التغير المناخي يهدد الخصوبة عند الرجال!

يشير علماء الأحياء إلى أن جودة الحيوانات المنوية لدى الرجال تنخفض بشكل تدريجي حول العالم، وهذا يشكل تحديا كبيرا للصحة الإنجابية والتناسلية. ويعمل العلماء بجدية على العثور على حلول لهذه المشكلة الحساسة والمحرجة التي يخجل العديد من الناس من مناقشتها.

كما أظهرت الدراسات إلى أن العقم  عند الرجال يصيب حوالي نصف حالات العقم الكلي في العالم، ويؤثر على نسبة 7 في المائة من الذكور. ومع ذلك، فإن قضية العقم لدى الرجال لا تحظى بمستوى كافٍ من الاهتمام والتوعية، وهذا يرجع جزئياً إلى العوامل الاجتماعية والثقافية التي تمنع الناس من مناقشة هذه المشكلة بشكل علني. وعندما يعاني الرجال من مشاكل في الخصوبة، فإنهم في الكثير من الأحيان يختارون الصمت بدلاً من طرح المسألة.

وعلى الرغم أن مشكلة العقم لدى الرجال تزداد بشكل مستمر، ويُثبت أن عدة عوامل، بما في ذلك التلوث، تؤثر على جودة الحيوانات المنوية، مما يمكن أن يتسبب في عواقب وخيمة على الصعيد الفردي والاجتماعي.

حيث كشفت آخر الأبحاث أن  هناك تراجعا كبيرا في نسب الحيوانات المنوية التي تكون في السائل المنوي لدى الرجال عند القذف، بلغت نسبته 51 في المئة خلال الخمسين عاما الماضية.فقد وجد الباحثون أن المتوسط الحالي لعدد الحيوانات المنوية في كل مليلتر من السائل المنوي هو 49 مليون، بينما كان هذا العدد 101 مليون في سبعينيات القرن الماضي. وهذا التراجع المستمر في جودة الحيوانات المنوية يمثل خطراً كبيراً على الصحة الإنجابية للرجال.

أسباب تراجع الخصوبة عند الرجال

• التغير المناخي عامل يهدد الخصوبة

يمكن أن يؤثر تغير المناخ سلباً على خصوبة الرجال، حيث تشير العديد من الدراسات إلى أن الحيوانات المنوية تتأثر بشكل خاص بتغيرات درجات الحرارة. وقد لوحظ أن موجات الحرارة تلحق الضرر بالحيوانات المنوية لدى الحشرات، وهناك تأثير مماثل على البشر. أظهرت دراسة حديثة أجريت في عام 2022 أن ارتفاع درجات الحرارة – سواء بسبب الاحتباس الحراري أو العمل في بيئة حارة – يؤثر سلباً على جودة الحيوانات المنوية لدى الرجال.

• السمنة

الوزن الزائد يرافق تغييرات تؤثر بشكل سلبي على جودة الحيوانات المنوية. يؤدي تراكم الدهون في الأنسجة الشحمية إلى إفراز مواد مسببة للالتهابات، والتي تؤثر على هرمون التستوستيرون، وهو أحد الهرمونات المهمة في إنتاج الحيوانات المنوية.

• تعاطي مواد ضارة

تتشارك الكحول والتبغ والسجائر الإلكترونية والحشيش والكوكايين والستيرويدات الابتنائية (المنشطات التي تحتوي هرمون التستوستيرون) في أنها تؤثر سلباً على صحة الأمشاج الذكرية.

• الأمراض المنقولة جنسياً

الأمراض المنقولة جنسيا يمكن أن تؤثر على صحة الأمشاج الذكرية. على سبيل المثال، الكلاميديا والسيلان، التي تسببها البكتيريا، يمكن أن تسبب التهابا في البربخ. والبربخ هو الأنبوب الملفوف في أعلى الجزء الخلفي من الخصية، والذي يتحمل مسؤولية تخزين الحيوانات المنوية ونقلها، وتعرضه لأي إصابة يشكل خطرا على صحة الأمشاج.

• وضع الكمبيوتر على الحضن

  وضع الكمبيوتر المحمول على الحضن يمكن أن يؤثر سلباً على خصوبة الذكور، حيث يجب أن تكون درجة حرارة الخصيتين أقل من درجة حرارة باقي الجسم بدرجة مئوية أو درجتين، وقد أظهرت دراسات منشورة خلال العقد الماضي أن استخدام الكمبيوتر المحمول بوضعه على الحضن يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الخصيتين بسبب ارتفاع درجة حرارة بطارية الجهاز، مما يزيد من خطر تلف الحيوانات المنوية.

• مسببات اضطرابات الغدد الصماء

  تعتبر المواد المسببة للاضطرابات الهرمونية والتي تسمى أيضاً بـ “مسببات اضطرابات الغدد الصماء” من أهم العوامل المؤثرة في تراجع الخصوبة لدى الرجال. وتشمل هذه المواد ملوثات الهواء والبلاستيك ومبيدات الآفات الزراعية.

تحتوي هذه المواد على جزيئات مشابهة للهرمونات الطبيعية في جسم الإنسان، مما يسمح لها بالاندماج في مستقبلات الخلايا وتعطيل العمليات الهرمونية الطبيعية. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن بعض هذه المواد يؤثر بشكل خاص على خصوبة الذكور.

حلول لحماية جودة الحيوانات المنوية

تزداد الدعوات لتوعية الجمهور حول قضية عدم القدرة على الإنجاب لدى الرجال، وكيفية الوقاية والتشخيص والعلاج.

يُعتبر ممارسة الرياضة وتبني نظام غذائي صحي بداية جيدة، حيث تم ربطهما بتحسين جودة الحيوانات المنوية.

تنصح الأستاذة المساعدة والباحثة البيطرية بلانشارد بالاختيار الحكيم للأطعمة العضوية والمنتجات البلاستيكية الخالية من مادة بيسفينول A ، وهي مادة كيميائية يتم ربطها بشكل وثيق بمشاكل الخصوبة لدى الذكور والإناث.

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم