بعد كلّ موبقاتها الأخيرة بحقّ المقاومة، التي أتت بعد محاولة هزيلة منذ «طوفان الأقصى» لادّعاء وقوفها في خطّ حركات المقاومة ضدّ «إسرائيل»، شمّرت قناة «الجديد» عن زنودها و«واجهت» حزب الله، أو على الأقلّ هكذا صوّرت الأمر.
فما قامت به القناة منذ مدّة لم يكن سوى البداية. إذ بثّت تقريراً مدفوعاً تناول ضريح السيّد الشهيد حسن نصرالله بتحريض وتضليل، وتنصّلت منه قبل أن تعلن عن مجموعة إجراءات بحقّ موظّفيها ممّن يدعمون المقاومة، بالإضافة إلى التوقّف عن استخدام تعبير «العدو»، ما أدّى إلى استقالات وإقالات ولا سيّما مديرة الأخبار السابقة في القناة مريم البسّام والصحافية راوند بو ضرغم.
هكذا، وجدت «الجديد» يوم الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية الأحد الماضي، وتحديداً في بيروت، فرصة لإعادة إبراز نفسها كـ«محاربة» للمقاومة إلى جانب قناة mtv التي لطالما اعتُبرت خصمها ومنافسها، علماً أنّ الجولة لم تخلُ من الإشكالات في عدد من المناطق. ففي محاولة من الصحافية حليمة طبيعة أخذ مقابلة من النائب أمين شرّي، رفض شرّي الحديث مع القناة، موضحاً ألّا مشكلة له مع الصحافية ويعرف موقفها، إنّما مع «الجديد».
ورغم التوضيح، إلّا أنّ طبيعة لم ترضَ، فردّت على قوله «مش رح إحكي مع الجديد» قائلةً «لأ بدّك تحكي»، قبل أن تصرخ بوجهه وهو يحاول المغادرة «عم تعمل موقف ع ضهري». وكرّرت الجملة مرّات عدّة، قبل أن تستوقفه مجدّدًا، موضحةً أنّها صحافية وتريد الأخذ برأيه، وأنّه سبق وصرّح بوجود القناة، لكنّه رغم ذلك بقي على موقفه الرافض.
ورغم تصرّف الصحافية غير اللائق بعض الشيء، إلّا أنّه من الواضح أنّها انفعلت، وهي معروفة بانفعالها على الهواء في محطّات سابقة. غير أنّ غرفة التحرير في القناة قرّرت أن تضيف رشّة من الخبث، من دون حجّة الانفعال وعن سابق تصوّر وتصميم، فراحت تشكو من الأمر (اقرأ: توشي وتقدّم أوراق اعتمادها) طوال النهار خلال نشرات أخبارها، وتعلّل بأنّ النائب نفسه كان سبق وصرّح بوجود القناة، رغم أنّها تدرك تماماً أنّ التصريح لكلّ وسائل الإعلام غير إعطاء مقابلة لقناة واحدة بالتحديد!
كما أخذت «الجديد» الأمر إلى مواقع التواصل الاجتماعي، فراحت تنشر المقطع على صفحاتها. واعتمدت في المرّة الأولى عنوان «نائب حزب الله يهاجم مراسلة الجديد»، قبل أن تعدّله ليصبح «مراسلة الجديد لنائب «الحزب»… «ما تعمل موقف عَ ضهري»».
هكذا، وجدت «الجديد» فرصة جديدة لإثبات نفسها للرعاة الخارجيّين، بأنّها قادرة على «مواجهة» «حزب الله» مثل mtv وأكثر!
أخبار سوريا الوطن١-الأخبار