آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » التنمر المدرسي ..حالة لنوع من الخلل الانعكاسي

التنمر المدرسي ..حالة لنوع من الخلل الانعكاسي

ميساء العجي:
تعد ظاهرة التنمر ظاهرة قديمة جديدة وموجودة في كل الأماكن والبيئات من مدارس وعمل وحتى إننا اليوم بتنا نجدها ضمن وسائل التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى البيئة المدرسية التي لها خصوصية كبيرة من ناحية اكتظاظ أعداد الطلاب واختلاف بيئاتهم الأمر الذي جعل منها مرتعا للتنمر بشكليه الجسدي واللفظي
وفي التعريف العلمي للتنمر المدرسي تقول المرشدة النفسية هيام إبراهيم أن التنمر هو حالة انعكاسية إسقاطية لنوع من الخلل النفسي عند الطفل سببه غياب مصادر القوة الشخصية أو ثقة الطفل بنفسه و عدم قدرته على تحكمه بذاته عند تعرضه لأي سلوك عدواني ٠
*عناصره
يرتكز التنمر على ثلاثة عناصر أساسيةحسب رأي ابراهيم وهي المستقوي، والمستقوى عليه، والسلوك المتكرر، فيختار المتنمر ضحيته أقل قوة منه ولديها عيب أو صفة معينة تختلف فيها عن زملائها الآخرين ويعمل على ملاحقتها باستمرار كما يحاول أذيتها بأي مكان يجدها فيه سواء في الباحة أو الممرات أو في الصف ٠
* تبدأ من الأسرة
وفي هذا السياق تبين إبراهيم أن التنشئة الأولى للطفل لهادور كبير في التنمر سواء على الطفل المتنمر أو الطفل ضحية التنمر ، فعندما ينحدر الطفل من بيئة أسرية تعاني من كثرة الخلافات بين بعضها البعض سواء الأب والأم والأبناء وفي حال تتعرض الأم للتعنيف الزائد أمام أعين أبنائها وتتم ممارسة العنف الزائد بين الأخوة أيضا في حال الدلال المفرط للطفل فإن ذلك كله يجعل منه إلما ضحية تنمر أو متنمر ومن المؤكد أن هذا كله سيؤثر على سلوكه في المدرسة ففي حال كان معنف لدرجة لا يستطيع رد الأذى عنه فإنه سيمارس هذا العنف على أصدقائه بالمدرسة ،
اما في حال كان من الأطفال المحاطين بالكثير من الاهتمام الزائد والتحصين الزائد فإن هذا سيجعل منه طفلا ضحية للتنمر لا يستطيع ولا يعرف كيف سيتواصل مع هذا السلوك الجديد عليه وهو التنمر وسيبقى يعاني في حال كان من الأطفال الخجولين الذين ليس لديهم علاقات ولا يعرفون الاختلاط كثيرا لذلك تؤكد إبراهيم وجوب إبعاد الطفل عن الخلافات الأسرية والعمل على تعزيز ثقته بنفسه والتركيز على مصادر قوته وإكسابه مهارات حياتية جديدة عندما نجده ضحية التنمر٠
وعن ماهية الأدلة والعلاقات التي تشير على تعرض الطفل للتنمر المدرسي؟
تذكر المرشد النفسية أن هناك علامات تدل على تعرض الطفل للتنمر منها؛ كدمات جسدية أو من خلال ملابسه بالإضافة إلى العنف اللفظي فيصبح الطفل متوتر قلق وفي بعض الأحيان يبدأ بالانسحاب من الأنشطة الاجتماعية أو من مجموعات اللعب وقد تتطور الأزمة لديه فلا يعد يرغب بالذهاب إلى المدرسة ويعتبرها بيئة غير آمنة بالنسبة له ٠
ومن نتائج التنمر أيضا تراجع مستواه الدراسي ٠
* دور الأهل
ونوهت إبراهيم أنه في حال علم الأهل بوقع التنمر على ابنهم أو كان هو المتنمر هنا يجب عليهم التدخل وبشكل سريع فيقومون بدعمه نفسيا ومدحه باستمرار وتعزيز ثقته بنفسه ومشاركته بمهارات ضمن المنزل تساعده على الدفاع عن نفسه مع الانتباه على عدم تعليمه رد الإساءة بالإساءة وهذا سيزيد من تنمره مستقبلا كما يجب على الأهل والأخوة بالذات ألا يكونوا متنمرين حتى لا ينشؤوا طفلا متنمرا في المستقبل حيث التنمر سلوك مكتسب يكتسبه الطفل ضمن البيئة الموجود فيها سواء أسرته ومن ثم مدرسته لذلك يكون هذا الطفل ضحية ظروف أسرية واجتماعية أدت به إلى هذا الحال.
أما الحل برأيها أنه على الأهل أن يتواصلوا مع المدرسة والمرشد النفسي التربوي والعمل على وضع خطة إرشادية علاجية يستطيع من خلالها حل المشكلة ومتابعة حالة الطفل، كما يتوجب على الأهل إن يسألوا ويتابعوا ابنهم في كل صغيرة وكبيرة حدثت معه ، ويتناقشون في كل شيء دون ترك تربيته للتلفزيون أو الشارع أو الانترنت.
أيضا يجب على الأهل التواصل مع الكادر التدريسي و إخبارهم بكل شيء حتى يكون التدخل إيجابيا من قبل المدرسة ومن قبل الأهل معا كي يتمكن الطفل التخلص من هذه المشكلة والعودة إلى حياته الطبيعية ٠

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...