عقد د. احمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط وغرب آسيا ، مؤتمرا صحفيا عبر الانترنيت ، يوم 27 تموز الجاري ، بحضور عدد من المختصين في الأمراض الوبائية ، لفت الانتباه فيه إلى ازدياد الإصابات بمرض كورونا في 100 بلد مؤخرا , ولاسيما في إقليم شرق المتوسط ، (وهذا سبب المؤتمر) .
وأكثر ماحفزني للكتابة عن هذا الموضوع ، الجدول الرقمي الذي ترافق مع تلك الواقعة، بتوقيع المنظمة التي تستقي أرقامها من الدول التي تتحدث عنها .
وجاء في ذاك الجدول أن نسبة الحاصلين على اللقاح ضد مرض كورونا في سورية هي 10./. فقط ، علما أن النسبة العامة لدول الإقليم ( 22 دولة ) هي 45./. .
وثمة دول حققت نسبا عالية جدا (الإمارات العربية المتحدة 98./.)، وليس هناك أقل من نسب سورية والسودان والصومال المتماثلة، سوى اليمن 1./. فقط وأسبابه معروفة .
لعب التراخي في إجراءات الوقاية من المرض دورا في ظهوره بقوة مجددا.(لفتت مجلة لونوفيل اوبسرفاتور في عددها الأخير أنه منذ بداية تموز الجاري ارتفعت إصابات كورونا في فرنسا إلى 150000_200000 إصابة يوميا والتقت عالمين في الوبائيات أكدا على ضرورة حصول من هم فوق ال65سنة على الجرعة الرابعة.)
إن كورونا مرض خطير جدا ، قتل حتى الان 6,4 ملايين انسان في العالم ، وفي رأيي أنه موت لا مبرر له ابدا ، على الرغم من كارثيته ، وما خلفه من أوجاع والام واحزان وخسائر.
وفقدت سورية 3150 مواطنا من أبنائها به، وكان يمكن إنقاذهم لو حصلوا على اللقاح ، كان يمكن أن يمر مثل أي زكام أو كريب.
يؤكد د. المنظري ، أن لقاحات كورونا مدروسة بدقة وهي نتاج ابحاث عريقة جدا ، توصلت سابقا للقاحات ضد الانفلونزا بأنواعها المتعددة .
صحيح هي لا تحمي الجميع لأسباب تتعلق ببنيتهم وضعف الأجهزة المناعية لديهم ، لكن الثابت بالدراسات الميدانية لمنظمة الصحة العالمية ، أن من يحصل على لقاح كورونا ، فإنه حتى ولو أصيب بهذا المرض ، فإن إصابته ستكون : اولا:غير مميتة . ثانيا : لن تدفع به إلى المشفى وجرعات الأوكسجين.
وقيل في المؤتمر الصحفي : إن من أصيب بكورونا يجب أن يحصل على اللقاح .
لقد انقذ اللقاح ملايين الناس من الموت وهو متاح في سورية بيسر وسهولة ومجانا ، ومتوفر في المراكز الصحية ، ونسبة العشرة بالمئة لاتليق بنا كسوريين لأسباب كثيرة ، من أهمها : أننا أصحاب تجربة سابقة ناجحة أذهلت العالم في ثمانينات القرن الماضي ، عندما نجحنا بالتعاون مع (_اليونيسيف _منظمة الأمم المتحدة للطفولة )، باعتماد خطة إعلامية ناجعة أشرف عليها الأستاذ ياسين شكر ، مدير التخطيط في وزارة الإعلام آنذاك ،إذ قفزت نسب التلقيح العامة في سورية من 30./. إلى 93./. بما في ذلك شلل الاطفال ، وصولا إلى اجتثاث فيروس شلل الاطفال نهائيا من التربة السورية في العام 1995. وانخفاض وفيات الأطفال والرضع من 300بالألف قبل استخدام اللقاحات في سورية إلى 18./.بالالف .
ثانيا :وجود بنية تحتية صحية في سورية تساعد على تحصين من يشاء .، بنية قوامها المراكز الصحية والمشافي والعاملين الصحيين المدربين .
وإذ يجبر الناس على حماية أنفسهم من الموت ، فهذا قمة الأنسانية، وتندرج في هذا السياق إجراءات الدكتورة هتون طواشي مديرة الصحة المدرسية في وزارة التربية، التي طلبت من المعلمين والإداريين (وعددهم أربعمائةألف )، حمل بطاقة اللقاح معهم للتفتيش عليها ، وهي المعروفة بجديتها ومتابعتها .
اجراء يحمي بناة المستقبل وأعمدته .
(سيرياهوم نيوز1-الثورة31-7-2022)