غسان ريفي
يضغط دعم كتلة اللقاء الديمقراطي لترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يعمل كل ما بوسعه لتعطيل وصوله إلى قصر بعبدا، خصوصا بعدما أبدت كتل نيابية ونواب مستقلون رغبتها بهذا الترشيح سواء تلميحا أو تصريحا.
لذلك، فإن باسيل يجاهر بضرورة التوافق على مرشح رئاسي ويخفي ورقة العميد إلياس البيسري إنطلاقا من عدم ممانعة الثنائي الشيعي له ويحاول تسويقه لدى بعض الكتل الأخرى، وإذا لم ينجح في هذا الأمر، فقد يذهب إلى الخطة باء التي تتضمن دعم ترشيح السفير جورج خوري الذي لا يمانع الرئيس بري ترشيحه.
وتقول بعض المصادر أن هناك من في الشارع المسيحي يدفع بإتجاه تقريب المسافات بين باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وذلك تمهيدا لإمكانية إغلاق كل الطرق أمام “الرئيس البرتقالي” لإيصال مرشحيّه وتقدم حظوظ قائد الجيش، عندها قد يقتنع بترشيح جعجع لرئاسة الجمهورية وقلب الطاولة على الجميع.
ويعمل هؤلاء على توافق المكونين المسيحيين الأكثر تمثيلا في الطائفة على مرشح قد يكون جعجع بالدرجة الأولى أو غيره، لكن نواب القوات يدفعون باتجاه أن يكون جعجع هو المرشح المسيحي، وأن السير به من قبل باسيل سيكون بمثابة ردّ الجميل لجعجع الذي دعم وصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية في العام 2016، مع تعهد الأخير بأن تكون علاقته في حال وصل إلى قصر بعبدا مغايرة تماما للعلاقة التي سادت بين جعجع وباسيل خلال ولاية عون، وأن هناك من يضمن حسن هذه العلاقة.
ويرى من يدفع بهذا الاتجاه أن مثل هذا الإتفاق يؤمن وصول رئيس مسيحي قوي، الأمر الذي يُحرج بعض الكتل النيابية لجهة إحترام إرادة المسيحيين.
هذا الإتجاه يبقى نظريا، وهو غير واقعي، خصوصا أن بين جعجع وباسيل “ما صنع الحداد”، لكن الأخير قد يلجأ لهذا الخيار من باب النكد السياسي ولإعادة خلط الأوراق، إلا أن ذلك، يؤكد بما لا يقبل الشك أن القوات والتيار كانا وما يزالان يعملان بشراسة من أجل إحتكار التمثيل المسيحي سواء فرادى أو مجتمعيّن.
وينقل زوار معراب أن جعجع كان يلوّح بترشيحه لرئاسة الجمهورية لممارسة ضغط سياسي على سائر الأطراف وتحسين شروطه ومكاسبه وإستدراج العروض، لكن بعد التطورات الأخيرة لا سيما سقوط النظام السوري إنتقل إلى الاقتناع بأنه مرشح جدي وأن حظوظه بالفوز متوفرة.
ولا شك في أن هذا الطرح سيواجه برفض كامل من المكونات الإسلامية شيعة وأكثرية سنية إضافة إلى تكتل اللقاء الديمقراطي، وبعض المسيحيين من معارضين ومستقلين الذين يرفضون أن يكون زعيما للمعارضة فكيف برئيس للجمهورية؟.
وبالتالي، يبدو واضحا أن الخطوة الذكية التي أقدم عليها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بعدم الانسحاب من السباق الرئاسي، هو لتلافي إمكانية ترشيح جعجع، حيث سيكون المنافس القوي بوجهه في حال حصل ذلك، وسيحظى بأصوات كل المعارضين لوصوله الى رئاسة الجمهورية.
كل ذلك يشير إلى أن الظروف الدولية والداخلية لم تنضج بعد لانتخاب رئيس للجمهورية، وأن جلسة التاسع من كانون الثاني ما تزال حتى الآن في مهب الريح وان حظوظ تصاعد الدخان من قبة البرلمان في ذاك اليوم قد يكون متعذرا!..
(اخبار سورية الوطن 1-سفير الشمال)