آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » الجن .. ومعامل العصائر ..؟!

الجن .. ومعامل العصائر ..؟!

| سلمان عيسى

 

تقول مصادر مديرية زراعة طرطوس، أنه تم تطعيم حوالي ٥٠ الف غرسة حمضيات هذا العام بمختلف الأصناف، وأنها جاهزة للبيع في موسم الزراعة ..

في الحالة العادية فإن هكذا خبر يثلج الصدر، لأنه يعني أن هناك ٥٠ الف شجرة ستكون في طور الإنتاج بعد سنتين او ثلاثة، ما يعني ايضا ان إنتاج المحافظة من الحمضيات سيزداد بشكل لافت بعد دخول هذا الكم من الغراس في الإنتاج..

لكن عند العودة إلى الواقع ( الكابوس ) سيقفز أمام وجهنا خمسون جنيا ينصحوننا بعدم المغامرة بزراعة هكذا رقم .. او أجزاء منه، مع تذكيرنا أولا بالعطش الشديد الذي يهدد آلاف الأشجار باليباس بسبب قلة المياه التي تحتاج إلى الكهرباء لنضح المياه من الآبار وارواء هذه الأشجار.. ويذكروننا بأن هذه الكهرباء الضرورية للشرب والري ارسلتها الحكومة في خطوط ساخنة إلى المنشآت السياحية والصناعية لتنشيطها و (جذب ) أصحاب( الشورتات ) الاجانب ببرنيطات يلبسونها بالمقلوب إلى بلادنا، لأن هؤلاء سيحلفون على المصحف أنهم تجولوا في بلادنا وشاهدوا أن الكهرباء ٢٤ / ٢٤ .. لكنهم لم يتجولوا في بيارات الليمون ليشاهدوا العطش على اصوله ..

ينصحنا ال ٥٠ جنيا بعدم زراعة أشجار الحمضيات حتى لا تكثر خسائر المزارعين، ويذكروننا بالاجتماعات النوعية التي تعقدها الحكومة كل عام عندما تهترء الثمار تحت امها بسبب عدم تصريف الإنتاج، وكيف أن أعضاء الحكومة الذين يديرون الاجتماعات النوعية يقسمون على تنفيذ القرارات التي ستصدر من قبيل تصدير فائض الإنتاج.. زيادة تدخل السورية للتجارة ( الإيجابي ) .. والأهم إقامة معمل للعصائر.. و يحلفون بالله ورسله أن شركات العصائر الخاصة التي أسست على قوانين الاستثمار واستفادت من كل الميزات التي تحققها هذه القوانين، طلبت من طيب خاطر أن تكون تحت تصرف الحكومة لعصر الفائض من إنتاج الحمضيات .. وكأنها تنافس السورية للتجارة في التدخل الإيجابي..

يذكرنا ال ٥٠ جنيا أن قوانين إحداث تلك المعامل كانت مشروطة بأن تكون موادها الأولية هي من الفاكهة السورية الطازجة.. لكنها انحرفت إلى استخدام المنكهات والإصباغ لأنها اقل كلفة وأكثر ربحا .. ولم يذكرهم أحد بذلك..

يذكرنا ال ٥٠ جنيا، أن تطبيق نتائج وقرارات الاجتماعات النوعية المتعاقبة كان يجب أن ينتج عنه خمس معامل للعصائر على الاقل .. وعشرة عبارات مخصصة لنقل الحمضيات من القرية الزراعية التي أسست منذ أعوام بين محافظتي طرطوس واللاذقية لتجميع الحمضيات وتوزيعها إلى موانئ التصدير ..

يذكرنا ال ٥٠ جنيا، أنه لو تم تصديق وتنفيذ ما يقرر في تلك الاجتماعات ( النوعية ) فإن الحمضيات في بلدنا ستفرخ سنويا عشرات ( المليونيرية ) .. لكن للأسف سيذكروننا بأن الكوسا ( فرخت ) مليونيرا في قطفة واحدة فقط دون أن يعقد لأجلها اجتماع نوعي واحد .. صحيح أن اسعار الليمون هذه الايام مرتفعة جدا، لأنها متوفرة في البرادات الخاصة فقط .. وخلال فترة قصيرة سينضج بعض أصنافها.. وهنا تبدأ( التنزيلات ) .. وصولد للحمضيات..؟!

(سيرياهوم نيوز3-الثالث والعشرين من تموز2022)

 

 

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ألف خطوة إلى الوراء ..! 

  مالك صقور     إن كان لينين قد كتب ذات يوم “خطوة إلى الأمام خطوتان إلى الوراء”، فيقتضي الانصاف اليوم أن يكتب :” ألف ...