جمال الشيخ بكري
الحياة التي نعيشها، ورغم الظروف القاسية التي تواجهنا، ومهما ضاقت الأحوال وسدت الطرق التي نسلكها، لا بد أن نتمسك بخيوط أملها، ولو كانت خيوطاً فبالأمل والتفاؤل نحيا حياة سعيدة.
فلولا الأمل ما رفرف الطير بالأعالي، ولما قال الناس مقولتهم الشهيرة “إن شاء الله بكرا أحلى” فالناس بفطرتهم متمسكون بالأمل والتفاؤل والقول الحكيم “تفاءلوا بالخير تجدوه”.
فعكس التفاؤل التشاؤم، وهذا الأخير يولد الإحباط والحالة النفسية المتوترة، ولولا الأمل لبطل العمل، وكلنا يرغب ويحب ويتمنى أن يعيش عمراً أطول وحياة سعيدة ورغيدة لكن هذه الرغبة تحتاج إلى أهم وصفة تجعلنا نتفاءل وهي وجود الصحة التي تتجسد فينا لأنها المنطلق لنعمل ونسعى ونجتهد ليكون غدنا أحلى وأرحب وأميز والمطلوب منا أكثر أن نشكر الله على نعمه العديدة، الصحة والقوة والنشاط وهنا نقول إن شكر النعمة يكون بالعمل والإنتاج وبذل أقصى الطاقات لنكون أفضل في كل شيء.
وهنا تبدأ مرحلة التفاؤل والشعور بالسعادة، ومهما كان عمرنا قد بلغ فيجب أن نتوثب وننطلق، وأمثلة ذلك كثيرة، فكم نشاهد فلاحاً تجاوز عمره الثمانين ونراه يزرع ويحصد دون كلل أو ملل ونلحظه متفائلاً بأنه ينتج وروح الشباب في محياه.
وفي الواقع هذا التفاؤل يؤخر الشيخوخة والشعور بالوهن والضعف وكم نشاهد العشرات من المعمرين في الحدائق والملاعب يمارسون رياضة المشي بكل همة ونشاط ونفوسهم منتعشة وملأى بالفرح والتفاؤل وإن الإنسان كلما تابع أعمالاً فيها التفاؤل كالقراءة والابتسامة أو أي نشاط فكري نجده نشيطاً ومثابراً عليه، فإننا نتنسم فيه روح الشباب وبالتالي نراه يعطيناً دفعاً معنوياً لنكون أقوى وأمنع فالحياة إن أردناها سعادة، فعلينا أن نتفاءل أكثر فلا حياة للمتواكلين والكسالى والذين نراهم دائماً متشائمين والكآبة تملأ وجوههم، فحياتهم مملة ومتعبة ونراها في وجوههم وتصرفاتهم.
وختاماً أضيف لا بد من معاشرة الآخرين ومجالستهم وتبادل التجارب الحياتية معهم فذلك يعطي جرعة من التفاؤل الذي يجعل حياة المسن وحياتنا فيها الحيوية والنشاط الذهني والحركي، وكل ذلك يساهم في تأخير الشيخوخة، وكل عمر له جماليته وحلاوته فما أجمل الحياة التي نعيشها فهي تحتاج منا الابتهاج والفرح والتفاؤل لأننا نحتاج إلى ابتسامة حانية تملأ قلوبنا سعادة.. وعودة على بدء.. التفاؤل يؤخر الشيخوخة ويبعث الأمل.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة