهاب والإجرام تخريبها وتدميرها والنيل منها من خلال حرب عدوانية قذرة شارك فيها أعداء الحضارة والحياة من كل أصقاع المعمورة.
سنوات من عمر الحركة التصحيحية المباركة أرست فيها دعائم الوحدة الوطنية ورسخت مفاهيمها عبر جوهر فكر حزب متجدد قولاً وفعلاً، وقائد حكيم مؤسس نهض بسورية على جميع المستويات حين جعل الإنسان مركز صدارة اهتمامها، فانصب جل اهتمام مسيرة الحزب على بنائه وإعداده ثقافياً وحضارياً ونضالياً، والنهوض بمستواه المعيشي وبالتالي لم تكن تلك الإنجازات العظيمة والجهود المضنية إلا من أجله وفي سبيل تقدمه وإسعاده ورفده بالطاقات والقدرات التي أهلته وتؤهله باستمرار لممارسة دوره المطلوب على جميع الصعد.
وكما ذكر القائد الخالد المؤسس حافظ الأسد أنه «كلما تحركت الحياة فالإنسان أدواتها من جهة، ومنطلقها وغايتها من جهة أخرى، وهو بالتالي أهم ما فيها، فإذا بني إنساننا البناء السليم وخاصة في عقله وإرادته فلا خوف من غزاة، ولا قلق من عدوان، ولاشك في امتلاك ناصية النصر».
إن ما قطعته سورية الثورة الحقيقية في مرحلة التصحيح على دروب التنمية وفي حقول الإعمار والازدهار كان كبيراً بالتأكيد وإلا لما استطاع المجتمع السوري تجاوز الكثير من الصعوبات والتحديات اليوم، حيث حقق قفزات نوعية فريدة صنعها أبناء الشعب بعزيمته وتصميمه، فأصبح يحياه واقعاً ويعيشها حياة.
وإذا ما تعمقنا بمنجزات التصحيح المجيد نجد كيف أبدع التعددية السياسية والاقتصادية وجسدها على أرض الواقع، ولاسيما أن تغيرات عالم اليوم باتت تنادي وتطالب بضرورة قيام التعدديات السياسية والاقتصادية، من هنا تأتي أهمية تكريس سورية الدولة للخطوات النوعية الرائدة في مجال البناء الداخلي، الاقتصادي، والسياسي، والاجتماعي، والثقافي وإقامة الديمقراطية الشعبية التي عشنا تفاصيلها وتجاربها وأدركنا أهميتها خلال السنوات العشر الأخيرة من عمر الحرب العدوانية الظالمة بكل مسمياتها في المؤسسات الدستورية والحكومية.
في الذكرى الثانية والخمسين لمسيرة إعجاز التصحيح كان للمؤسسة العسكرية حضورها الأبرز في تحصين الوطن والدفاع عنه بكل السبل والوسائل في مسيرة الكفاح والنضال ضد عدو شرس متعدد الأقطاب حاول الانتقام من عبقرية الانسان السوري عبر تاريخه الطويل وما حققه من إنجازات وقدرات جعلت من سورية دولة محورية على مستوى العالم، فهي الدولة العربية الوحيدة التي كانت ومازالت تقول»لا» لأمريكا وتدعم محور المقاومة وتفشل مشاريع الهيمنة والتقسيم وكما انتصرت في حرب تشرين التحريرية على كيان العدو الإسرائيلي الغاصب فهي تنتصر كل يوم على أدوات الإرهاب والمرتزقة المأجورين بفضل صمود وبسالة وتضحيات الجيش العربي السوري وشعبه وحكمة قيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي استطاع بصبره وذكائه ومحبة شعبه أن يضع حداً لأنواع الشرور المختلفة وتصحيح العديد من مسارات العمل وتوجيه الرؤى حيث يجب أن تكون إيجابية ومفيدة.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة