الرئيسية » كتاب وآراء » الثورة السورية على الخازوق التركي .. خازوق دق بأسفلها من رأس العين الى سعسع

الثورة السورية على الخازوق التركي .. خازوق دق بأسفلها من رأس العين الى سعسع

 

نارام سرجون

سيكتب الكثير عن هذه اللحظات التي انكشفت فيها عورات الجميع … اليوم كل من اشتغل بالثورة السورية يسير في الطريق عاريا من اي شيء .. تظهر سوءته وعورته وليس لديه حتى ورق التوق ليستر نفسه .. انه حفل هستيري للعراة .. الثوار كانوا يسيرون تغطيهم أستار الثورة والحرية والكرامة والعدالة ورفض الطغيان .. وفجأة سقطت ملابسهم عنهم او كأن يدا سحرية مزقتها لهم وجردتهم منها .. وفي ثوان قليلة ظهر العري والعار .. حتى اردوغان الذي لطالما ارتدى ثياب الاسلام وثياب السلطان وثياب النبي وثياب ابي بكر .. وثياب المخلص والحنون والرؤوف .. سقط سرواله فجأة كما لو انه مع أمينة في ليلة العرس ..
غريب ان يحس اي شخص انه تفاجأ بهذه العدوانية التركية والعدوانية الثورية .. فكل التحالفات القائمة على الكذب والخداع ستنقلب على المتفقين .. وتحالفهم مثل تحالف التطبيع الاسرائيلي العربي والخليجي .. تحالف سيد وتابع .. تحالف ذليل ومستبد .. تحالف طامع وبائع .. وقدر كل هذه التحالفات رغم صور تقبيل الايادي والوجنات والعناقات الطويلة .. قدرها ان تنتهي نهاية مأساوية واحيانا دموية .. فاردوغان لايحب العرب ولا السوريين لكنه صنع لهم الوهم العثماني .. والثورجيون تعاقدوا معه على ان يخدموه اذا ماسلمهم حكم البلاد ليديروها هم لحسابه كوكلاء .. ولكنهم لم يفلح فقرروا التكشير عن أنيابهم .. فهو حليف المنفعة والمصلحة .. ولكنه يعرف انه سيحطم لهم أنيابهم التي كشروا عنها ..

ثوار الكذب قالوا بانهم لايريدون سوى الكرامة والحرية .. ولكن مايحدث اليوم هو الكشف الحقيقي لجوهر الثورة والثوار .. وجوهر تركيا واردوغان .. فكلاهما كانا يمارسان النفاق والكذب .. وكلاهما كان يمارس الغدر … فأردوغان سار معنا وأكل في بيتنا .. وشرب من مائنا .. ولكنه عندما عاد الى تركيا كان يفعل شيئا آخر يبيته لنا ..
والثوار الذين التقوا الرئيس الاسد في الأسابيع والاشهر الاولى للحرب على سورية قالوا كل مايريدون دون تحفظ وسمعوا مايريدون وعادوا بكل ماطلبوا به وبعضهم كان يطلب طلبات خاصة منفعية .. وكانوا يظهرون غلى شاشة التلفزيون السوري ليشكروا الرئيس على كرمه وحسن استقباله لهم .. ولكنهم كانوا ماان يصلون الى الساحات حتى ينقلبوا على كل ماقالوه .. ويكيلون الشتائم المخجلة بحقه وحق كل شيء في الدولة .. وكأنهم لم يعدوه ولم يعدهم .. وكانت هناك حالة من الهستيريا والابرنشاق والهياج التي لاحدود لها .. التي لم تسمح لهم حتى بالتفكير والرجوع للأخلاق ..
مشهد الاشتباك بين الاتراك والثورجيين هو استنساخ لما كنا نراه من فوضى .. فهؤلاء حيثما حلوا حلت الفوضى ..
اليوم الذين غدروا بنا طعنوا بعضهم .. الاتراك طعنوا الثوار السوريين .. والثوار السوريون طعنوا الاتراك .. وكل ماقيل عن الدولة السورية يرتد على الدولة التركية التي رغم انها استغلتهم وحاربت باجسادهم وسقت مشروعها العثماني من دمائهم الا انها حمتهم من الغضب السوري مرارا .. وذهب اردوغان ملايين المرات الى روسيا يطلب التوقف عن ضربهم وقبل ان يفقد أعصابه .. ولكنه اليوم اكتشف ان من قاتل من أجلهم لايستحقون هذا الثمن .. وأنهم متقلبون وانتهازيون .. ومن يحرق علم بلاده نكاية بالرئيس فانه سيحرق علم تركيا نكاية برئيسها ..
مشاهد الفوضى تشبه الفوضى التي احدثوها في بلدهم .. لأنهم أهل فوضى وأهل تمرد ولاعلم لهم بفن العيش دون فوضى .. ومشاهد الكراهية للاتراك لاتعكس كراهيتهم للاتراك بقدر ماانها تكشف انهم لايقبلون بأي خلاف مع اي كان حتى لو كان حليفا .. وبالتالي لايستحقون ان يطالبوا بالحرية والديمقراطية طالما انهم لايملكون أدواتها ..

الذي يجب ان يتعلمه الثوار من الدرس التركي البيلغ الذي يجب ان يبقى كذاقه كمذاق الخازوق في مؤخراتهم هو مايلي هو مايلي:
الوطن لايستورد من الخارج .. ولايصنع في الخارج ..
والمعارضة أخلاق … مثلها مثل الفروسية .. عندما يتدنى مستواك الاخلاقي فيمكنك أن تصنع اي شيء الا ان تصنع ثورة .. فالثورات هي تكثيف لأخلاق الانسان .. وعندما تتكثف أنانيته وشروره مع قلة وعيه فانه يصنع الفوضى .. والاحتقار والخراب ..
على الثورجيين ان يعلموا ان لادولة في الدنيا تخدمهم مجاما بل هي تخدم نفسها أولا .. وكل من تنطع للدفاع عن الشعب السوري وادعى انه صديق الشعب السوري كان يريد اذلاله وسحقه موالين ومعارضة ..

الثوار لايسرقون بلدهم .. ولايقتلون ابناء بلدهم اذا لم يوافقوهم .. ولايقبلون الامم المتحدة ولا الولايات المتحدة ولا الدول التي لها تاريخ استعماري .. والثوري لاتهمه الغاية بقدر ماتهمه الوسيله .. فالغايات النبيلة لاتحملها وسائل قذرة .. والقيم لاسصنعها ملوك تابعون .. والدول الخاضعة للاستعمار في الخليج لاتقدر على حقن القيم الثورية في المنطقة ؟؟ فالثورة علم .. وثقافة وأخلاق .. ووعي .. وضمير .. ورقي .. وظلال نبوّة ..

لذلك ياأصدقائي الثوار .. لاتصدقوني ان قلت لكم انه خازوق دق بأسفلكم من رأس العين الى سعسع .. وارجو ألا تحرجوني فاني لااحب الشماتة .. ولكن ماذا افعل اذا كانت الشماتة تخرج لي من كل مشهد ومن كل كلمة .. وكلما قررت ألا أشمت يطلع لي اردوغان وهو يذكرني انه كان صديقا للأسد .. فتأبي شفتاي الا ان تبتسما .. وهما تريان شتائم الثوار له ..
والله اني لاأحب الشماتة ولكن ماذا أفعل .. الا أن اقول وأنا أبتسم (والله اني ماأردت كل هذا … ) وعبثا احاول ان ابعدها عني وأشيح ببصري عنها ولكنها تصر على ان تدغدغني بأصابعها العشرة .. من خاصرتي .. وأنا اتوسل لها ان تتوقف .. فلست من الشامتين .. ولكن اللعينة لاتتوقف عن دغدغتي .. وانا لاأقدر ان اقاومها ..
يالها من خبيثة روح الشماتة هذه .. التي ليست من أخلاق الثوار .. حتى انها تكاد تجرني من أخلاقي وفروسيتي .. ولذلك سأتوقف هنا .. وأكز حصاني .. وأطلق له العنان وأترك الشماتة تدغدغ خاصرة غيري .. فوالله لن أفعل مافعل من كرهت فعلهم وأخلاقهم وثقافتهم وتفاهتهم .. وخسة أفكارهم وطائفيتهم .. وثمنهم البخس ..
(سيرياهوم نيوز ٣-مدونة سرجون)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

العواقب الباهظة لحرب غزة: عبء لن يحتمله الكيان المحتل

  طلال أبو غزاله ستار الكذب والخداع الصهيوني إلى التهاوي، يوما بعد يوم، بفعل التكلفة الباهظة للحرب الوحشية التي شنها الكيان على قطاع غزة المقاوم. ...