آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » التمديد لستولتنبرغ أميناً عاماً: واشنطن تلفلف الخلافات «الناتوية»

التمديد لستولتنبرغ أميناً عاماً: واشنطن تلفلف الخلافات «الناتوية»

| سعيد محمد

لندن | مجدّداً، اتفقت الدول الأعضاء في «حلف شمال الأطلسي» (الثلاثاء) على تمديد ولاية الأمين العام الحالي للحلف، ينس ستولتنبرغ، لعام آخر حتى 30 أيلول 2024، بعدما مُدّد للأخير أيضاً العام الماضي مع مرور شهر على انطلاق الحرب الروسية – الأوكرانية. وسيُصادق أعضاء «الناتو»، رسمياً، على التمديد خلال قمّتهم في العاصمة الليتوانية فيلينوس الأسبوع المقبل. وكان من المقرّر أن يتنحى ستولتنبرغ، رئيس الوزراء النرويجي السابق، الذي يتولّى منصبه منذ تشرين الأول 2014، مع نهاية أيلول من العام الحالي، لكن الدول الأعضاء البالغ عددها 31، توافقت بشكل مفاجئ هذا الأسبوع على تمديد آخر له هو الرابع له على التوالي، بعد التمديد له في عام 2017 حتى أيلول 2020، وتالياً في عام 2019 لغاية أيلول 2022، وثالثاً في 2022 حتى أيلول 2023. وبذلك، تكون فترته ثاني أطول ولاية بعد وزير الخارجية الهولندي السابق، جوزيف لونس، الذي أمضى ما يقرب من 13 عاماً على رأس الحلف منذ عام 1971. ويُعتبر منصب الأمين العام لـ«الناتو» أرفع منصب مدني في الحلف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، وتُناط بشاغله رئاسة جميع اللجان الرئيسة المسؤولة عن توجيه المناقشات، والتنسيق بين الدول الأعضاء في عملية صنع القرار، والسهر على ضمان تنفيذ القرارات المتَّخذة، إضافة إلى دوره الرمزي كمتحدّث وممثل لدى الدول والمؤسسات الدولية الأخرى، وهو يعيَّن بتوافق جميع الدول الأعضاء مرّة كل أربع سنوات، لكن التمديد أمر وارد أيضاً عند الحاجة.

وبحسب مطّلعين، فإن التمديد الجديد جاء بدفع من واشنطن التي أرادت تجنّب حدوث خلافات بين الدول الأعضاء في خضمّ الحرب التي يخوضها الحلف ضد روسيا، بعدما كثر المرشحون الرسميّون والمفترضون، وظهرت إشارات إلى تفاوتات بين أطراف «الناتو» بهذا الخصوص. وبرّر الأميركيون موقفهم بضرورة تجنّب تغيير القيادات أثناء سير المعركة، وهو ما لم تُشر إليه واشنطن عندما تعدّدت زيارات المرشحين إليها، وخصوصاً أنه يستبطن اعترافاً بدور الحلف في المنازلة الجارية على الأراضي الأوكرانية. وبعدما أعلن ستولتنبرغ (64 عاماً)، عدّة مرات، أنه «لا يسعى» للبقاء في المنصب، قال تعليقاً على قرار التمديد في بيان: «يشرّفني قرار حلفاء الناتو تمديد فترة ولايتي كأمين عام»، وأضاف: «لقد ضَمنت هذه الرابطة عبر الأطلسي بين أوروبا وأميركا الشمالية حريتنا وأمننا لما يقرب من 75 عاماً، وفي عالم اليوم الأكثر خطورة، أصبح تحالفنا العظيم هذا أكثر أهمية من أي وقت مضى».

