آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » التّجارةُ شَطارةْ! 

التّجارةُ شَطارةْ! 

 

| أحمد يوسف داود

 

 

في غَفلةٍ، وبأسلوبٍ غَيرِ مَسبوقْ بادرَ كثيرٌ منَ كبارِ المُتَمَوّلينَ – من مُحافظةِ طرطوس وربّما من سواها أيضاً – إٍلى شِراءِ الكَثيرِ من زَيتِ الزّيتونْ، بعدَ القَطافِ بِفَترةٍ يُمكنُ وَصفُها بالوَجيزةْ، بِسعرٍ مابَينَ ثَلاثِمئةٍ إلى ثلاثِمئةٍ وخَمسينَ ألفِ ليرةٍ لِلتّنَكةِ الواحدَةْ، وهي تَتّسعُ لِستّةِ (أَرطالٍ ونِصفِ الرّطلْ)، ولم يَكدْ يَمُرُّ عَلى ذلك شَهران أو أقلَّ عُموماً حتى بَدأتِ الأَسعارُ بالتّقافُزِ لجُملَةِ أَسبابٍ كانَ المُشتَرونَ يًعرفونَها أَو يقدّرونَ حَتميّةَ حُدوثِها، ربّما بإشاراتٍ من شركاءٍ لهم في مَفاصِلَ سُلطويّةٍ تشاركُ في رَسمِ ماسَيَجري!. وسَرعانَ ماراحَ ثمنُ التّنَكةِ يَتَقافزُ حتى اقتربَ سِعرُها من مليونٍ ونِصف المليونْ ليرةْ في فَترةٍ لاتَتَجاوزُ أربعةَ أَشهرٍ أَو خَمسةٍ على أَبعدِ تقديرْ، ولا أَعرِفُ إلى أينَ قد وصلتْ أَسعارُ التّنَكةِ الآنْ، ويبدو لي أَنَّ مَنْ لم يَبيعوا ماعادوا يَجِدونَ حالِيّاً أيَّ مُشتَرٍ لِما لَدَيهم من زَيتْ، رَغمَ حاجتِهِمُ المُلِحَّةُ للبَيعْ!.

قُلتُ (لٍصَديقٍ) زارني – تعقيباً على الخبر -:

– لكنَّ الزيتَ عِندَنا تَبلغُ نِسبةُ الدّسمِ فيه 18 أو أكثر قليلاً، ومن يشترونَ الزيتَ في الخارج يُريدونَ هذه النّسبَةْ 16 فقط، كما أعلم!.

فنَظرَ إليَّ وقد عَلتْ ثَغرَهُ بَسمَةُ إِشفاقٍ، رُبّما من غبائي أو سَذاجَتي، وقالَ لي:

وهل تَخفيضُ النِّسبةِ مُشكِلة ونحن في القَرنِ الحادي والعِشرينْ ياأُستاذْ؟!.

وبِجوابِهِ هذا كأنّما كانَ قد ألْقَمَني حَجَراً فَصمَتُّ مُطرقاً خَجِلاً من غَبائي.. ومازِلتُ صامِتاً حتى هذهِ اللَّحظةِ إِشفاقاً على نَفسي، لكنّني اقتَنعْتُ أَخيراً بأَنْ أعتَرفَ بأَنَّ لِكلِّ زمنٍ رِجالَهْ، وبأًنَّ زَمنَ أَمثالي قدِ انقَضى وَفاتْ، بِكامِلِ غَبائِهِ التِّجاريِّ الفاضِحْ، أولم يُقَلْ قَبلَنا بِما لا يمكِنُني تَقديرُهُ منْ أَزمِنَةْ: (التِّجارةُ نِصفُها شَطارَةْ)؟!.

(سيرياهوم نيوز3-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

من التشجيع إلى (التعجيز)!

  غانم محمد   التحوّل إلى الطاقات المتجددة عنوان كبير، وتوجّه مهمّ رغم صعوبة امتلاك مقومات هذا الأمر لدى النسبة الأكبر من الناس العاديين، بسبب ...