آخر الأخبار
الرئيسية » إقتصاد و صناعة » الثروات المعدنية تقود رؤية 2030 والسعودية في صدارة الابتكار الاستكشافي

الثروات المعدنية تقود رؤية 2030 والسعودية في صدارة الابتكار الاستكشافي

 

أسيل العرنكي

 

شهد قطاع التعدين تحولاً نوعياً جعل المملكة العربية السعودية ضمن الدول الرائدة عالميا في مجال الاستكشاف المعدني، بعد أن ارتفع مؤشر الإنفاق على الاستكشاف بنسبة 600% خلال سبعة أعوام، ليصل إلى 487 ريالاً لكل كيلومتر مربع، متجاوزا مستهدف رؤية 2030، وفقاً لكلام الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة الجيولوجية عبدالله الشمراني خلال افتتاح النسخة الأولى من مؤتمر ومعرض “GEOMIN2025“ في جدة، في حضور وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف.

 

 

 

ويعود هذا الارتفاع الاستثنائي إلى تسريع أعمال المسح الجيولوجي والاستكشاف في منطقة “الدرع العربي”، بدعم من التمويل الحكومي وتوازياً مع مساهمات القطاع الخاص. ففي عام 2018 لم يتجاوز مؤشر الإنفاق 80 ريالاً لكل كيلومتر مربع، وكان الهدف آنذاك الوصول إلى 200 ريال، لكن الإنجاز الفعلي فاق التوقعات. كما أطلقت المملكة حزم بيانات ربع سنوية لتوفير معلومات محدثة للمستثمرين، ما يعزز الشفافية ويخفض حواجز الدخول إلى القطاع.

 

 

 

وأكد الشمراني أن الثروات المعدنية المكتشفة حتى عام 2024 بلغت قيمتها نحو 2.5 تريليوني دولار، أي ضعف ما كان مقدراً في 2017، كما حققت المملكة قفزة نوعية في ترتيب جودة البيانات الجيولوجية عالمياً، إذ تقدمت من المرتبة 108 في 2017 إلى المرتبة 23 حالياً بفضل توحيد الأنظمة وتحسين بيئة الاستثمار وتوفير البيانات للمستثمرين. وشملت جهود المسح جمع أكثر من 88 ألف عينة ميدانية من وديان “الدرع العربي”، إضافة إلى مسح جوي غطى 93% من المنطقة.

 

 

 

ويمثل “الدرع العربي” أحد أهم التكوينات الجيولوجية في العالم، إذ يمتد على مساحة 630 ألف كيلومتر مربع، أي ثلث مساحة المملكة، ويتميز بغناه بالذهب والنحاس والزنك والحديد. هذا الموقع الاستراتيجي، الممتد من الأردن شمالًا إلى اليمن جنوباً، يعزز مكانة المملكة في مستقبل التعدين عالمياً

 

 

 

 

وخلال منتدى “جيومين” الدولي الذي جمع خبراء من أكثر من 30 دولة، شدّد الشمراني على أن التوجه العالمي نحو إزالة الكربون وزيادة الطلب على المعادن يتطلب الابتكار وتجاوز الأساليب التقليدية لتسريع اكتشاف الموارد الحيوية. وأوضح أن الاستثمار غير المسبوق في الاستكشاف، إلى جانب التحول الرقمي من خلال قواعد البيانات المتكاملة ومنصة NGD للبيانات المفتوحة، مكّن من تنفيذ مشاريع متقدمة مثل المسح الجيوكيميائي السطحي والمسح الجيوفيزيائي المغناطيسي بمقياس تفصيلي يغطي كامل “الدرع العربي”، ما يمنح المستثمرين وضوحاً وثقة أكبر قبل التنافسية.

 

وأشار الشمراني إلى أن استكشاف المعادن رحلة طويلة تتطلب صبرًا ورؤية استراتيجية، لافتاً إلى أن السعودية كانت تُعتبر سابقاً خالية من بعض المعادن الحديثة مثل الليثيوم، لكن المؤشرات الحالية أثبتت وجود مؤشرات إيجابية جداً، وتُجرى حالياً دراسات معمقة لمعرفة ما تحتويه المملكة من معادن نادرة، بما يعزز حضورها عالمياً ويوفر هذه الموارد للمستخدمين بشكل مناسب.

 

 

 

وأضاف أن التعدين يُعد من الركائز الأساسية في رؤية السعودية 2030، إذ تسرع المملكة جهود تطوير البنية التحتية الجيولوجية وتحفيز الاستكشاف عبر استثمارات ضخمة ومبادرات استراتيجية. وأوضح أن التحول التكنولوجي أعاد تعريف مفهوم الاستكشاف الجيولوجي، بخاصة مع تزايد الطلب العالمي على المعادن، مضيفاً أن أزمة كورونا شكلت نقطة تحول أساسية عززت اعتماد الحكومات والشركات وهيئات المسح الجيولوجي على أحدث الأدوات والمنهجيات في الاستكشاف.

 

 

 

وفي سياق اقتصادي أوسع، أكد وزير التجارة ماجد القصبي أن المملكة تستهدف أن تصبح مركزاً إقليمياً لإعادة هيكلة الديون وجذب الاستثمارات الأجنبية، مشيراً إلى تنفيذ نحو 900 إصلاح اقتصادي وتشريعي خلال فترة قصيرة. كما تقدمت المملكة 20 مرتبة في الكتاب السنوي للتنافسية منذ 2016 لتصل إلى المرتبة 16 عالمياً في 2024، ما يعكس أثر الإصلاحات على الاقتصاد الوطني.

 

 

 

كما تعمل المملكة على تحديث نظام الضريبة الانتقائية على المشروبات المحلاة، بحيث يصبح احتسابها بناءً على محتوى السكر لكل 100 مل بدلاً من نسبة ثابتة، مع تقسيم المشروبات إلى شرائح خالية ومنخفضة ومتوسطة ومرتفعة السكر وفرض ضريبة تصاعدية، لتعزيز الصحة العامة وضمان وضوح النظام الضريبي.

 

 

 

وتعكس هذه التطورات رؤية استراتيجية متكاملة لا تقتصر على استغلال الثروات الطبيعية فقط، بل تمتد إلى بناء بنية تحتية معلوماتية متقدمة، وتحسين بيئة الاستثمار، وتحديث الأنظمة الاقتصادية والضريبية، ما يجعل المملكة لاعباً محورياً في مستقبل الصناعة والتعدين عالمياً.

 

 

 

 

 

*كبيرة محللي الأسواق المالية في شركة اكيوانديكس

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الاقتصاد تبدد مخاوف التجار والمستهلكين وتركت مجال تحديد السعر وهوامش الربح للمستورد والمنتج

اليوم مطلوب من الحكومة فعل كل شيء، من أجل إيجاد حالة من التوازن الفعلي بين أطراف المعادلة التجارية في أسواقنا المحلية، بعد تعرضها لموجة اهتزازات، ...