ثمة قول شائع، إن التكنولوجيا ليست جيدة ولا سيئة في ذاتها، وإن الأمر يتوقف على كيف يستخدمها الناس.
فالتكنولوجيا التي تضمن حماية خصوصية الناس مثلاً، هي التكنولوجيا نفسها التي يمكن استخدامها لأعمال غير شرعية.
وإن التكنولوجيا الأولى التي امتلكها البشر، قد تكون النار، التي يمكنها أن تطهوَ طعامك،
ويمكنها أيضاً أن تحرق القرية التي في الجوار.
وفيما يأتي قائمة لمبتكرات ومخترعات ابتُدِعت من أجل عالم أفضل، أو على الأقل من أجل تسهيل العيش، ثم حُوِّلت إلى أدوات للأذية.
الزيكلون /ب/ هذا السم الذي اشتُهر باستعماله في معسكرات الموت النازية، كان في البداية مبيداً للحشرات ومطهراً.
المادة الفاعلة في الزيكلون (ب)، هي سيانيد الهيدروجين، التي فشل استخدامها سلاحاً كيميائياً في الحرب العالمية الأولى.
وحين جرى تطويره في عشرينيات القرن العشرين، اكتسب رائحة، ولذا صار آمَناً في الاستخدام.
ثم صار وسيلة منتشرة في مكافحة آفات زراعية في بساتين الحمضيات، وإزالة القمل من الملابس والشراشف.
الطباعة ثلاثية الأبعاد
هذه التكنولوجيا الحديثة، التي دُعيت بالثورة الصناعية الثانية، قادرة على صنع أي شيء بالأبعاد الثلاثية، ويكفي لذلك أن تكون لديك صورة رقمية ثلاثية الأبعاد للشيء المزمع صنعه.
وقد استُخدمت الطباعة ثلاثية الأبعاد لصنع أعضاء طبية بديلة، مثل عظمة الفك، أو عظم الجمجمة، أو حتى الآذان.
لكن هذه التكنولوجيا نفسها التي يمكن الاستفادة منها للطب، أو لصنع تماثيل صغيرة أو أي شيء آخر، استُخدمت أيضاً لصنع سلاح، فقد انتشر فيديو لأول مسدّس مصنوع بالطباعة الثلاثية الأبعاد.
الديناميت
اخترع ألفرد نوبل الديناميت أصلاً، للحصول على مفجّر قوي، يُستخدَم في التعدين والحفائر، فجعل حفر الأنفاق لخطوط السكة الحديد فجأة أسهل بكثير مما كان في الماضي، لكن سهولة انتشار المادة التي سميت ديناميت، جعلت منها أسلحة مفضّلة لدى إرهابيي ذلك العصر.
برنامج «تور» الرقمي
طُوِّر برنامج «تور الرقمي سنة 2002م، وهو يشوّش السكك في الشبكة الدولية الإنترنت، ويحمي خصوصية مستخدميه إلى حد بعيد، ذلك أنه يزيل البصمات الرقمية من على الشبكة. غير أن البرنامج يستطيع التستر على نشاط إجرامي أيضاً، فقد تم بواسطته الدخول إلى مواقع تتاجر بالأسلحة وممنوعات أخرى.
الكمبيوتر
اخترع هرمان هوليريث سنة 1884م آلة الجدولة, وقد أتاحت هذه المجدوِلة لمكتب الإحصاء الأمريكي إنجاز إحصاء سنة 1890م في غضون سنة، فيما كان الإحصاء يستغرق ثماني سنوات لإنجازه.
وقد أحدثت آلة هوليريث العاملة بالبطاقات المثقبة التي تحوي معلومات، ثورة حقيقية في خزن المعلومات وكانت بداية عصر الكمبيوتر الحديث، وقد أسس هوليريث شركة آلة الجدولة التي صارت فيما بعد: آي بي إم.
في سنة 1930م، نقلت «آي بي إم»، بواسطة فرعها الألماني، أحدث ما كان لديها من مجدوِلات، إلى الرايخ الثالث، الذي أتاح للدولة النازية حفظ معلومات عن المواطنين الألمان.
صبغة الفوسجين
كان الفوسجين، وهو غاز عديم اللون، كريه الرائحة، مادة لصنع الصبغات، في البدء، أي في القرن التاسع عشر، وهو لا يزال إلى الآن من المواد المهمة المستخدمة في الصناعة.
وقد سبق بذلك البوليريتين, وفي الحرب العالمية الأولى، استُخدم على نطاق واسع، غازاً ساماً.
غوغل إيرث
مَنْ منَّا لم يستخدم خريطة «غوغل» من أجل العثور على عنوان ما، أو لإلقاء نظرة من أعلى، على مكان مألوف لديه من الأرض، لكن المشكلة أن هذه الخرائط الجوية، يمكن أن تفيد إرهابيين أيضاً، فقد استخدمت في عدة هجمات حول العالم.
البرمجيات الحاسوبية
اختُرِعت البرمجيات الحاسوبية من أجل المساعدة في تنظيم الملفات والتسريع في الحساب وما إلى ذلك من أوجه الاستخدام المتعددة.
لكن بعض التقنيّات المتطوّرة مكّنت التقنيّين من أن يتسللوا إلى أي كمبيوتر، وهم جالسون في مكاتبهم، دونما حاجة إلى أن يكون حاسوبك أمامهم، وقد صارت تقنيات التسلل هذه أداة شغل لقراصنة الكمبيوتر، الذين لا يكتفون بالدخول إلى الملفات، بل يتحكّمون بكل ما له علاقة بالكمبيوتر.
الطائرات بلا طيار
منذ عقود، كان كتّاب القصص الخياليّة يتصوّرون يوماً تخدم فيه الروبوتات البشر، فالروبوتات تصنع كل شيء، من السيارات إلى الكمبيوترات، لكن الروبوتات، ولا سيما الطائرات بلا طيار (المسماة درون) تحوّلت كذلك إلى أسلحة فتاكة، تقتل البشر، وتسعى دول عديدة في تطوير هذا السلاح، حتى إن الأمم المتحدة دعت إلى حظره.
سيرياهوم نيوز 2_الثورة