محمود الصالح
كشفت رئيس شعبة المفاصل في مشفى دمشق «المجتهد» وداد عاجي عن تمكن الفريق الطبي في القسم من رصد ومعالجة حالة سريرية نادرة ونوعية، تعتبر الحالة الثالثة على مستوى العالم، وهي عبارة عن تشارك «التهاب المفاصل الصدافي» مع «داء تاكاياسو».
وفي التفاصيل بينت عاجي في تصريح لـ«لوطن» أن هناك مريضة بعمر 29 عاماً دخلت المشفى وكانت مشخصة سابقاً بمرض «التهاب مفاصل صدافي لـ عدة سنوات، وبالفحص الدقيق تبين غياب في نبض الطرفين العلويين، وتعذر قياس الضغط، وبناءً على هذه الموجودات طلب للمريضة تصوير وعائي ظليل لـ أوعية العنق والطرفين العلويين.
وتبين وجود انسدادات وتضيقات تتماشى مع إصابة أوعية كبيرة حيث حققت المريضة معايير «تاكاياسو» بالكامل والمتمثلة بعمر أقل من 40 سنة، وعرج طرفي، وضعف نبض الشريان العضدي، وافتراق ضغط أكثر من 10 ملم بالطرفين العلويين، وسماع لضغط فوق الشريان الأبهري أو تحت الترقوة، وموجودات بالتصوير الوعائي توضح تضيق أو انسداد بالأبهر أو أحد فروعه الرئيسية أو أوعية الطرفين العلويين الكبيرة، وجرت مناقشة علاقة الـ anti tnf وخاصة الـ infliximab بتحريض داء تاكاياسو. وأشارت إلى أنه يبقى العلاج الصحيح مبنياً على تشخيص صحيح ومن ثم نتائج مرضية للمريض وهذا ما حصل للمريضة، بعد التشخيص والعلاج المناسب زالت الأعراض وبدت علائم التحسن بشكل ملحوظ.
ونوهت عاجي بأنه يتم الآن إعداد المادة العلمية لنشرها في مجلة محكمة على مستوى العالم بهدف تأكيد الخبرة الطبية السورية على مستوى العالم.
وذكرت رئيس قسم المفاصل في المجتهد أن هناك حالة نادرة سجلت تمكن أطباء سوريون من كشفها وهي التهاب العضلة البؤري في القدم وحالة فريدة في الناحية الأخمصية للقدم اليمنى لصبي عمر 15 عاماً والأولى من نوعها في التاريخ الطبي على مستوى سورية نشرت في مجلة أكسفورد العالمية باسم الهيئة العامة لمستشفى دمشق ومذكورة في الأدب الطبي برقم 20 ليثمر هذا البحث العلمي بعد أكثر من عام من الجد والنشاط والعمل والمتابعة في العلاج، وينشر أخيراً في المجلة المذكورة لفريق مؤلف من محمد بهجت الخطيب اختصاصي الجراحة العظمية ومشاركة (معاذ النعسان /قسم الطب الباطني طب الأعصاب) – مستشفى تشرين الجامعي باللاذقية وإشراف وداد عاجي رئيس شعبة أمراض المفاصل بمستشفى دمشق وبمشاركة من حبيب جربوع اختصاصي التشريح المرضي كلية الطب البشري- جامعة حماة.
وهذا المرض هو آفة التهابية تصيب عضلة وحيدة من عضلات الهيكل العظمي على غير ما هو في التهاب العضلات والجلد التقليدي في الحالة التي أجري البحث عليها لصبي بعمر 15 عاماً راجع مستشفى -دمشق بسبب تشوه مكتسب بالعطف في إصبع القدم الثالث للقدم اليمنى، والذي لوحظ منذ 6 أشهر قبل تاريخ المراجعة، وذكر والد المريض قصة زيادة في حجم القدم المصابة تدريجياً مع العمر لمدة 6 سنوات تقريباً، لتصبح القدم اليمنى أكبر من اليسرى بمشاهدة والد الطفل، ما سبب صعوبة ارتداء المريض للأحذية، مع أن المريض يمارس أنشطته اليومية بشكل طبيعي دون أي ألم واضح في القدم اليمنى، والتاريخ الطبي للعائلة غير ملحوظ، ولا يوجد مرض أو حساسية أو جراحة في تاريخ المريض، لكن تذكر وفاة اثنين من أعمامه في سن مبكرة بمرض كلوي مجهول.
بعد إجراء جميع الفحوصات السريرية وغيرها من صور شعاعية وتحاليل وخزعات أشارت جميعها إلى وجود آفة مخربة للعضلة قابضة للأصابع القصيرة، ما جعل التشخيص صعباً، هو وجود الكتلة مع بداية الاعتلال العضلي ويضع الأورام الخبيثة العضلية مثل الساركوما العضلية الملساء والساركومة العضلية المخططة في التشخيص التفريقي. النتائج غير وصفية لأي آفة ورمية. الشيء الأكثر أهمية الذي جعل التشخيص مربكاً في هذه الحالة هو التقدم البطيء والغياب التام للألم وغياب المظاهر السريرية المعممة. يعتبر التصوير بالرنين المغناطيسي مع الحقن الظليل جنباً إلى جنب مع التشريح الدقيق هو النقطة الأساسية التي أدت إلى تشخيص الـ FM ويعتبر أيضاً حجر الزاوية في تشخيص مثل هذه الحالات كي لا يقع الشك بأنها أورام خبيثة وتعالج على هذا الأساس في تقديم العلاج.
سيرياهوم نيوز1-الوطن