مصعب أيوب
منذ انطلاق الدراما وصناعة الفن والثنائيات الفنية موجودة سواء في التمثيل أم التأليف أو أحد هذين الميدانين والإخراج، وهي تحقق رضاً جماهيرياً ونجاحاً مسبقاً للعمل، ولعل هذا التعاون من أبرز أسباب النجاح القائم على تكامل وتضافر كل العناصر الفنية في العمل، وهو أمر بات ملحوظاً بكثرة في الدراما السورية، وسنمر على بعض هذه الثنائيات في هذه المادة.
امرأة قوية
لمعت في العام الفائت ثنائية القدير أيمن زيدان والفنانة صفاء سلطان في زقاق الجن لتامر إسحاق مقدماً زيدان من خلال شخصية أبي نذير نموذجاً عن الرجل المتسلط والمتجبر الذي يريد أن يضبط جميع الأمور حسبما يعتقد، لتقاسمه سلطان البطولة في شخصية ثريا الخادمة التي تحيك المكائد وتحاول ما استطاعت لكي تصل إلى تسيد المشهد وأن تحظى بقبول ورضا أبي نذير وبالتالي الزواج منه وتصبح سيدة العائلة و((الخانوم)).
اليوم يعود الثنائي إلى صدارة المشهد في «بيت أهلي» الذي تنطلق أحداثه منذ فترة اغتيال عبد الرحمن الشهبندر في أربعينيات القرن الماضي، فيقدم أيمن زيدان دور نوري الرجل المحتال الذي يجيد سحب النقود من جيوب أصحابها وهم يلعبون ويمرحون وبرضاهم التام بأسلوب لطيف ومحبب ويستطيع أن يزج نفسه هنا وهناك من أجل تحقيق مآربه ومخططاته الشخصية.
كما تؤدي سلطان في العمل دور خانوم هذه المرة على خلاف ما كانت عليه في زقاق الجن، وهي أيضاً في «بيت أهلي» تعرف كيف توظف كل ما حولها لتحقيق مصالحها وليست امرأة سهلة وعندما تقع في ورطة ما فإنها تستطيع أن تجد لنفسها مخرجاً بكل سهولة.
قائد شعبي
تيم حسن يجدد تعاونه مع المخرج سامر البرقاوي بعد عدة شراكات سابقة لاقت نجاحاً كبيراً وانتشاراً عربياً واسعاً كان آخرها مسلسل الزند ((ذئب العاصي)) بشخصية عاصي العائد من الخدمة العسكرية لينصف أهل قريته بعد أن استولى الإقطاع على أرضهم وجهدهم، وها هما مؤخراً يقدمان «تاج» ليبرز حسن بشخصية تاج الدين الحمال وهو ملاكم يقع في غرام فتاة ويخوض عدة صراعات مع والدها، وهو يقود حركة شعبية احتجاجية ضد الفرنسيين، ومما قدم الاثنان سابقاً تشيللو ونص يوم وأنا وسلسلة الهيبة الشهيرة والفلم الذي يحمل الاسم ذاته.
العربجي
من الثنائيات الفنية المتجددة أيضاً ثنائية المخرج سيف سبيعي والفنان باسم ياخور فبعد نجاحهما السابق ببساطة ذي الطابع الكوميدي بلوحات منفصلة وعلى صفيح ساخن بشخصية هلال الذي يسعى للحفاظ على عائلته مروراً بالعربجي1 خلال العام الفائت والعربجي 2 هذا العام ليقدم دوراً متميزاً يحقق شهرة عربية وليس فقط على المستوى المحلي، مجسداً شخصية عبدو العربجي الشخصية الند لبطل العمل أبو حمزة النشواتي صاحب النفوذ والجاه والأموال الطائلة.
وكذلك أيضاً برزت بوضوح ثنائية ياخور مع الفنان سلوم حداد ولاسيما في العربجي1 و2 وكذلك في على صفيح ساخن وسابقاً في الندم وأولاد البلد ومؤخراً في العمل القصير ((البورد)) الذي عرض قبل رمضان على إحدى المنصات.
شراكة قلم
على صعيد الكتابة الدرامية تبرز واضحة ثنائية كل من الكاتبين علي وجيه ويامن الحجلي في تعاونهما السابع في التأليف والكتابة، هاهما اليوم يطلان بعملين اثنين على الساحة الرمضانية وهما ولاد بديعة للمخرجة رشا شربتجي في تعاونها الأول معهما ومال القبان لسيف سبيعي بعدة تعاونات سابقة أيضاً منها على صفيح ساخن ومع وقف التنفيذ وقد قدما سابقاً مشاريع مشتركة ومنها أحمر وهوا أصفر بعد أن كانت البداية في عناية مشددة 2015.
كما تعود سلافة معمار للعمل تحت إشراف المخرجة رشا شربتجي بشخصية سكر في ولاد بديعة بعد أن كان آخر تعاون جمعهما حارة القبة1 و2 مؤدية فيهما معمار شخصية أم العز، وقد وقفت أمام كاميرتها سابقاً أيضاً في زمن العار بشخصية بثينة وفي يوم ممطر آخر بشخصية مها وفي تخت شرقي بشخصية غريتا.
مؤخراً يجدد المخرج محمد عبد العزيز تعاونه مع الفنان عابد فهد في العمل المشترك نقطة انتهى ليؤدي فهد دوراً فيه، بعد أن قدم العام المنصرم شخصية عمران المرابي في النار بالنار للمخرج ذاته.
وهذه الظاهرة والنجاحات الثنائية ليست جديدة في الأعمال الدرامية، وقد شهدت الدراما السورية عدة تعاونات سابقة وشراكات فنية مهمة لا تزال إلى اليوم تعرض على الشاشات ومنها:
الكاتب ممدوح حمادة والمخرج الراحل هشام شربتجي، فقدما معاً سلسلة عائلة النجوم وبطل من هذا الزمان ومبروك ومرزوق على جميع الجبهات وبقعة ضوء جزء 6.
كما أنجز حمادة أعمالاً مهمة أيضاً بالشراكة مع المخرج الليث حجو من خلال أعمال بقعة ضوء وضيعة ضايعة1 و2 وأمل مافي وع المكشوف والخربة وضبوا الشناتي والواق واق.
وأيضاً في مجال التأليف والمعالجة الدرامية فقد أنجز كل من حسن سامي يوسف ونجيب نصير نجاحات عدة في مشاريع فنية مختلفة تمحورت في معظمها حول القضايا الاجتماعية ولعل أبرزها السراب وزمن العار والانتظار وقبل الغروب ونساء صغيرات وأسرار المدينة وفوضى.
وقد خاض الكاتب مروان قاووق في معظم الأعمال الدرامية التي كتبها والتي تندرج ضمن البيئة الشامية في شراكات فنية مع المخرج محمد زهير رجب في مسلسل عطر الشام بأجزائه الأربعة وباب الحارة 11 وكذلك مع المخرج تامر إسحاق أيضاً من خلال الدبور بجزأيه الأول والثاني ووردة شامية وصدر الباز والعمل الاجتماعي الخبز الحرام.
وعلى صعيد التأليف الموسيقي والموسيقا التصويرية فقد وضع المؤلف الموسيقي سعد الحسيني بصمته الفنية على عدة أعمال من إخراج محمد زهير رجب التي كان آخرها الصديقات الذي يعرض حالياً وسابقاً كان لهما تعاونات عدة منها عطر الشام بأجزائه الأربعة وباب الحارة 10 و12 وبروكار1 و2.
وكذلك يجدد الموسيقي آرجان تعاونه مع المخرج سامر البرقاوي للعام الثاني في تاج بعد أن حققت موسيقا الزند التصويرية وأغنية الشارة نجاحاً كبيراً في العام المنصرم.
والأمر ذاته ينطبق على المؤلف الموسيقي رعد خلف الذي وضع موسيقاه التصويرية العام الفائت على مسلسل العربجي في جزئه الأول ليجدد التعاون هذا العام مع سيف سبيعي في الجزء الثاني.
ويبقى السؤال، هل تعتبر هذه الثنائيات حالة صحية جيدة في الواقع الدرامي وتلبي مطلباً جماهيرياً؟ أم إنها بالتكرار تشكل حالة من الملل لدى المتلقي بسبب تكرار ذات الأسماء والأدوار؟
سيرياهوم نيوز1-الوطن