آخر الأخبار
الرئيسية » شخصية الأسبوع » الثائر العالمي تشي غيفارا

الثائر العالمي تشي غيفارا

وُلد إرنستو “تشي” غيفارا دي لا سيرنا في روساريو، الأرجنتين، عام 1928، في عائلةٍ من الطبقة المتوسطة وعانى من الربو في شبابه، لكنه كان لا يزال قادرًا على اعتبار نفسه رياضيًّا. كما تشرّب الرؤى السياسية اليسارية لأسرته وأصدقائه، وأصبح خلال فترة مراهقته ناشطًا سياسيًا، وانضم إلى جماعةٍ عارضت حكومة خوان بيرون.

بعد تخرجه من المدرسة الثانوية مع مرتبة الشرف، درس غيفارا الطب في جامعة بوينس آيرس، ولكن في عام 1951 غادر الكلية للتجوال في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية مع صديقٍ له.

وكان لظروف المعيشة السيئة التي شهدها في رحلتهما التي استمرت تسعة أشهر أثرٌ عميق على غيفارا. عاد إلى كلية الطب في العام التالي، وكانت نيته توفير الرعاية للمحتاجين. حصل على الشهادة في عام 1953.

مع ازدياد اهتمام تشي غيفارا بالماركسية، قرر التخلي عن الطب، معتقدًا أن الثورة فقط يمكن أن تحقق العدالة لشعب أمريكا الجنوبية. في عام 1953 سافر إلى غواتيمالا، حيث شهد الإطاحة بحكومتها اليسارية .

بحلول عام 1955، كان غيفارا متزوجًا ويعيش في المكسيك، حيث التقى الثوري الكوبي فيديل كاسترو وشقيقه راؤول، اللذان كانا يخططان للإطاحة بحكومة فولغينسيو باتيستا. عندما نزلت قواتهما المسلحة المعدودة في كوبا في 2 كانون الأول/ ديسمبر 1956، كان غيفارا معهم وبين القلة التي نجت من الهجوم الأول. على مدى السنوات القليلة التالية، أصبح تشي مستشار رئيسي لكاسترو وقائدًا لقوات العصابات المتنامية في هجماتها على نظام باتيستا المنهار.

وفي كانون الثاني/ يناير 1959 سيطر فيدل كاسترو على كوبا وعيّن غيفارا مسؤولًا عن سجن لاكابانيا ، كما عيّن في وقتٍ لاحق رئيسًا للبنك الوطني ووزيرًا للصناعة، وقام بالكثير لتحويل البلاد إلى دولةٍ شيوعية.

في أوائل الستينيات، عمل غيفارا أيضًا سفيرًا لكوبا بعد حصوله على الجنسية في 9 شباط/ فبراير، وجاب العالم بنية إقامة علاقاتٍ مع دول أخرى، وعلى الأخص الاتحاد السوفيتي، الذي كان لاعبًا أساسيًا خلال غزو خليج الخنازير وأزمة الصواريخ الكوبية. فمن تموز/ يوليو حتى آب/ أغسطس جال كرئيس لوفد رسمي إلى الإمارات العربية المتحدة ومصر حيث التقى جمال عبد الناصر. واستمرت الرحلة إلى الهند وتايلاند واليابان وإندونيسيا وباكستان. ولدى عودته، أعلن تشي عن دهشته للتعاطف الذي أثارته الثورة الكوبية في جميع أنحاء العالم.

 

وفي 17 تشرين الأول/ أكتوبر، نصح تشي طلاب الجامعات قائلًا: “كونوا على اتصال مع الناس، ليس “لمساعدتهم” بالمعرفة أو بأي شيء- مثل سيدة أرستقراطية تعطي عملة نقدية إلى متسول- لكن ليصبحوا مساهمين في القوى الثورية التي تحكم كوبا اليوم، ليكونوا جزءًا من الثورة، وفي الوقت نفسه، ليحصلوا على الخبرة التي قد تكون أكثر أهمية من جميع الأشياء المثيرة للاهتمام التي تتعلمها في هذه المناهج “. وفي 23 تشرين الثاني/ نوفمبر قام بإحداث “يوم العمل التطوعي ” في كوبا.

كما أصدر كتيبًا حول حرب العصابات، وفي عام 1964 ألقى خطابًا أمام الأمم المتحدة أدان فيه السياسة الخارجية الأمريكية والفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

بحلول عام 1965، حينما كان الاقتصاد الكوبي في حالة يرثى لها، ترك غيفارا منصبه ليعمل على تصدير إيديولوجيته الثورية إلى أجزاءٍ أخرى من العالم. سافر أولًا إلى الكونغو لتدريب القوات في حرب العصابات دعمًا لثورة هناك، لكنه غادرها في نفس العام عندما فشلت.

بعد عودته القصيرة إلى كوبا، غادر تشي غيفارا إلى بوليفيا في عام 1966 مع قوةٍ صغيرة من المتمردين لإشعال الثورة هناك. لكن الجيش البوليفي اعتقله وقُتل في لا هيغيرا في 9 أكتوبر 1967.

 

منذ وفاته، أصبح غيفارا شخصيةً سياسيةً أسطورية. وغالبًا ما يتم ربط اسمه بالتمرد والثورة والاشتراكية، و ما تزال حياة غيفارا موضع اهتمامٍ كبير لدى العامة، وقد تم سبرها وتصويرها في العديد من الكتب والأفلام.

 

إعداد : محمد عزوز

من كتابه(راحلون في الذاكرة ) برسم الطبع

(سيرياهوم نيوز3-صفحة المعد9-10-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الفيلسوف السوري د. محمد بديع الكسم 

        ولد محمد بديع بن الشيخ محمد عطا الله الكسم سنة 1924م في حي (مئذنة الشحم) بمدينة دمشق، ونشأ في أسرة عُرفت ...