آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » الجمل .. والبردعة ..؟!

الجمل .. والبردعة ..؟!

 

| سلمان عيسى

 

هكذا .. وبهذه اللغة يتحدث مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق : أن المديرية ستضرب بيد من حديد وستنزل أقصى العقوبات في حال مخالفة ما سيتم التوصل إليه مع مربي الدواجن …

السيد المدير قال ذلك في تصريح لاحدى الشبكات الاخبارية المحلية قبل انعقاد الاجتماع ( الطارئ ) الذي سيعقده مع منتجي بيض المائدة للوقوف على اسباب ارتفاع اسعار هذه المادة بشكل كبير .. اما السبب الاساسي لهذا الاجتماع فهو (لكبح جماح الاسعار في السوق) ..

وأوضح بأنه سيتم التأكيد خلال الاجتماع على أهمية الالتزام بالأسعار التي سيتم التوافق عليها مع المديرية سواء بالنسبة لسعر البيع من أرض المدجنة أم للحلقات التسويقية المختلفة على أن يكون هناك سعر وسطي لصحن البيض..

نعتقد انه لا داع لهذا الاجتماع .. فقد تمت معالجة مخرجاته سلفا بطريقة التهديد هذه التي سيعالج فيها اسباب ارتفاع مادة غذائية مهمة للكبار والصغار ..

اليوم يتراوح سعر صحن البيض بين ٥٠ – ٥٥ الف ليرة .. اي ان سعر البيضة الواحدة يقارب 2000 ليرة.. وما يزال البحث جاريا عن اسباب ارتفاع السعر .. ؟

من المؤكد ان ( جماعة ) حماية المستهلك لا يعنيهم ارتفاع اسعار الاعلاف .. ولا اسباب هذا الارتفاع .. لا يعلمون انه بعد رفع سعر المازوت، ارتفعت اسعار الاعلاف بطريقة جنونية حتى تجاوز سعر الطن ١،٣ مليون ليرة .. وهذه لا تهدد انتاج البيض فقط، بل انها تهدد اكثر انتاج فروج اللحم .. لا يعنيهم – وليس من مهامهم على ما يبدو- ان يتجاوز سعر الصوص خمسة آلاف ليرة .. ؟

بهذا الخطاب المتعالي، ولغة التهديد والوعيد التي يتوجهون بها دائما للمنتجين – الحلقة الاضعف ، تتم معالجة القضايا كبرت ام صغرت ..

لو ان المديرية طلبت اولاً الاجتماع مع المعنيين في غرف الصناعة والتجارة، وبحثت معهم اسباب ارتفاع الاعلاف الى هذا الحد غير المسبوق، ان كان للمواد المستوردة او المصنعة محليا .. كانت ستسمع منهم كلاماً حول ارتفاع اسعار الصرف .. وارتفاع اسعار المازوت وبالتالي اسعار النقل .. وكلف التشغيل في المعامل .. لو فعلت ذلك اولاً لكانت أغلقت فمها وصمتت الى يوم يبعثون ..

في الاعمال الادبية، خاصة في القصة والرواية ، توجد طريقة تسمى ( الخطف خلفاً ) .. بحيث تبدأ القصة من النهاية .. وهكذا فعلت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق .. بدأت من حيث يجب ان تنهي البحث في اسباب ارتفاع سعر مادة ما ..

منذ ايام المرحوم جمال السطل مدير الاسعار الاسبق في وزارة ( التموين ) رحمه الله – وما تلاه من تطورات، اصبحت قضية الاسعار والتسعير في الوزارة ومديرياتها في المحافظات مثل قضية الجمل والبردعة .. بحيث ان المنتجين الصغار هم البردعة التي يمتطيها المسؤولون التموينيون .. اما الجمال العصية على ( النط ) فستبقى في أمان -طالما تتحكم هكذا عقليات بمفاصل الحماية- من كل مكروه ..؟!

(سيرياهوم نيوز3-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

من التشجيع إلى (التعجيز)!

  غانم محمد   التحوّل إلى الطاقات المتجددة عنوان كبير، وتوجّه مهمّ رغم صعوبة امتلاك مقومات هذا الأمر لدى النسبة الأكبر من الناس العاديين، بسبب ...