تشمل أولويات ستولتنبرغ تعزيز موقف الحلف عسكرياً في أوروبا الشرقية

من جهته، أشاد البيت الأبيض، في بيان، بـ«خبرة ستولتنبرغ وحكمته، وقيادته الثابتة لتحالفنا عبر أهم التحديات التي واجهها الأمن الأوروبي منذ الحرب العالمية الثانية»، في إشارة إلى الدور الذي لعبه الأمين العام في تنسيق مواقف الدول الأعضاء دعماً لتوجّهات القيادة الأميركية في ما يتعلّق بالصراع الروسي – الأوكراني. وهنّأت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، بدورها، ستولتنبرغ، قائلة إن مهاراته القيادية كانت «أساسية» في تعظيم قوة الحلف، فيما قدّم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، تبريكاته في مكالمة هاتفية، معلناً أنه «يتطلّع إلى مواصلة تعاوننا المثمر. أمّا رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، فقال إنه «يتطلّع إلى الاستمرار» في العمل مع الأمين العام الحالي «الذي تطوّر في عهده حلف الناتو لمواجهة التهديدات الجديدة».
ومع ذلك، فإن تصريح سوناك لم يخفِ شعوراً بخيبة الأمل في لندن من القرار الذي اضطرّت الأخيرة مرغمة للقبول به، بعدما كانت تسعى لتعزيز مكانتها العالمية إثر خروجها من عضوية الاتحاد الأوروبي، بطرح اسم وزير دفاعها، بين ولاس، علناً، لخلافة ستولتنبرغ، ومحاولتها بناء توافق حوله. إلّا أن فرنسا لم تكن ميّالة إلى هذا الخيار، فيما توافقت مجموعة الدول الاسكندنافية (النرويج والدنمارك والعضو الأحدث فنلندا) على دعم ترشيح ميتي فريدريكسن، رئيسة وزراء الدنمارك، وتحفّظت دول الكتلة الشرقية السابقة، ولا سيما بولندا، على تولية أمين عام جديد ينحدر من اسكندنافيا بعد فترة ولاية النرويجي ستولتنبرغ الطويلة، وولاية سلفه الدنماركي أندرس فوغ راسموسن، وأعلنت تطلّعها إلى تنصيب شخصية من مجموعة دول البلطيق، مثل رئيس وزراء إستونيا، كاجا كالاس، لتأكيد التزام الحلف بالدفاع عن خاصرته الشرقية الرخوة. ومن بين الأسماء التي تمّ تداولها أيضاً، رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، فيما رغبت دول أخرى في تغيير نهج تعيين رجال بيض آتين من الشمال الأوروبي في المنصب، وتسليم المهمة هذه المرّة لسيدة.

وأمضى ستولتنبرغ معظم الأشهر الـ18 الماضية في نشاط محموم للحفاظ على خيط رفيع بين حثّ الدول الأعضاء على تقديم دعم عسكري لنظام كييف، وبين تجنّب تورّط «الناتو» في صراع مباشر مع روسيا، القوة النووية الأولى في العالم. كما لعب دوراً شخصياً في التحاق فنلندا بعضوية الحلف، لكنه لا يزال يواجه تمنّعاً تركياً لانضمام السويد. وتشمل أولويات ستولتنبرغ الأخرى تعزيز موقف الحلف عسكرياً في أوروبا الشرقية، وإعادة موضعته استراتيجياً كمظلّة غربية لردع الغريم الروسي بعد سلسلة عمليات خارج هذا الإطار، تَمثّلت في غزوات أميركية جانبية لأفغانستان والبلقان وليبيا وغيرها. ويتعيّن عليه أيضاً أن يصوغ استراتيجية «الناتو» بشأن الصين، والتعاون مع الدول الخاضعة للنفوذ الغربي في الجوار الصيني مثل اليابان وكوريا الجنوبية التي تشعر بالقلق إزاء تصاعد القوة العسكرية الصينية. كذلك، تنتظره إدارة العلاقة مع فرنسا، الحليف الأساسي الذي لديه طموحات إلى تطوير دفاع أوروبي ذاتي تقوده باريس وبرلين.

 

سيرياهوم نيوز3 – الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الرئيس الإيراني يدعو بابا الفاتيكان لحث زعماء العالم للوقوف بوجه جرائم “إسرائيل”

  فرانسيس الثاني أنّ إيران مُستعدّة للتعامل البنّاء مع الفاتيكان من أجل تعزيز السلام والعدالة في العالم.     أكّد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، اليوم ...