استكملت روسيا حملتها العسكرية في أوكرانيا متجاهلة كل الإجراءات والتهويل الإعلامي، معلنة مرة أخرى وبعد مضي نحو أسبوع على تدخلها العسكري مضيها نحو أهدافها التي لم تحدها عنها عقوبات الغرب البديلة عن الحرب العالمية الثالثة وفق توصيف الرئيس الأميركي جو بايدن.
التحركات الأميركية الغربية المعادية لروسيا استكملت في الأمم المتحدة، حيث صوتت الجمعية العامة على قرار غير ملزم يطالب به روسيا بوقف عمليتها العسكرية في أوكرانيا، حيث صوتت 5 دول ضد القرار، و35 التزمت الصمت، في حين أيدته 141 دولة وذلك بعد أن عقدت الجمعية المكونة من 193 عضواً أول جلسة طارئة لها منذ عام 1997.
وصوتت روسيا وبيلاروس وسورية وكوريا الديمقراطية وإريتريا ضد القرار، فيما امتنعت 35 دولة عن التصويت بينها الصين والهند وجنوب إفريقيا وكازاخستان وباكستان وإيران والعراق وكوبا وإفريقيا الوسطى.
سورية أعلنت رفضها للقرار، وقالت على لسان مندوبها الدائم في الأمم المتحدة بسام صباغ: إن القرار يعبر عن نهج منحاز، يستند إلى دعاية سياسية ويمثل أداة من أدوات الضغط والابتزاز السياسي، ويتضمن لغة عدائية ضد روسيا تستهدف النيل من موقفه وحقه المشروع في حماية أرضه وشعبه.
من جهته اعتبر مندوب الصين في الجمعية العامة أن تسوية الأزمة الأوكرانية تستوجب الخروج من عقلية الحرب الباردة ومحاولات تحقيق أمن دول على حساب دول أخرى، لافتاً إلى أن مشروع القرار لم يأخذ بالاعتبار تاريخ الأزمة الأوكرانية ولا مبدأ الأمن المشترك ولم يخضع لتشاور كل أعضاء الأمم المتحدة.
وزير الخارجية والمغتربين وفي حوار أجراه مع طلبة جامعة دمشق أمس، اعتبر أن هناك في واشنطن وبروكسل من يريد أن تتخلى موسكو عن مصالحها الوطنية العليا، وعن أمنها وعوامل قوتها في إطارها الوطني وفي إطار محيطها الجغرافي والتاريخي الطبيعي، وعن مركزها كقوة ثقلٍ سياسي واقتصادي وعسكري إيجابي في العالم، وبكلماتٍ واضحة، هناك من يريد من موسكو اليوم، ومن بكين غداً، أن تتخلى عن رؤيتها نحو عالم متعدد الأقطاب، وأن تستسلم لحقيقة وجود قطب واحد في واشنطن يحرك العالم كما يشاء، ويستخدم الاتحاد الأوروبي كأداة في ترسيخ هذه القطبية الأحادية.
المعطى الأممي تزامن مع نفي وزارة الخارجية الروسية صحة الأنباء التي تحدثت عن طرد موسكو السفير الأميركي لدى روسيا، وأشارت الخارجية الروسية في بيان لها إلى أن أنباء طرد السفير الأميركي في موسكو عارية عن الصحة، وأن إجراءات الرد على قرار واشنطن طرد دبلوماسيين روس عاملين في مقر الأمم المتحدة من الأراضي الأميركية، قيد الدراسة.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن الولايات المتحدة لم تترك لموسكو خياراً غير طرد دبلوماسيين أميركيين من روسيا رداً على طرد موظف روسي من أمانة الأمم المتحدة.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اعتبر أن «السيل الشمالي 2» كشف أن أوروبا تحتل مكاناً تابعاً وتعتمد تماماً على المجتمع الدولي في اتخاذ القرار، كاشفاً أن بلاده كانت مستعدة لأي شيء، ولم يكن لديها أدنى شك في أن الاتحاد الأوروبي وبطبيعة الحال، حلف شمال الأطلسي سوف يتبع الولايات المتحدة بإخلاص، خاصة عندما أصبح مصير «السيل الشمالي 2» واضحاً.
لافروف شدد على أن روسيا لن تسمح بامتلاك أوكرانيا سلاحاً نووياً، مؤكداً أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بما فيها كييف، تهدف إلى نزع سلاح أوكرانيا، وقال: «لا يمكن أن نسمح بوجود أسلحة هجومية في أوكرانيا تهدد أمننا».
الرئيس الفرنسي وفي كلمة له أمس اعتبر أن الأوروبيين والناتو والأوكرانيين لم يبحثوا عن الحرب، كاشفاً بأن الأيام القادمة ستكون أصعب بكل تأكيد.
هذه المعطيات تأتي في وقت من المتوقع أن يصل فيه اليوم الوفد الأوكراني إلى بيلاروس لاستئناف التفاوض، وقال رئيس الوفد الروسي إلى المفاوضات مع أوكرانيا، فلاديمير ميدينسكي: «الوفد الأوكراني قد غادر كييف، وهو في طريقه الآن، ونحن وصلنا بشكل مبكر، وهم سيصلون صباح الغد على الأرجح».
من جهته حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليهود في كل أنحاء العالم على «رفع الصوت»، وقال زيلينسكي وهو يهودي الديانة: «أنا أخاطب الآن جميع يهود العالم، ألا ترون ما يحدث؟ لهذا السبب من المهم جداً ألا يلتزم ملايين اليهود حول العالم الصمت الآن».
المطالبات برفع الصوت تزامنت مع إعلان القوات الروسية سيطرتها على مدينة خيرسون جنوب أوكرانيا واعتبرت الدفاع الروسية في بيان لها أن هذا التطور له أهمية إستراتيجية»، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية في الجبهة الجنوبية على وشك الانهيار.
وزارة الدفاع الروسية كشفت عن حصيلة العملية العسكرية الخاصة التي تنفذها في أوكرانيا وأكدت أن 498 عسكرياً روسياً سقطوا خلال العملية حتى الآن، فيما جرح 1597 آخرون.
وبالمقابل قتل 2870 من عناصر الجيش الأوكراني والقوميين المتطرفين، وجرح نحو 3700 آخرون، إضافة إلى أسر 572 عسكرياً أوكرانياً.
(سيرياهوم نيوز-وكالات-الوطن)