هلا شكنتنا
يشير السرد الزمني إلى ترتيب الأحداث في القصة بالترتيب الذي حدثت به، وهو نوع من البنية السردية التي تتبع خطاً زمنياً، حيث يتم عرض الأحداث واحدة تلو الأخرى بالتسلسل الذي حدثت فيه في السرد الزمني، حيث تتكشف القصة بطريقة مباشرة السبب والنتيجة، مع بناء الأحداث بعضها على بعضٍ لإنشاء قوس سردي متماسك ومنطقي.
تقنية «الفلاش باك»
ودائماً يعتمد كتّاب الأعمال الدرامية طريقة سرد معينة في كتابة أعمالهم حيث يقومون بعرض القصة بشكل مرتب مراعين الترتيب الزماني للعمل وتماشيه مع الشخصيات، ومن المعترف عليه أن الكتّاب دائماً يلجؤون إلى تقنية «الإرتاج الفني» وهي التي تقوم بعرض بعض المشاهد من الماضي عبر عملية الخطف خلفاً أو مثلما يقال «الفلاش باك»، وعادة ما تستخدم تقنية «الفلاش باك» للرجوع إلى أحداث الماضي وذلك أثناء عرض الحلقة من أجل تفسير أحداث الحاضر في المسلسلات، ما يضفي على القصة مزيداً من العمق.
التعاطي مع الزمن
لكن على ما يبدو أن صنّاع الأعمال الدرامية هذا العام أصبحوا يتعاملون مع الزمن في الأعمال بطريقة مختلفة نوعاً ما، حيث أصبحوا يركزون على عرض بعض الأحداث قبل بداية شارة العمل، أو وضعهم لمشاهد سوف تحدث مستقبلاً في العمل رغبة منهم في جذب المشاهد ووضعه ضمن الإطار العام للحلقة ومجرياتها، وذلك أيضاً قبل بداية الشارة الغنائية للعمل.
الزمن الماضي بطرق مختلفة
وهذا التكنيك الذي بات يعمل على ربط الحلقات الدرامية مع الماضي أو الربط مع أحداث مستقبلية، شاهدناه في مسلسل «تاج» إخراج سامر البرقاوي ومسلسلي «مال القبان» إخراج سيف سبيعي و«ولاد بديعة» إخراج رشا شربتجي.
بين الماضي والحاضر
حيث شاهدنا أن الزمن الماضي في مسلسل «ولاد بديعة» قُدِم على مرحليتن، حيث ظهر الزمن الأول حينما عرضت مشاهد الشخصيات الثلاث في طفولتهم، والمرحلة الثانية كانت أثناء شبابهم، وفي بعض الحلقات كان الزمن يجتمع بحالتيه ضمن الحلقة الواحدة، وذلك بغية شرح الأحداث وربطهما لتوضيح الحالة الدرامية للشخصية في العمل.
العرض الزماني
كما لاحظنا في مسلسل «مال القبان» أن الزمن الماضي عرض قبل شارة العمل، حيث كانت تُكتب أحياناً عبارات معينة مثل «قبل عامين» للدلالة على الرجوع إلى الوراء قبل بدء الشارة.
جزء أساسي من الزمن
أما في مسلسل «تاج» فقد لاحظنا أن عرض الماضي جاء باللونين الأبيض والأسود وتم عرضه قبل الشارة أيضاً، كما استخدم صنّاع العمل في العديد من الحلقات عرض مشاهد من المستقبل، وذلك دلالة لاستباق الأحداث بمشهد سوف يعرض خلال الحلقة، وتم استخدام هذا الأسلوب بغاية جذب المتابع.
التعامل الجديد مع الزمن الماضي
وهذا الأسلوب الذي تم اتباعه في هذه الأعمال الدرامية الثلاثة خلال الموسم الدرامي لعام ٢٠٢٤، جعلنا في حالة تساؤلات عن اتباع مخرجي الأعمال لهذا الأسلوب في طرح الزمان في هذه الأعمال، وما فائدة استخدام هذه التقنية، وهل من الممكن أن تصبح أسلوباً إخراجياً يعتمد في جميع الأعمال الدرامية أم لها نوعية درامية معينة؟
مخرج «تاج» يوضح هذه التقنية
لذلك أحبت «الوطن» أن تتواصل مع المخرج «سامر البرقاوي» الذي تولى إخراج مسلسل «تاج»، الذي أوضح لنا سبب استخدامه لأسلوب وصل «الزمن الماضي مع الحاضر، في حلقة واحدة، قائلاً: «الفكرة من اللونية في المشاهد كانت واحدة من التقنيات التي حاولت استخدامها لتخرج المشهد من سياقه الزمني، إن كان مشهداً أو عدة مشاهد لها دلالة معينة اختارها الكاتب لتصنع بوصلة للحلقة مرتبطة أحياناً بعنوان الحلقة أيضاً، وذلك لكي تستطيع أن تعمل فرزاً عند المشاهد».
وأضاف المخرج «سامر البرقاوي» في حديثه، قائلاً: «وقمت باختيار هذا التكنيك لأنه مرتبط في ذاكرتنا بأن ما وصلنا من السينما بتلك المرحلة على الأقل كنا نشاهده بالأبيض والأسود، وهذا التكنيك كان بمنزلة ولوج للماضي بشكل سريع».
سيرياهوم نيوز1-الوطن