آخر الأخبار
الرئيسية » تربية وتعليم وإعلام » التعليم في سورية بين”العام”و”الخاص”:الواقع والنتائج والمطلوب

التعليم في سورية بين”العام”و”الخاص”:الواقع والنتائج والمطلوب

 

عدنان كامل الشمالي

شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في الإقبال على المدارس الخاصة في سورية، حيث يعتقد الكثير من أولياء الأمور أن هذه المدارس توفّر تعليمًا أفضل وتضمن التفوّق والنجاح الدراسي. لكن الواقع ونتائج الامتحانات الرسمية تؤكد أن هذه المعتقدات غالبًا بعيدة عن الحقيقة.

أظهرت النتائج أن المدارس الخاصة ليست أفضل من المدارس الحكومية، بل إن نسب التفوق كانت محصورة في المدارس الحكومية. ويعود ذلك إلى أن الكادر التدريسي في المدارس الحكومية يتمتع بخبرة وكفاءة عالية، حيث يمتلك المدرسون سنوات طويلة من الخبرة والمعرفة العميقة بالمناهج، مما ينعكس إيجابيًا على تحصيل الطلاب.
في المقابل، غالبًا ما تهتم المدارس الخاصة بالجوانب الجمالية والانضباط بين الطلاب أكثر من جودة التعليم نفسه. كما أن المدرّس الناجح في المدارس الحكومية غالبًا ما يستثمر وقته في تقديم دروس خصوصية ذات مردودية مالية أعلى مقارنة بالأجر المحدود الذي يحصل عليه في المدارس الخاصة، مما يجعله غير مضطّر للعمل في هذه المدارس. وهنا يظهر جليًا أن جودة التعليم لا تُقاس بمكان التدريس، بل بمدى قدرة المعلّم على إيصال المادة وتحقيق الفهم الحقيقي للطلاب.
ما ينقص المدارس الحكومية هو تحسين التعويضات للمعلمين، ما يحفزهم على تقديم أفضل ما لديهم، ومنحها صلاحيات أوسع لتطبيق القوانين والانضباط، لضمان عدم تأثير الكوادر المستهترة على جودة التعليم.
ومن أجل الوصول إلى صورة حقيقية عن مستوى التعليم الخاص، يمكن للحكومة تشكيل لجنة وطنية تضم خبراء مستقلين لتقييم المدارس الخاصة وفق معايير دقيقة، تشمل خبرة وكفاءة الكادر التدريسي، ومدى الالتزام بالمناهج كاملة، وقياس المستوى الحقيقي للطلاب عبر نتائج الامتحانات الرسمية واختبارات معيارية مستقلة، بعيدًا عن علامات المراحل الانتقالية التي غالبًا ما تُرفع في المدارس الخاصة ولا تعكس المستوى الحقيقي للطلاب، وذلك لأغراض دعائية. وعلى ضوء هذا التقييم، تُصنَّف المدارس الخاصة إلى متفوقة تستحق الدعم، أو متوسطة تحتاج إلى تطوير، أو ضعيفة تُلغى تراخيصها أو تُدمج في التعليم الحكومي، مع نشر النتائج سنويًا لضمان الشفافية وتمكين الأهالي من اتخاذ قرارات واعية.
*خاتمة
التعليم رسالة تبنى على المعرفة الحقيقية والمخرجات الدقيقة. فقط بالاهتمام بالواقع وتقييم الأداء بشكل مستمر، يمكن ضمان أن ينشأ جيل واعٍ، قادر على مواجهة تحديات المستقبل بثقة ومعرفة، ونحصن التعليم من أن يصبح أداة للربح على حساب جوهره وهدفه.
(موقع اخبار سوريا الوطن-2)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تكريم اوائل شهادة التعليم الأساسي في محافظة طرطوس

  كرّم مدير التربية والتعليم في محافظة طرطوس الأستاذ مهند عبد الرحمن يوم امس الطلاب الأوائل في شهادة التعليم الأساسي بكافة مدارس المحافظة، حيث هنّأهم ...