تلتزم السلطات الجزائرية رسميا الصمت تجاه الدعوة التي وجهها لها الملك المغربي محمد السادس باستئناف العلاقات بين البلدين، وكان التعليق اليتيم هو الذي نقلته جريدة “الشروق” اليوم بأن دعوة الملك لا تشكل جديدا.
وكان ملك المغرب قد وجه خطابا الى الشعب المغربي يوم السبت الماضي بمناسبة عيد الجلوس، وخصص الشق المتعلق بالسياسة الخارجية للعلاقات مع الجزائر. وتبرأ الملك من الهجمات التي يقوم بها نشطاء مغاربة في شبكات التواصل الاجتماعي ضد الجزائر، ووصفهم بالفتانين.
وقال الملك “إننا نتطلع للعمل مع الرئاسة الجزائرية، لأن يضع المغرب يده في يد الجزائر لإقامة علاقات طبيعية، بين شعبين شقيقين تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية والمصير المشترك”.
ولا تعتبر دعوة الملك المغربي الى الجزائر جديدة، فقد خاطب الجزائيين خلال السنوات الأخيرة أربع مرات لفتح الحدود البرية المغلقة منذ أواسط التسعينات بسبب أعمال إرهابية، وتدهورت العلاقات خلال أغسطس/آب الماضي عندما قررت الجزائر خلق الأجواء أمام الطيران المغربي وسحبت سفيرها من الرباط.
ومن ضمن ردود الفعل القليلة حول ما جاء في خطاب الملك المغربي، أوردت جريدة الشروق الجزائرية اليوم الاثنين نقلا عن مصدر قريب من ملف العلاقات مع المغرب، بأنه “لا حدث”. وفي سؤال لموقع “الشروق أون لاين”، حول موقف الجزائر من خطاب العاهل المغربي الأخير، اكتفى مصدر قريب من الملف بتعليق جاف: “لا يمكننا التعليق على لا حدث “.
وترى الجزائر بأن خطاب الملك لا يشكل جديدا إذا لم يكن مصحوبا بإجراءات ملموسة تعبر عن حسن النوايا الحقيقية. وكانت قد وضعت شروطا في الماضي وتتشبث بها. وطالبت الجزائر المغرب بوقف الحملات الإعلامية والسياسية ضدها، وقال دبلوماسي جزائري قريب من ملف المغرب سابقا “لكثرة الهجمات علينا في الفايسبوك ويوتوب والصحافة المغربية وإشراف أساتذة جامعيين على الحملة، اعتقدنا أن سب الجزائر تحول الى مادة تدرس في التعليم المغربي”.
وكان ملك المغرب صارما مع هؤلاء النشطاء بالتبرؤ منهم واتهامهم بإشعال نار الفتنة بين الشعبين، وهي إشارة حميدة من ملك المغرب تجها السلطات الجزائرية. وتشترط الجزائر كذلك بأن كل مصالحة تبدأ بلقاءات غير معلنة تهيئ للتعهدات دون إعلانات في خطب عامة.
ومن الصعب إقدام الجزائر على المصالحة إذا لم يجد المغرب حلا يصلح به التهديدات التي صدرت عن وزير الخارجية الإسرائيلي من الرباط ضد الجزائر السنة الماضية. وكانت تلك التهديدات السبب الرئيسي في قطع الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع جارها خلال أغسطس/آب الماضي. وتعتبر الجزائر علاقات المغرب مع إسرائيل وخاصة شقها العسكري موجه ضدها.
ونشرت الصحافة الجزائرية مقالات تتحدث فيها عما أسمته “هدنة إعلام المخزن” بوقف حملات التشهير ضد الجزائر وسلطاتها.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم