آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » الجنازة السرية لواشنطن

الجنازة السرية لواشنطن

بايدن في المقعد الخلفي يرقب كل ما يجري… وبنظرة الحذر على رقبته السياسية يتلفت ما بين اجتماعات فيينا (النووية) مع إيران وملفات المنطقة من سورية حتى اليمن.. يصرخ من موقفه وفي تأكيد حضوره مزيد من الارتباك الأميركي.. أين ستجلس واشنطن بعد في مسرح المنطقة وفي هذا التوقيت؟.. هل تختار عتمة إدارة ملفات الشرق الأوسط من الخلف أم في بقعة الضوء التفاوضي؟!
قد يجلس الرئيس الأميركي بثقة ارستقراطية إلى طاولة الاتفاق النووي طالما أنها توفر له استدارة لينة نحو الخلف في التراجع أمام إيران لكن ظله يبدو أقصر في انعكاس الضوء السياسي لهذه الطاولة على باقي مصالحة وأهدافه ومخططاته في المنطقة.. وأي حركة مباشرة ستهشم ما تبقى من الوجه الأميركي في المنطقة..
فحجج التخوف الجاهزة والمعلبة أميركياً من تعاظم الدور الإيراني في طريقها إلى تعرية واشنطن وفساد مدتها خاصة في سورية ما جعل بايدن يبتلع لسانه حتى وهو يمدد العقوبات الأحادية الجانب المفروضة منذ عام ٢٠٠٤ على سورية، حيث اتخذ القرار ليظهر تشبث واشنطن بسياستها تجاه السوريين وفي لحظة دقيقة كثر فيها التلويح والتلميح الإعلامي لعودة عربية إلى السجادة الدمشقية.. بايدن حاول غسل يديه وربما الاستحمام الكامل في حوض الشرق الأوسط حتى يجد دافعته السياسية وتوازناته الجديدة.. فصرخ بالأمس وجدتها وخرج عارياً..
اختار بايدن أن يثبت حضور واشنطن بتمديد العقوبات على سورية وإذ به يشهر إفلاسه السياسي ويعلن دون لسان حالة تشبه بداية انسحاب واشنطن على الأقل من تصريحاتها التقليدية… فما بين الذرائع التي تتلطى بها واشنطن عادة لفرض العقوبات فقدت عبارة (التواجد الإيراني) في سورية من فم الإدارة الأميركية الذي كان مفتوحاً دائماً للتخوف من العلاقة بين محور المقاومة.. ولا يبدو أن هذه العبارة سقطت سهواً من بين ذرائع العدوان على سورية.. بل ثقلٌ.. فأسنان واشنطن السياسية هي من باتت تسقط لذلك تتسارع الأحداث في المنطقة مع كل خطوة تفاوضية في فيينا.. وكما كانت الحرب على سورية بالوكالة كذلك يبدو الانسحاب الأميركي بالوكالة أيضاً..
من الواضح أن جنازة الخروج الأميركي من سورية والمنطقة ستكون سرية للغاية رغم حضور الجميع لتشييع واشنطن.

 البقعة الساخنة – عزة شتيوي

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هل يعلن ترامب الحرب على الصين؟

نور ملحم في وقت يستعد فيه الجيش الأمريكي لحرب محتملة ضد الصين، ويجري تدريبات متعددة لمواجهة ما سُمي بـ«حرب القوى العظمى»، بدأت بكين في بناء ...